تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وشعراؤهم كالسروج، فانطفأت سروجهم.

أحسن الله إليك يا شيخ، وإن كان فيه والله بصراحة أسئلة لم نتوقع أن تأتي بهذا الزخم ولكن نكمل معكم يا شيخ بعض الكتب لأن كثير منهم يسأل عن الكتب التي اعتنت بالتفسير البلاغي والكتب التي اعتنت بمنطق النبي -صلى الله عليه وسلم- أو قول النبي -صلى الله عليه وسلم- كذلك هناك مجموعة من الكتب، ومنهم من قال أنه لماذا لم تكن الكتب البلاغية أو أنها لغير أهل السنة فسؤاله هنا يا شيخ بعدها نكمل ذلك: لماذا الكتب البلاغية لغير أهل السنة؟ هل يجعلونها موطئًا ليعسفون النص الشرعي حتى يوافقون به أنفسهم؟.

هو الحقيقة أن الكتب البلاغية لغير أهل السنة ليس موضعيًا ولا دقيقًا، يعني علم العربية بما في ذلك علم البلاغة كما ذكرنا: أن الله -عز وجل- فتح الباب للعربي والعجمي في التأليف في هذا العلم حتى يبين للناس أجمعين أن هذا الدين دين الله -عز وجل- خالد ? إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَمُ ? [آل عمران: 19] وفي آية: ? وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ? [آل عمران: 85]، فالشاهد أن علم العربية شارك فيه الأعاجم وشارك فيه العرب في التقعيد والتأصيل والضبط فالبلاغة فيها علماء عرب "ابن الأثير" -رحمه الله- صاحب "المثل السائر" بل إن الخطيب القزويني الذي قعد القواعد في تلخيص المفتاح كما سنأتي إليه والإيضاح أيضًا أصله عربي، فهؤلاء البلاغة ليست حكرًا على العرب ولا وقفًا على الأعاجم، اشترك هؤلاء وهؤلاء لكن الكلام على ماذا؟ الكلام على التوظيف، التوظيف لا شك أن البيان كما ذكرنا والمعاني بالذات هي خطيرة فهذه بحسب المعتقد فيأتي المعتزلي ويعصف النص ويعطفه ويلوي عنقه ليخدم معتقده ويأتي المعطل فيأتي من باب المجاز أو غير ذلك فيعطل الله -عز وجل- من صفاته -جل وعز- بحكم أن العقل لا يستوعب ذلك أو أنه يأباه أو شيء من ذلك، إذن البلاغة من حيث كونها علومًا وتأصيلاً وقواعد هي مضبوطة على يد الأعاجم وعلى يد العرب بشكل عام، لكن العبرة بأي شيء؟ بالمعتقد، فالسني يسير على مذهب أهل السنة والجماعة ومذهب السلف في فهم النص كما أنزل وفهم السلف، والمعتزلي أو غيره يعطله على معتقده.

تقول: نرجو الشيخ يعيد الكتب التي سندرسها "البلاغة الواضحة"؟.

الكتاب ما باين يعني؟

ما لحقنا أن نكتبه.

أما عرفتم الكتاب؟.

نعم.

هو الحقيقة الكتاب "البلاغة الواضحة" "البيان والمعاني والبديع" ومعه "دليل البلاغة الواضحة" لكل من الأستاذين علي الجارم ومصطفى أمين، هذا هو الكتاب، وأعتقد أنه سيكون واضحًا على الشبكة العنكبوتية.

أهما كتابان أم كتاب واحد ملحق؟.

هو الملحق مع هذا، الطبعة الجديدة الملحق معها، لكن هناك طبعات سابقة كان الكتاب مفصولاً عن الدليل، هما كتابان.

نكمل يا شيخ ما بقي معنا الوقت اليسير لتبين الكتب.

نسرد فقط مؤلفات بحسب التاريخ منها بعد الزمخشري جاء الفخر الرازي فألف كتابه "نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز" والحقيقة هذا الكتاب بسط وحاول أن يعنصر فلسفة عبد القاهر ومنطقه وتذوقه في صورة قواعد وضوابط ولذلك استفاد منه السكاكي لما جاء بعده، الفخر الرازي توفي سنة ستمائة وستة هجريا في كتابه المشهور الذي أضاف جديدًا إلى حد ما من حيث التلخيص بداية الضبط التقعيدي في نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز.

جاء بعد ذلك شيخ البلاغيين إن صح التعبير- في التقعيد والتأصيل والتشعيب والتقسيم والتفريع من هو؟ السكاكي، أبو يعقوب يوسف السكاكسي المتوفى سنة ستمائة وستة وعشرين هجرية فألف كتابه المشهور "مفتاح العلوم" وينبغي أن يعلم أن "مفتاح العلوم" هذا ليس هذا الكتاب كله في البلاغة وإنما قسمه المؤلف ثلاثة أقسام: القسم الأول في الصرف وفقه اللغة، القسم الثاني: في النحو، القسم الثالث: في علمي المعاني والبيان، وذيله بكلامه عن الفصاحة والبلاغة ثم جعله ملحقًا بالقافية والعروض.

الشاهد أن الكتاب نفسه اشتهر بقسمه الثالث المتعلق بالبلاغة وهو علما المعاني والبيان.

ولهذا جاء الخطيب القزويني الحقيقة -وكان حسن الاصطياد- فاصطاد القسم الثالث الذي اشتهر به المفتاح فلخصه في كتاب سماه "تلخيص المفتاح".

والخطيب القزويني توفي سنة سبعمائة وتسعة وثلاثين هجرية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير