– وقَالَ أيضاً: «مَا فاتتني التكبيرةُ الأولى منذُ خمسينَ سنة، وما نظرتُ في قَفَا رجلٍ في الصلاةِ منذُ خمسينَ سنة».
– وقَالَ بُرْدُ مولى ابنِ المُسَيَّب ~: «مَا نُودي للصلاةِ منذُ أربعين سنة إلا وسعيدٌ في المسجد» ().
– وقَالَ رَبِيعةُ بنُ يزيد ~: «مَا أذّن المؤذنُ لصلاةِ الظهر منذُ أربعين سنة إلا وأنا في المسجدِ، إلاّ أنْ أكونَ مريضاً أو مسافراً» ().
– وقَالَ وَكِيعُ بنُ الجراح ~: «كَانَ الأعمشُ قَريباً مِنْ سبعين سنةً لمْ تفتهُ التكبيرةُ الأولى، واختلفتُ إليهِ قريباً مِنْ ستين فمَا رأيتُهُ يَقضي رَكْعةً» ().
– وقَالَ محمد بن سماعه القاضي ~: «مَكثتُ أربعين سنةً لم تفتني التكبيرةُ الأولى إلا يوماً واحداً ماتتْ فيه أمي ففاتتني صلاةٌ واحدةٌ في جماعةٍ» ().
– وقَالَ أسيد بن جعفر ~: «بشرُ بنُ منصور ما فاتته التكبيرةُ الأولى قط، ولا رأيته قام في مسجدنا سائلٌ قط فلم يُعط شيئاً إلا أعطاه» ().
– وقَالَ يحيى بنُ مَعِين ~: «أقامَ يحيى بنُ سعيد () عشرين سنة يختم القران في كلِّ ليلةٍ ()، ولم يفته الزوالُ في المسجد أربعين سنة، وما رؤى يطلب جماعة قط» ().
فما أحسنَ أنْ يعاهدَ الدَّاعِيَة نفسه فيحافظ على الصلاة كما حَافظَ عليها أولئكَ .. فيكون في المسجدِ مع الآذان أو قبله ولا يتأخر!.
قَالَ إبراهيمُ النخعيُّ: «إذا رأيتَ الرجلَ يتهاونُ في التكبيرةِ الأولى فاغسلْ يدكَ منهُ» ().
??????
(17)
الدَّاعِيَة البَصِير ..
يُفرّق بين مرتكبي المعاصي، وينزل كلاً منزلته
قال ابنُ القيم: «وهاهنا أمرٌ ينبغي التفطن له: وهو أنَّ الكبيرة قد يقترن بها – من الحياء والخوف والاستعظام لها – ما يلحقها بالصغائر، وقد يقترن بالصغيرة – من قلةِ الحياء وعدمِ المبالاة وتركِ الخوف والاستهانةِ بها – ما يلحقها بالكبائر؛ بل يجعلُها في أعلى رتبها، وهذا أمرٌ مرجعه إلى ما يقوم بالقلب، وهو قدرٌ زائدٌ على مجرد الفعل، والإنسانُ يعرفُ ذلكَ من نفسه ومن غيره، وأيضاً فإنه يُعْفى للمحب ولصاحب الإحسان العظيم ما لا يعفى لغيره ويسامح بما لا يسامح به غيره، وسمعتُ شيخَ الإسلام ابنَ تيمية – قدس الله روحه – يقول: انظر إلى موسى – صلوات الله وسلامه عليه – رَمَى الألواحَ التي فيها كلام الله الذي كتبه بيده فكسرها، وجرَّ بلحيةٍ نبي مثله، وهو هارون، ولطم عين ملك الموت ففقأها، وعاتب ربه ليلة الإسراء في محمد ورفعه عليه، وربه تعالى يحتمل له ذلك ويحبه ويكرمه ويدنيه ()، لأنه قام لله تلك المقامات العظيمة في مقابلة أعدى عدو له، وصدع بأمره، وعالج أمتي القبط وبني إسرائيل أشد المعالجة، فكانت هذه الأمور كالشعرة في البحر، وانظر إلى يونس بن مَتّى حيث لم يكن له هذه المقامات التي لموسى غاضب ربه مرة فأخذه وسجنه في بطن الحوت، ولم يحتمل له ما احتمل لموسى، وفرقٌ بين من إذا أتى بذنب واحد، ولم يكن له من الإحسان والمحاسن ما يشفع له، وبين من إذا أتى بذنبٍ جاءت محاسنه بكل شفيع كما قيل:
وإذَا الحبيبُ أتى بِذَنْبٍ وَاحدٍ جَاءتْ مَحَاسِنُه بأَلْفِ شَفِيعِ» ().
??????
(18)
الدَّاعِيَة البَصِير ..
يستشعر مسؤولية الكلمة ويفكر قبل أن يجيب
وهو بهذا الهدي يستشعر قوله تعالى: ? ?•? ???????? ??? ?????? ???? ???????? ??????? ??????? ???? ? [ق:18].
وقوله: ? •????? ?????????? ???????????? ???? ???????? ?????????? ???? ??????????? ??? ??????????? ???? ? [الانفطار:10 – 12]، وقوله: ? ???? ??????????? ????? ?? ???????? ???????? ???????????? ? ?????? ??????????? ?????????? ??????????? ???? ? [الزخرف:80].
قال حماد بنُ زيد: سئل أيوب السختياني عن مسألةٍٍ فسكتْ فقالَ الرجلُ: يا أبا بكر لم تفهم أعيدُ عليكَ؟ قال: فقال أيوب: قد فهمتُ، ولكني أفكرُ كيفَ أجيبك ().
وقَالَ شدادُ بنُ أوس: «مَا تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ مُنْذُ أَسْلَمْتُ إِلا وَأَنَا أَخْطِمُهَا وَأَزُمُّهَا» ().
¥