تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لأن المتن موجز ومرَكّز، فألف كتابًا أوسع من هذا، وسماه "الإيضاح"، وليس "الإيضاح" كما يظن البعض شرحًا للتلخيص، وإنما كما قال المؤلف: «جعلته كالشرح له» لأنه قدم وأخر وبدل وغير وحذف كثيرًا مما ذكر السكاكي، وأيضًا زوده وطعمه أيضًا بتحليلات الشيخ عبد القاهر الجرجاني، وتسديدات –أيضًا- استنباطات الزمخشري في "الكشاف"، وأيضًا ضوابط السكاكي نفسه وأضاف إلى هذا شيئا من منطقه ومن تعريفاته ومن تحديداته، فكان "الإيضاح" أشبه بالكتاب المدرسي المتأخر في علم البلاغة، ولهذا فكثير من الدراسات المتأخرة المتخصصة في كليات اللغة العربية المتعمقة تعتمد "الإيضاح" في تدريس مادة البلاغة لطلابها وطالباتها بشكل عام.

أعود إلى "التخليص" نفسه:

استهوى "التلخيص" الدارسين أو الباحثين، استهوى الدارسين البلاغيين من بعد استهواهم بمنطقه وإيجاز عبارته فأقبل الشراح على "التلخيص" ولم يقبلوا على "الإيضاح" إقبالهم على "التلخيص"، وذلك لكونه متنا يحتمل التفصيل والتحليل والتعليل والتحشية، ولذلك أقبل عليه الشراح وجعلوه صلب دراساتهم البلاغية المتأخرة.

ومن أفضل الشروح التي تناولت هذا ومن أطولها ومن أجودها الشروح التي جمعت في كتاب سمي "شروح التلخيص" وهذه الشروح مكونة من "عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح" لأحمد بن علي السبكي المتوفى سنة ثلاثمائة وسبعين وسبعمائة هجرية، سماه "عروس الأفراح".

أيضًا هناك شرح سمي "المطول والمختصر" "المطول" كتاب و"المختصر" كتاب كلاهما على "التلخيص" لسعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني المتوفى سنة إحدى وتسعين وسبعمائة للهجرة، وهناك أيضًا "الأطول" شرح اسمه الأطول" لعصام الدين إبراهيم بن محمد عرب شاه الإسرائيلي المتوفى في منتصف القرن العاشر الهجري تقريبًا، وهناك أيضًا من أجود الشروح وأمتعها أيضًا "مواهب الفتاح لشرح تلخيص المفتاح" لابن يعقوب المغربي المتوفى سنة ألف ومائة وعشرة هجرية.

هذه الكتب جمعت حقيقة في كتاب -في طبعته الرديئة- لكنها بالنسبة إلى المتخصص تعينه وتفتح له الأبواب، وأيضًا تمتع ناظره وتذوق ذائقته وأيضًا تثري معرفته بالبلاغة لأن طباعة هذه الكتب الأربعة أو الخمسة في الكتاب نفسه يجعل بين يديك في الصفحة الأولى خمسة كتب، لأنها مقسمة تقسيمات أبان الطابع في مقدمة كتابه تفاصيل ومواقع كلام كل مؤلف، حتى أن "التلخيص" موجود، وأيضًا "الإيضاح" موجود، وكذلك هناك حاشية للدسوقي في الهامش الجانبي جيدة وفيها تحقيقات، إلا أن هذه الكتب بشكل عام -الذي ليس عنده خلفية عن المنطق والعربية والفلسفة وأيضًا ليس له بخص أو تخصص في هذه وطلب في هذه العلوم فإنه يملها لأن هضمها عسر ولأن أيضًا تعامل مع منطقها يحتاج إلى خلفية دقيقة في علم العربية والمنطق والفلسفة، فالمتخصصون يفرحون بمثل هذه ويستمتعون بها، وأما غيرهم فإنهم يكاد يملون من مثل هذا.

إلا أننا نجد في العصر الحديث كتابات طيبة وبسطًا لقواعد البلاغة بشكل عام ما بين مختصر ومتوسط ومطول، فمن كتب البلاغة المختصرة في هذا "البلاغة في ثوبها الجديد" للدكتور بكري شيخ أمين، وأيضًا "البلاغة الواضحة" الذي قررناه للشاعر علي الجارم، ومصطفى أمين.

ومن الكتب المتوسطة كتاب "علوم البلاغة" لأحمد مصطفى المراغي، علوم البلاغة المعاني والبيان والبديع لمصطفى أو لأحمد مصطفى المراغي مثله أو قريب منه أو يزيد عليه في المنطق والتقسيم "جواهر البلاغة" للسيد أحمد الهاشمي.

هناك أيضًا كتاب يصلح للمتخصصين وهو "علم المعاني" مستقلاً، و"علم البيان، والبديع" للدكتور بسيوني عبد الفتاح فيوض، وهذا الكتاب الحقيقة فيه نوع تجديد وفيه أيضًا ترجيحات وتحليلات وتعليلات وأيضًا وجهات نظر للمؤلف طيبة ومستحسنة تصلح أيضًا للدارسين المتخصصين.

كذلك هناك "المفصل في علوم البلاغة العربية" للدكتور عيسى علي العاكوب، وهو جيد في عربيته ومفصل أيضًا في تقسيماته، واستفاد واتكأ على الخطيب القزويني أيضًا في منطلقاته البلاغية وعنده نوع تجديد وبخاصة في فنون البديع، فإنه يذكر الصفة البلاغية أو الجمالية كالطباق مثلاً أو المقابلة أو اللف والنشر أو غير ذلك مما يتعرض له ويخصص ذلك بمزيد توقف وشرح وبيان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير