هناك للدكتور أيضًا عبد العزيز عتيق مؤلفات خص كل فن بلاغي أو كل علم بلاغي بمؤلف، فألف في "علم المعاني" كتابا، وألف في "البيان" كتابًا، وألف في "البديع" أيضًا كتابا وهي تصلح أيضًا للمتخصصين في كلية اللغة العربية أو الأقسام الأدبية بشكل عام.
هناك أيضًا لشيخ البلاغيين -إن صح التعبير- في المعاصرين هو الأستاذ الدكتور محمد محمد أبو موسى كتاب جامع وجيد وهو كتاب "دلالات التراكيب في علم المعاني" وله أيضًا في البيان "التصوير البياني"، والحقيقة أن فيه تجديدات حسنة، ورأيًا بلاغيًا طيبًا، ونفَسًا بيانيًا مشرقًا وهذا يصلح للمتخصصين في الدراسات العليا بالذات،ففيه إشراقات وفيه تقليب، وفيه أيضًا تجرئة لطالب العلم على الاجتهاد وعلى الاستنباط وعلى حسن أيضًا التفنن في العرض البلاغي بشكل عام.
الحقيقة لا يفوتني في هذا المعرض أن أشير أيضًا إلى دراسات طيبة جدت وحدثت في العصر الحديث في تناول وعرض المادة العلمية البلاغية من خلال المعجم، فألفت معاجم في البلاغة على طريقة معاجم اللغة، فما على طالب البلاغة إلا أن يرجع إلى هذه المعاجم فيرجع إلى التشبيه في (التشبيه) مثلاً والاستعارة بحسب المعجم فرتبه على طريقة "أ ب ت ث ج".
ومن أجود هذه المعاجم وأظهرها وأشهرها التي هي متداولة الآن في السوق معجم "المصطلحات البلاغية وتطورها" للدكتور أحمد مطلوب، فهو حقيقة معجم مؤصل يذكر الفن البلاغي ثم يذكر بداياته ويبدأ بتعريف لغوي ثم كيف تطور ونشأ ثم استقر في مصطلحه ويذكر أيضًا أبرز شواهده.
كذلك لأستاذنا الأستاذ الدكتور بدوي أحمد طبانة -رحمه الله- معجم في هذا المقام وهو "معجم البلاغة العربية" على نسق سابقه وإن كان أقل نفَسًا.
وأقل من ذلك أو حوله "المعجم المفصل في علوم البلاغة" للدكتورة إنعام فوال عكاوي فهي أيضًا تناولت هذا الجانب تناولاً تحليليًا وأيضًا تناولت المصطلح البلاغي من حيث تدرجه وتطوره ونهايته فيما استقر عليه.
فهذه المعاجم تعين طالب البلاغة إلى أن يتجه مباشرة إلى المصطلح البلاغي -طباق، أو مقابلة، أو تشبيه، أو استعارة، كذا، ثم يجد كلام طيبًا قد حواه موقع ذلك المصطلح.
كتب التفسيرالبلاغي
والحقيقة بمناسبة كلامنا على البلاغة وأنها علم قرآني وأن سبب تأليفها هو الذكر الحكيم وأنها نشأت في أحضان آيات الذكر الحكيم ومحاولة التعرف على الإعجاز وأسرار البلاغة ولطائفها يحصل بنا أن نحصل بنا أن نذكر شيئًا من الإلمامة على سبيل السرد العام لأبرز كتب التفسير التي تناولت كلام الله -عز وجل- وحاول مؤلفها أو مؤلفوها أن يتعرف على الدقائق واللطائف أو أن يذكر شيئًا من الأسرار واللطائف البلاغية البيانية المتعلقة بالآيات القرآنية.
مما ذكرناه سابقًا "الكشاف" للزمخشري مع الحذر من اعتزالياته وسقطاته في مسائل الصفات ومسائل مرتكب الكبيرة والموقف من الحاكم أو غير ذلك مما ذلت فيه أقدام المعتزلة.
نذكر أيضًا كتاب "البحر المحيط" لأبي حيان المفسر الأندلسي المتوفى سنة سبعمائة وأربعة وخمسين للهجرة فإن البحر هذا هو حقيقة اسم طابق مسماه، ولفظ أدرك معناه-فعلاً-، فمن قلب صفحات "البحر المحيط" لأبي حيان وجد بحرًا فعلاً متلاطمًا، فإنه يذكر أسباب النزول، ويشرح الآية شرحًا لغويًا، ثم يذكر أيضًا أعاريبها التي تنبني عليها المعاني ثم -أيضًا- لا يفوت أن يذكر المعاني والدقائق واللطائف التي تنقدح له في أثناء تقليب نظره في الآية الحكيمة، ونراه أحيانًا يستدرك على الزمخشري في اعتزالياته ويصفه بصفات -أحيانًا- يدركها القارئ كأن يقول: وهذه من دسائسه، وهذه من اعتزالياته، وهذا -حقيقة- من محاسن هذا التفسير أنه ينبه طالب العلم على السقطات التي وقع فيها الزمخشري كما ذكرنا يعد أبًا رئيسًا للنظر في الإعجاز وتقليب النظر في الأسرار واللطائف القرآنية.
من ذلك أيضًا تفسير البيضاوي وحواشيه، وهي الحقيقة حواشي مفيدة جدًا لطالب البلاغة والمعاني والدقائق واللطائف، ولكن أشهرها وأهمها وأظهرها حاشية الشهاب الخفاجي، وحاشية محيي الدين الشيخ زاده وحاشية القنوي فهذه حواشي الحقيقة ثرية بالمعاني القرآنية وثرية أيضًا باللطائف البلاغية، فالمتخصص بالذات لا يكاد يستغني عن هذه الحواشي.
¥