تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أيضًا جعل المؤلف بعد كل فن -تقريبًا- مستقل كالتشبيه أو الاستعارة عقد فصلا خاصا للتشبيهات القرآنية وأسرارها ولطائفها وتمييزها عن تشبيهات العربية بشكل عام، الاستعارة القرآنية الكناية القرآنية ميزاتها وسماتها في كتاب الله -عز وجل- وحلل وعلل وتذوق فهذا أيضًا كتاب الحقيقة جيد.

ثم إنه درس في خاتمة علم المعاني سورة السجدة بشكل عام ودقق في نظمها، وإن كانت دراسته مجملة لكنه ضرب مثالاً أو شاهدًا على سورة السجدة، فدقق في نظمها وفي لطائف البلاغة فيها، هذا بشكل عام كما ذكرت وفيه يتبعه بأسئلة تطبيقية، الكتاب حقيقة هو ليس مختصرًا إنما هو فيه شيء من التطويل أو الطول أو الإطناب إن صح التعبير، ولكنه من أجل التوضيح والتذليل والتيسير، لأن الاختصار التام قد يعيق الطالب الفهم يعيق عليه فهمه، وينعقد عليه المعنى، لكن هذا فيه تذليل وتبسيط بشكل عام. أنا عندما أذكر هذا الكتاب لا أعني أنه كامل عليه ملحوظات بشكل عام، لكنه بشكل عام فيه سهولة وفيه يسرر وفيه أيضًا غناء لطالب البلاغة.

هناك كتاب آخر -الحقيقة- عثرت عليه في معرض الكتاب القائم حاليًا في مدينة الرياض "شرح دروس في البلاغة" لمجموعة من المؤلفين في الأزهر وشرحه الشيخ محمد بن صالح العثيمين، وشرحه في مجموعة أشرطة، ولكن إحدى الدور فرغتها في هذا الكتاب وصار النص في أعلى ثم وضع خط وشرح الشيخ على بعض العبارات في أسفل، وهو الحقيقة مختصر شرح مختصر وقد لا يكون متيسرًا أو متوافرًا في المكتبات لحداثته وأظن طبعته دار في الكويت دار "إيلاف" أو كذا في الكويت، ويباع حاليًا في المعرض، وهذا الكتاب كما ذكرت يصلح لطالب المختصرات، ويكفي أن الشيخ محمد -رحمه الله- تناوله بالعرض والتفصيل والشرح لإدراكه أهمية البلاغة في العلم الشرعي وإدراك واستنباط الأحكام الشرعية بشكل عام.

وكذلك هذا الكتاب الذي بين أيدين.

نعم كتاب "البلاغة الواضحة" نعم مختصر مذلل وفيه شواهد كثيرة يفيد طالب العلم أيضًا.

يقول: من أول من استعمل مصطلح البلاغة تخصيصًا لهذا العلم؟.

أنا ذكرت في أثناء السرد أن ألفاظ البلاغة والبراعة والبيان والبديع والنظم والمعاني كان الشيخ عبد القاهر الجرجاني -رحمه الله- وبخاصة في كتابه "دلائل الإعجاز" يعدها أو يذكرها على سبيل الترادف، أما أول من أطلق على علمي المعاني والبيان وصف العلم فهو الزمخشري المتوفى سنة خمسمائة وثمانية وثلاثين هجرية في مقدمة تفسيره "الكشاف" عندما ذكر أنه لا يتصدى للتفسير إلا رجل برع في علمين مختصين بالقرآن، وهما علما المعاني والبيان، بدع ذلك سار العلماء على نهجه، ونلاحظ إطلاقات عامة مثل "البديع" لابن المعتز وهو متقدم مائتان ستة وتسعين، لكنها لا تعني علم البديع بذاته وإنما البديع ما أبدع بشكل عام من تشبيهات أو استعارات أو عامة.

بدر الدين ابن الناظم المتوفى سنة ستمائة وستة وثمانين هجرية في كتابة "المصباح في علوم البلاغة" هو حقيقة جمع ما ذكر السكاكي من فنون البديع فأطلق على البديع علمًا، فصارت علوم البلاغة ثلاثة: علم المعاني، والبيان، والبديع، وذلك في كتابه المشهور "المصباح في علوم البلاغة" لاحظ هذه التسمية "المصباح في علوم البلاغة"، وبعد ذلك استقر الوضع، فالخطيب لما جاء أصَّلَ وأطلق على ذلك "تلخيص المفتاح في علوم البلاغة" "الإيضاح في علوم البلاغة" فأصبحت علمًا ثابتًا له أركانه الثلاثة: المعاني، والبيان، والبديع.

يقول: بما أن الكلام عن الكتب متعلق بالبلاغة والتفاسير هل يعتبر تفسير الشيخ الشعراوي -رحمه الله- من هذه الكتب التي عنيت بالبلاغة؟.

تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله-، لا شك أن الرجل قد برع في عرض معاني القرآن عرضًا منطقيًا فلسفيًا لغويًا بلاغيًا، وإن كان يستعمل اللهجة العامية أحيانًا لمقام من حوله لأن من حوله ومن يستمعون أحيانًا فيهم طائفة من العوام، فهو يتبسط وينزل إليهم أخذًا بقاعدة البلغاء وهي مسألة المقام، يلاحظ مقامات الحاضرين وأقدارهم ومستوياتهم، الشاهد أنه في منطقه ودلالاته وإشاراته فيه روائع لكلامه ولتحليلاته ويلمس التنزيل والإعجاز فيه ولاشك أن هذا العمل أدخل ما يكون في البلاغة، وفي تلمس الإعجاز وفي أيضًا النظر فيه -على ما عليه أيضًا -رحمه الله- ملحوظات كغيره-، لكنه بشكل عام تفسيره ... أنا قرأت وعثرت على مجموعة ومجلدات تسمى أو سميت تفسير الشعراوي وهي يبدو أنها تفريغ لأشرطته -رحمه الله-، وفيها حتى إن لهجته العامية كانت بين قوسين في أثناء متن الكتاب نفسه المحكي عنه، فالشيخ الشعراوي يستفاد منه، لا شك أنه من خيرة من يستفاد منه في النظر إلى الدلالات واللطائف والأسرار، أما إذا تجاوز أو كذا في آيات الصفات أو غيرها فالإنسان ينظر إلى مذهب السلف ويقيس معايير السلف -رحمهم الله- وقاعدتهم في هذا مشهورة وهو: أننا لا نصف الله -عز وجل- إلا بما وصف به نفسه في كتابه أو وصفه به الرسول -عليه الصلاة والسلام- في ما صح عنه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل على حد قوله جل وعز: ? لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ? [الشورى: 11].

يقول: بما أننا في مقدمة عن البلاغة قد يدخل البعض في مصطلح البلاغة بأنها فن، وبعضهم بأنها علم ما الصحيح وما توجيهكم في ذلك؟.

هو البلاغة حقيقة هي علم متفنن، أو فن علم متذوق، وهي ليست كحد النحو، النحو علم حاد أو متميز أو واضح محدد، يغلب عليه جانب العلم والحد المنطقي والضوابط والقواعد، أما البلاغة فإنها تبدأ من حيث ينتهي النحوي من حيث التعليل والتحليل، ولهذا فيها مزيج ذوق وتذوق، وفيها تحليل وتعليل ورد الأمور إلى منطقها وأساساتها في التقديم أو التأخير أو الذكر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير