– وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ > بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ @ لِعُمَرَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ @ يَزُورُهَا فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهَا بَكَتْ فَقَالا لَهَا: مَا يُبْكِيكِ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ @؟ فَقَالَتْ: مَا أَبْكِي أَنْ لا أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ @، وَلَكِنْ أَبْكِي أَنَّ الْوَحْيَ قَدْ انْقَطَعَ مِنْ السَّمَاءِ فَهَيَّجَتْهُمَا عَلَى الْبُكَاءِ فَجَعَلا يَبْكِيَانِ مَعَهَا ().
وأمّا حديث "زُرْ غِباً تزددْ حُباً" () فلا يصح وإن تعددت طرقه ().
وينبغي أنْ تُشغلَ الزيارة بالحديثِ النافع من تذاكرِ علمٍ أو قراءةٍ في كتابٍ أو ذكر أحوال المسلمين وكيفية نفعهم ونحو ذلك.
??????
(23)
الدَّاعِيَة البَصِير ..
لا تفارق الابتسامة والبشاشة وجه
وهو بهذا يمتثل قوله @: «تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ» ().
ويهتدي بهديه @:
– فعَنْ جَرِيرٍ > قَالَ: مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ @ مُنْذُ أَسْلَمْتُ وَلا رَآنِي إِلا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي، وَلَقَدْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ إِنِّي لا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي وَقَالَ: «اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا» ().
– وفي حديث سَعْدٍ: سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ > عَلَى رَسُولِ اللَّهِ @ وَعِنْدَهُ نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَسْأَلْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَه، عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ عَلَى صَوْتِهِ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ تَبَادَرْنَ الْحِجَابَ فَأَذِنَ لَهُ النَّبِيُّ @ فَدَخَلَ وَالنَّبِيُّ @ يَضْحَكُ فَقَالَ: أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ... ().
وعَنْ عَائِشَةَ < قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ @ مُسْتَجْمِعًا قَطُّ ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ ().
وقد بوب البخاريُّ على هذه الأحاديث بقوله: «بَاب التَّبَسُّمِ وَالضَّحِكِ وَقَالَتْ فَاطِمَةُ: أَسَرَّ إِلَيَّ النَّبِيُّ @ فَضَحِكْتُ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ اللَّهَ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى».
فالدَّاعِيَة كما يتصدق بالمال يتصدق بالابتسامة فهل تعجز – أخي – عن هذا.
قال بعض العقلاء: «التبسم والبشر من آثار أنوار القلب، وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة».
قال ابن عيينة: «البشاشة مصيدة المودة والبر شيء هين وجه طليق وكلام لين».
والناس لا يقبلون من الدَّاعِيَة الذي يصعر خده للناس كأنه معرض عنهم، و يعبس وجهه ويقطب جبينه كأنه منزه عن الناس مستقذر لهم أو غضبان عليهم.
وقال حماد بن زيد: «ما رأيت أحدا قط أشد تبسما في وجوه الرجال من أيوب إذا لقيهم».
قال الذهبيُّ: «وقال محمد بنُ النعمان: لم أر أعبدَ من يحيى بن حماد، وأظنه لم يضحك"، قلتُ: الضحكُ اليسيرُ والتبسمُ أفضلُ، وعدم ذلك من مشايخ العلم على قسمين:
أحدهما: يكون فاضلا لمن تركه أدبا وخوفا من الله وحزنا على نفسه المسكينة.
والثاني: مذموم لمن فعله حمقا وكبراً وتصنعا كما أنّ من أكثر الضحك استخف به، ولا ريب أنَّ الضحكَ في الشباب أخف منه وأعذر منه في الشيوخ.
وأمَّا التبسمُ وطلاقة الوجه فأرفعُ من ذلك كله قال النبي @: تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ، وقال جرير: ما رآني رسول الله @ إلا تبسم، فهذا هو خُلُقُ الإسلام فأعلى المقامات من كان بكّاءً بالليل، بساما بالنهار، وقال #: لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه، بقي هنا شيء ينبغي لمن كان ضحوكاً بساما أن يقصر من ذلك ويلوم نفسه حتى لا تمجه الأنفس، وينبغي لمن كان عبوسا منقبضا أن يتبسم ويحسن خلقه ويمقت نفسه على رداءة خلقه، وكل انحراف عن الاعتدال فمذموم ولا بدَّ للنفس من مجاهدة وتأديب» ().
??????
(24)
الدَّاعِيَة البَصِير ..
حليمٌ ذو وَقارٍ وسكينة
¥