كذلك من الكتب المتعلقة أو المعتنية ببيان المصطفى -عليه الصلاة والسلام- "البيان النبوي" للدكتور محمد رجب البيومي، فكتابه مختصر لكن فيه لمحات وإشارات طيبة.
كذلك من الكتب أيضًا: "في ظلال الحديث النبوي" للدكتور نبوي الدين عتر، هذا أيضًا فيه تقسيمات وتفصيلات جيدة، له إشراقات بيانية وولغوية وتدرب طالب العربية على استنباط اللطائف واستخراج الأسرار من الحديث النبوي الشريف.
كذلك: "من أسرار البيان النبوي" للدكتور أحمد محمد علي، هذا كتاب موجز ومختصر يمكن أن نعطيه طالب العلم دربًا من الدربة على النظر في الحديث النبوي الشريف.
أهمية العربية وقيمتها في استنباط الحكم الشرعي
وأختم كلامي حقيقة في هذا المقام ببيان أهمية العربية وقيمتها في استنباط الحكم الشرعي، فثمة كتب في هذا لكن أظهرها مما طالعته ونظرت فيه كتاب رسالة دكتوراه حقيقة عنوانها "أثر العربية في استنباط الأحكام الفقهية من السنة النبوية" للدكتور يوسف خليف العيساوي، مطبوع متداول طبعته "دار البشائر الإسلامية" ببيروت عام ألف وأربعمائة وثلاثة وعشرين هجرية، الحقيقة أن الكتاب قيم في هذا الباب ويعطي الناظر فيه قيمة العربية، -وفعلاً- عندما أطلق العلماء العربية في نحوها أو بلاغتها ومعانيها وبيانها بأنها مفتاح التنزيل، حق وأنه لا يستطيع من ينظر في النص الحكيم أو النص النبوي الشريف أن يصل إلى الدقائق واللطائف والأحكام إلا بها، وقد اثبت المؤلف ذلك بالشواهد وبالأمثلة.
هذا أيضًا كتاب آخر اسمه "الصعقة الغضبية على منكر العربية" للطوفي الحنبلي المتوفى سنة سبعمائة وستة عشر هجرية، حققه زميلنا وأخونا الدكتور محمد بن خالد الفاضل وفقه الله وأعانه، والذي هو في قسم النحو وهو الآن مُعار في جامعة الأمير سلطان وطبعته شركة أو مكتبة "العبيكان للطباعة والنشر" في عام ألف وتسعمائة وسبعة وتسعين ميلادية، فهذا يبين قيمة العربية واللغة العربية وهو كتاب -الحقيقة- ضخم في حدود سبعمائة صفحة ذكر شواهد وشوارد من السلف وغيرهم وضرب الأمثلة والأمثال على هذا على قيمة العربية فمن أراد أن يتعرف على هذا ويتوسع في هذا المقامات فدونه هذا الكتاب وغير ذلك من الكتب التي تبين فضل العربية وقيمة البلاغة أيضًا في استنباط الأحكام الشرعية بشكل عام.
يقول: ما هو الكتاب المناسب لغير المتخصص أو لطالب العلم الشرعي الذي لا يريد أن يتعمق كثيرًا؟ لأن هذه الكتب الكثيرة ربما للمتخصصين فنريد يا شيخ لو سلم بسيط يجتمع فيه مجموعة من الصفات السهولة والتدريب على النص الشرعي مثلاً واحتوائه على أغلب المسائل حتى يكون سفرًا متنقلاً في كل زمان ومكان؟.
يحضرني كتابان الأول: "البلاغة فنونها وأفنانها" للدكتور فضل عباس حسن، وهذا الرجل ليس متخصصًا في اللغة العربية وإنما هو متخصص في علم التفسير، ولكنه أتى التفسير من بابه من زاوية آلته، وهي علم المعاني والبيان والبديع فألف كتابه هذا -والحقيقة- يتميز هذا الكتاب بميزات متعددة، منها:
- سهولة عربية، ومنها أيضًا: سهولة عرض المصطلح البلاغي بشكل عام.
- ومنها تفنن المؤلف في تقليب النظر في المصطلح نفسه من عدة أوجه.
- ومنها كذلك أنه في شواهده أو في أمثلته تكون أمثلته إنشائية معاصرة من الواقع المعاصر.
- ومن أهمها أنه اقترب بالمصطلح البلاغي من التنزيل فأعادها إلى حد ما إلى أحضانها الأولى، أعادها إلى أحضانها الأولى، نجد أن كثيرًا من البلاغيين أو بعض البلاغيين يكثر من الشواهد الشعرية مثلاً أو كذا، ودونه أعلى قمة في البلاغة وهو كلام الله -عز وجل-، وهذا الرجل إلى حد كبير ركز على التنزيل، على الآيات الحكيمات, ومنها أيضًا أنه لم يغفل جانب الحديث النبوي الشريف، فأورد أحاديث، ومن حسناته في إيراده للحديث أنه يخرج الحديث من مظانه المعتبرة عند المحدثين، كالبخاري ومسلم والترمذي وأبي داود والنسائي وأحمد وموطأ مالك وغيره،بخلاف بعض المتساهلين في اللغة العربية أو الدارسين للبلاغة أنه يخرجها من كتب ليست مظان البحث في الحديث ولا تخريجها ولا تدقيق متنه ولا رجاله كـ"الأغاني" مثلاً أو "العقد الفريد" أو "البيان والتبيين" أو "الحيوان" أو "العمدة" أو غير ذلك مما يتساهل فيه بعض الكتاب.
¥