3 - " إعلام النبيل بما في شرح الجزائري من التلبيس والتضليل" للشيخ راشد المريخي.
- فتعقبهم الشيخ الجزائري في جزء لطيف ممتع سماه "وجاءوا يركضون .. مهلاً يا دعاة الضلالة ".
**
2 - عرض وتحليل
جاء في مقدمة الكتاب ما نصه " أما بعد، فهذه مباحث لطيفة وفوائد شريفة مختلفة ومتعددة لا يجمعها باب ولا يربطها
فصل ولا يتصل بعضها ببعض، وإنما يربطها شيء واحد ذلكم أنها تتعلق بحضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم فهذه هي
النقطة الجامعة بين مباحث هذا الكتاب.
وهو ليس جهد سنة ولا سنتين، بل هي ثمرات مطالعات طويلة ونتائج مدارسة قديمة اشتغلت بجمعها وتقييدها منذ عرَّفت
نفسي أن طلاب العلم الشريف غذاؤهم المطالعة بل هي روحهم وريحانهم وقرة أعينهم.
ومنها خواطر في تفسير بعض الحقائق النبوية أو تحليل ما قد يستشكله بعض الناس في هذا الباب وردت على قلبي
معانيها فأثبتها خشية ضياعها.
وما كنت أود إظهار هذه المجموعة المباركة لأنني مشتغل بجمعها، ولكن أشار على من لا تسعني مخالفته بإبراز ما يمكن
إبرازه ليستفيد منه من يحب ذلك .. " اهـ.
قلت: ومن هذه المقدمة يظهر لك أمران:
أحدهما يتعلق بالمؤلف، وهو اعتداده بنفسه وشأنه وتفخيمه لعلمه وقلمه، كما يظهر من كلامه، مثل قوله " منذ عرَّفت
نفسي .. "، فالشيخ أكبر من أن يعرفه أحد أو يعلمه أحد بل هو الذي عرَّف نفسه بنفسه وهو الذي علمها وأدبها، فلا غرو
إذاً أن يكثر الشذوذ في آرائه وأفكاره، والنكارة في أقواله وأفعاله، ولله في خلقه شئون (قال إنما أوتيته على علم، بل
هي فتنة).
والثاني: متعلق بالكتاب، وهو قوله " ليس جهد سنة ولا سنتين، بل هي ثمرات مطالعات طويلة .. " الخ، وهذا يعني أن
ما تضمنه الكتاب من أغلاط وشناعات ليست عثرة قلم ولا زلة بنان، وإنما هي مسائل محررة ونقول مختارة بعناية لم
تسطر إلا بعد تأمل ودراسة، ومطالعة ومدارسة، وهذا يدل على تمام الرضا وكمال الموافقة لكل ما نقله وسطره، خاصة
وهو يسوق تلك الأقوال في معرض الرد على مخالفيه، ثم أكد رضاه التام بكل ما نقله بما كاله من عبارات الإطراء
والتفخيم والتبجيل والتعظيم لأولئك القائلين وأقوالهم.
. . . يتبع إن شاء الله
هذه هي الحلقة الثالثة من كتاب "جلاء البصائر في الرد على كتابي " شفاء الفؤاد " و"الذخائر ") للشيخ سمير المالكي
حفظه الله:
ومن أمثلة ذلك ما جاء في صحيفة (43) تحت عنوان " حياة النبي صلى الله عليه وسلم " قال الدكتور: " كتب في هذا
البحث الإمام الحافظ الفقيه ابن حجر الهيتمي قصيدة غراء، وشرحها العلامة الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي شرحاً
موجزاً ذكرنا أكثره بعد القصيدة " ثم نقل القصيدة وقال عقبها في صحيفة (46): " شرح هذه القصيدة العلامة الشيخ
محمد حبيب الله الشنقيطي، وقد رأيت شرحه هذا واستفدت منه هذه الفوائد الآتية ". ثم ذكر الفوائد المستفادة من الشرح
المذكور.
قلت: أفمن يمدح قائلاً بمثل هذا المديح " الإمام الحافظ الفقيه " ويصف قصيدته بأنها " غراء " ألا يكون راضياً بما قال
متابعاً له فيما نقل؟
ثم وصفه لشارحها بـ " العلامة " وقوله عن الشرح: " واستفدت منه هذه الفوائد الآتية " ألا يدل على أنه معتقد بقوله
راض بحكمه موافق له في مذهبه؟!
لقد حكم الله عز وجل في كتابه على من جالس أصحاب المعاصي في حال فعلهم للمعصية بأنهم مثلهم إذا لم ينكروا عليهم
أو يقوموا عنهم، لأن ذلك دليل على رضاهم بالمعصية وقبولهم لها كما قال تعالى: (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا
سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين
والكافرين في جهنم جميعاً) (النساء: 140).
قال القرطبي رحمه الله (5/ 418): " فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر، لأن من لم
يجتنبهم فقد رضي فعلهم، والرضا بالكفر كفر. قال الله عز وجل (إنكم إذاً مثلهم) فكل من جلس في مجلس معصية ولم
ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء.
وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها، فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون
من أهل هذه الآية ".
¥