وهذا يا دكتور حفظكم الله هو من وظائف العلماء بحيث أنهم يبينون .. في هذا الكتاب وينبهون للسقطات والزلات والإنسان طبعًا غير معصوم الحقيقة، وكما قلت الغلبة غلبة الظن.
ومعلوم أن منهج أهل السنة والجماعة هو منهج العدل في الكلام على الحكومات وعلى العلماء وعلى الحكام وعلى المؤلفين وعلى النساء وعلى الرجال وعلى الطلاب، في قوله جل وعز قاعدة عريضة: ? وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ? [المائدة: 8] هذا هو الميزان الشرعي، ولهذا: أهل السنة عدلوا مع المعتزلة وغيرهم فأخذوا من خيرهم مما أتوا بهم ردوا ضلالهم بالأدلة، وهذا هو المعيار الشرعي الصحيح، كل إنسان يقع منه وله، ولكن العبارة بغلبة الحسنات فنأخذها فإن وقع في هنات فنبينها ونقف أمامها وفي ضوء البيان.
من ذلك أيضًا كتاب جيد ولغته سهلة ويصلح للقراءة على الجماعة في المساجد وغيرها "تفسير كلام المنان" للشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي شيخ الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله- رحم الله الجميع، توفي الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي سنة ألف وثلاثمائة وستة وسبعين هجرية فكتابه هذا تفسير ابن سعدي كتاب مختصر وجيد وله لفتات لغوية وإشراقات بيانية وتوضيحات أسلوبية في لغة سهلة وتوجه سليم ونظرة -ولله الحمد- لآيات الصفات ولغيرها سليمة ومأمونة، فلهذا ينصح أيضًا بهذا الكتاب للمتوسطين أو للعوام أو لمن في حكمهم ممن يريدون فهم الآية في عجلة من أمره.
وبمناسبة الكلام على كتب التفسير التي تناولت كلام الله -عز وجل- تناولا بلاغيا أو لغويا نذكر شيئًا أو طرفًا من كتب الحديث التي تناولت أيضًا كلام المصطفى -عليه الصلاة والسلام- من وجه بلاغي أو بياني لعل الدارسين أو بعض الحاضرين أو المشاهدين والمشاهدات أن يكون لديه رغبة في النظر في حديث النبي -عليه الصلاة والسلام- والتعرف على بلاغته التي تأتي في المرتبة الثانية بعد بلاغة الذكر الحكيم.
عموم شراح الحديث وعلى رأسهم ابن حجر العسقلاني وابن العيني كل هؤلاء –حقيقة- عندما يتناولون الحديث الشريف ينظرون إلى لغته، وإلى ما فيه من تشبيهات أو كنايات ويضعون أقدامهم في توسعة واضطراب واستطراد وهذا –الحقيقة- جميل يصح لطالب العربية وأيضًا لطالب بلاغة المصطفى -عليه الصلاة والسلام- والتعرف عليها أن يلتقط تلك الإشارات، وكثيرًا ما نقل ابن حجر العسقلاني عن ابن بطال -رحمه الله- في كتابه "الفتح" وحقيقة الفتح على اسمه "فتح الباري" فيه وقد أجهد وأنفق الشيخ ابن حجر -رحمه الله- قرابة ثمانية وعشرين عامًا في سبيل تأليفه فجمع مستودعًا ضخمًا من العلم العام والاستنباطات الحسنة وأقوال العلماء وأيضًا علم العربية والدقائق واللطائف المتعلقة بالحديث الذي يورده والشواهد التي أيضًا .. ويحشدها في شرحه.
كذلك في "إرشاد الساري" لبدر الدين بن عيني، فيه أو بخاصة في ربعه الأول، فالشيخ -رحمه الله- توسع إلى درجة أنه قد فاق "فتح الباري" في مقدمته أو في الربع الأول منه، لكن نفسه بدأ يتضاءل بعد ذلك.
كذلك الإمام النووي -رحمه الله- على شرح مسلم، فلغته مجملة لكنها دقيقة وجيدة، وله إشارات ولمحات ذكية يمكن أن يستفيد منها طالب العربية وأيضًا يقف عندها مقتنص الإشارات البلاغية.
من الكتب المعاصرة حقيقة التي تفيد البحث البلاغي هو كتاب "التصوير الفني في الحديث النبوي" للدكتور محمد الصباغ مجلد طيب يتجاوز سبعمائة وثمانمائة صفحة عرض طائفة من الأحاديث وشرحها شرحًا لغويًا بلاغيًا وركز على الصورة وعلى التصوير النبوي في الحديث الشريف.
كذلك هذا المؤلف الدكتور محمد الصباغ أيضًا له كتاب "الحديث النبوي" مصطلحه، بلاغته، كتبه، كتاب "الحديث النبوي" أيضًا طرق أو تعرض لطائفة من الأحاديث النبوية الشريفة وشرحها وبين وجوه البلاغة فيها.
كذلك من الكتب أيضًا "الحديث النبوي الشريف" من الوجهة البلاغية لأستاذنا الدكتور عز الدين علي السيد، وقد درس في كلية اللغة العربية -رحمه الله- ثم في الجامعة الإسلامية في كلية اللغة العربية فكتابه هذا "الحديث النبوي الشريف" من الوجهة البلاغية أيضًا قيم وجيد ومتوسع في هذا المقام.
¥