وأول مؤلَّف يطالعنا في هذا هو مؤلف اسمه "مجاز القرآن"، من أوائل ما ألف في هذا ولن أحصر كل ما ألف في هذا وإنما سأذكر البدايات والأعلام الرئيسة في هذا، أول مؤلف في هذا هو كتاب "مجاز القرآن" لأبي عبيدة معمر بن مثنى، المتوفى سنة مائتين وثمانية وقيل مائتين وتسعة وقيل مائتين وعشرة هجرية، فهذا الكتاب ينبغي أن يُعلم أن تسمية المؤلف "مجاز القرآن" ليس المقصود: المجاز الذي هو قسيم الحقيقة، وإنما المقصود بالمجاز القرآن مجاز الآية معناه تأويلها أو معناها أو تفسيرها.
سنأتي للمجاز
أي نعم، سنأتي للمجاز -إن شاء الله تعالى-.
والأمور هذه نوضحها أكثر لأن حولها جدل.
صحيح حولها جدل وحولها كلام يحتاج إلى بيان.
ثم بعد ذلك يأتي بعد ذلك "البيان والتبيين" للجاحظ -الأديب المعروف- المتوفى سنة مائتين وخمسة وخمسين هجرية، وهذا الكتاب حقيقة يعد مستودعًا ضخمًا لنصوص البيان العربي بشكل عام، أولها نصوص من الكتاب الحكيم والسنة والمطهرة، وأشعار العرب وخطبها وأمثالها، وهذا المستودع الضخم اتاح للعلماء من بعده نصوصا شواهد لقواعدهم التي ضبطوها ومسائلهم التي قعدوها.
بعد ذلك يأتي أو أتى أو كتاب أيضًا لابن قتيبة العالم السني المشهور "تأويل مشكل القرآن الكريم"، وابن قتيبة -رحمه الله- توفي سنة مائتين وستة وسبعين هجرية، هذا فيه كان فيه.
كان فيه حديث بحديث أو خاص بعام أو كذا، تأويل مشكل القرآن
أي نعم، هو درس المجاز وأسباب الضلال فيه وما تعلق به وأيضًا أتى بصور من هذا الأمر، واستطرد -رحمه الله- في هذا.
أيضًا له كتاب أيضًا له كتاب في هذه المعنى "تأول مختلف الحديث" أيضًا قريب من "تأويل مشكل القرآن الكريم".
أتى بعد ذلك الشاعر العباسي المشهور عبد الله بن المعتز فألف كتابه المشتهر "البديع"، وقد توفي الشاعر عبد الله بن المعتز سنة مائتين وستة وتسعين هجرية تحقيقًا.
وهذا الرجل شاعر ولهذا كان ذواقة في مؤلفه، وسبب تأليفه أو مؤلفه هذا هو أنه أراد أن يرد على شائعة ذاعت في عصره ذلك الزمان وهو أن شعراء البديع المشتهرين الذين بدءوا البديع والإعجاب والصنعة والتجنيس وغير ذلك كأنهم هم الذين انفردوا بالبديعات وتميزوا فيها، فأراد أن يرد عليهم وأولئك المشتهرون مثل أبي تمام وبشار بن برد وأمثال هؤلاء، فألف هذا المؤلف يثبت أن البديع وأنواعه وفنونه موجودة في كلام العرب بل في التنزيل، في القرآن الكريم وفي السنة المطهرة، فضرب شواهد ونماذج يبين أن هذا لم يتفرد به هؤلاء وإنما هو موجود أصلاً في لغة العرب وبيانها لأنه من جنس كلامها ومما يبين ويوضح أيضًا مقاصدها.
بعد ذلك (نقد الشعر) وقد ألفه قدامة بن جعفر وكان نصرانيًا فأسلم على يد المكتفي بالله وهذا الرجل قد توفي سنة ثلاثمائة وسبعة وثلاثين، ومال في مؤلفه هذا إلى المنطق والفلسفة وتأثر بشوب فلسفة من اليونانيين فظهر أثر مؤلفه هذا في التحديد والتعريف والتدقيق إلى حد ما، وإن ركز كثيرًا على النقد ومسائله وبديعياته أو أنواع الفنون البديعية وما تعلق بها وزاد على ما جاء به ابن المعتز.
أيضًا "النكت في إعجاز القرآن" للرماني، الرماني هذا مؤلف اقترب إلى حد ما من لمس إعجاز القرآن وتشخيص دقائقه ومسائله، والرماني قد توفي سنة ثلاثمائة وستة وثمانين هجرية تقريبًا، ثم جاء صاحب الوساطة علي بن عبد العزيز الجرجاني الناقد المعروف، فقد أضاف إضافات حسنة في كتابه "الوساطة بين المتنبي وخصومه" وقد توفي ثلاثمائة واثنين وتسعين هجرية، ثم جاء "صاحب الصناعتين" أبو هلال صاحب الصناعتين وهو أبو هلال العسكري المتوفى سنة ثلاثمائة وخمسة وتسعين هجرية، والحقيقة هذا الكتاب يعتبر لبنة رائعة وتجديدية في تاريخ البلاغة العربية؛ لأنه فيه وبه بدأت تتمايز المسائل البلاغية من القضايا النقدية إلى حد ما؛ لأن مسائل بلاغته مختلطة في التأليف الأساسي لمسائل النقد إلى حد ما، فبدأت تتمايز إلى حد ما في تعريفاته وتشخيصاته وتحديداته بعض مسائل البلاغة عن قضايا النقد بشكل عام.
ثم جاء بعد ذلك الباقلاني أبو بكر في "إعجاز القرآن" وقد توفي سنة أربعمائة وثلاثة هجرية.
ثم صاحب" العمدة في صناعة الشعر ونقده" وهو ابن رشيق القيرواني وقد توفي سنة ثلاثة وستين وأربعمائة، وقيل ستة وستين وأربعمائة هجرية.
¥