تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أقول: إن المناهج التعليمية أسست تأسيسًا رائعًا من أراد يتدرج يتدرج مع بنته أو ابنه في الابتدائي ثم المتوسط ثم .. رائع جدًا من غير أن يتفلسف الآجرومية أو يذهب هذه علم نعم وابن عقيل كذلك وابن هشام نعم للمتخصصين.

ولكن الفاعل لديهم هو الفاعل لديهم.

النحو في هذه المراحل مذلل ميسر مبغوى وصيغ بصيغة رائعة مناسبة لعقول هؤلاء الصغار وأنت عقلك كبير سيكون استيعابك أوسع وأسرع وأنجز .. تفهم.

أنا أنصح طلابي وطالباتي وغيرهم من هؤلاء إذا أراد فعلاً أن يحذق العربية يبدأ مع أبنائه يتدرج بها، يستفيد فائدة كبيرة.

أولاً: أنه يضرب مثالا للتواضع عندما يدرس ابنه أو أخاه أو ابن أخته أو غير ذلك أو بنته وكذا الأمر الثاني: أنه هو المستفيد الأول؛ لأن الطريق الصحيح للعلم هو ماذا؟ هضمه وفهمه، لا يمكن أن تدرس قومًا شيئًا وأنت تجهله، يهضمه ثم يعطي الآخرين.

ثم إن لغة تلك القواعد والضوابط سهلة مذللة لأنها صيغة لمستويات هؤلاء لا تبعد النجعة وتذهب بعيدًا وكذا.

عليك بهذه المناهج تدرج بحسبها تحذق أشياء فيها أمثلة محلولة فيها أشياء مشروحة فيها قواعد مضبوطة ليس في النحو فقط في الإملاء في البلاغة في النقد في الحديث في الفقه في التفسير هذه عندك علوم رائعة جدًا وتتدرج بحسب المستوى، ما أظن أحدا ما في بيته أحد في الابتدائي أو في المتوسط -ولله الحمد- هذا شيء وإن لم يكن فعندك المكتبات الكتب الميسرة مذللة ومسهلة جدًا.

يقول: ما رأيكم في كتاب "التميز" الذي انتقد "الكشاف"؟.

الحقيقة لم أطلع عليه، أنا الذي اطلعت على كتاب "الانتصاف" لابن المنير، وحق جيد وهو مالكي سني، نعم.

يقول: ما هو أحسن نظم مختصر في هذا الفن؟ هل هناك نظم يا شيخ؟.

نعم هناك نظم "الجمان" للسيوطي، "منظومة الجمان" للسيوطي، وقد حلها وحللها ونثرها في كتابه "العقود" "عقود الجمان".

يقول: ما هي الكتب البلاغية أو اللغوية التي تكفي طالب العلوم الشرعية حيث أن العلوم الشرعية كثيرة فلا نستطيع التوسع في اللغة كالمتخصص فيها؟.

هو نحن الآن نتدرج فيها، هذا سيأتي، سنصل إلى هذا إن شاء الله.

يقول: البلاغة نشأت بنزول القرآن الكريم، أو اتضحت معالمها بنزول القرآن الكريم لكن السؤال هنا يا شيخ: ألم يكن العرب قبل الجاهلية على قدر كبير من البلاغة فلما جاء القرآن تحداهم بهذا الكتاب البليغ، يعني هل القرآن أتى ببلاغة جديدة؟ أو يعني بأنواع من البلاغة أعجزتهم أو أعياهم عن مجاراتها أو مجاراة هذا التحدي؟.

البلاغة التي نتحدث عنها من حيث التأصيل والتقعيد والضبط المسائل هذه لم تكن ولم تظهر إلا بعد نزول القرآن الكريم عندما احتاج الناس أجمعين عربًا وعجمًا إلى فهم الكتاب والتنزيل، وعندما خيف على اللسان العربي أن تتطرق إليه العجمة واللحن، ومن ثم تتعقد مسائله وأحكامه فقيض الله -عز وجل- همم العلماء، أما العرب قبل الإسلام فإن لغتهم تدرجت في النضج وبلغت أوجها وقمتها وذروتها إبان النزول تنزيل الوحي عندما بعث المصطفى -عليه الصلاة والسلام- هيأ الله -عز وجل- بحكمته البالغة أن ينزل كتابه بلهجة أو بلغة قريش؛ لأن هذه اللغة لغة قريش كانت هي السائدة إبان التنزيل لماذا؟ توافرت أسباب كثيرة كثرة الأسواق وأعظمها سوق عكاظ كانت القبائل تفد بشعرائها وخطبائها وكلهم يتعلم وأيضًا يحذق لغة قريش لماذا؟ لأنه سيكون لسان شاعره بهذه اللغة، اللغة القرشية، ولذلك انتشرت هذه اللغة ثم إن رحلة قريش في الشتاء إلى اليمن وفي الصيف إلى الشام هؤلاء العرب وهم معهم شعراؤهم وغير ذلك يحتكون بالقبائل التي في الطريق، فالقبائل هذه استفادت من لهجة ولغة قريش فشاعت هذه اللهجة وتمكنت فكانت العرب بشكل عام في مفاخراتها في مطارحاتها وفي أشعارها وفي منتدياتها تحاول أو تتكلم باللغة القرشية فلما نزل القرآن الكريم بهذه اللهجة بهذه اللغة عرف العرب منطق القرآن وفهمه ولذلك كانوا يشدهون به بمعنى أنه قبل القرآن الكريم لم يكن هناك علوم كما نعلم ولا قواعد ولا ضوابط كانت اللغة ذوقية سماعية يسمعها ثم يهتز العربي لها، لو سألته تعجب، لكن أن يفلسف ويمنطق لك، لم تكن العرب أمة فلسفة أو منطق أو تأليف أو كذا، وإنما كانت أمة لسن وفصاحة وبيان وشعر بحيث إن الألسن تخرص إذا سمعت، لما جاء القرآن الكريم بجزيل فصاحته وقوة بلاغته بهرهم فكان كالشمس

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير