[معضلة معرفة الناسخ]
ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[16 - 08 - 07, 10:54 ص]ـ
قد لا يكون من المهم أن تتعب نفسك بمعرفة ناسخ المخطوطة إذا كان هناك عدة نسخ معروفة فتكون النسخة التي لا يعرف ناسخها بمثابة طريق ضعيف يزيد الروايات الصحيحة قوة إذ لم يخالفها
و لكن المعضلة الكبرى عندما لا يكون إلا نسخة واحدة من المخطوطة فلابد من الكد و النصب بحثا عن توثيق هذا الخط و معرفة صاحبه و هذا أمر يعرفه إلا جهابذة هذا العلم بخبرتهم الطويلة و حياتهم التي كرسوها للعيش بين المخطوطات
و من عجيب ما تجد في هذا الباب أن تجد نسخة قد سجل عليها اسم ناسخها ثم تكتشف أن هذه النسخة ليست هي الأصلية!!!
و تكتشف أنها منسوخة من نسخة منسوخة من نسخة .............. منسوخة من الأصلية
و كل ناسخ يأتي فينقلها بنصها تماما و بما عليها من تعليقات و حواشي و سماعات فيغتر المبتدئ في هذا العلم و يحسب أنها النسخة الأصلية!!!
يقول عبد السلام هارون - رحمه الله - في تحقيق النصوص و نشرها ص 29:
و هنا أمر قد يوقع المحقق في خطأ جسيم و هو أن بعض الغافلين من الناسخين قد ينقل عبارة المؤلف في آخر كتابه و هي في المعتاد نحو (و كتب فلان) أي المؤلف ثم لا يعقب الناسخ على ذلك بما يشعر بنقله عن نسخة الأصل فيظن القارئ أنها هي نسخة المؤلف و هذه مشكلة تحتاج إلى فطنة المحقق و خبرته بالخط و التاريخ و الورق اهـ
و مثل ما قاله الشيخ عبد السلام هارون رحمه الله أن تجد كاتب المخطوطة تلميذ من تلاميذ الشيخ صاحب الكتاب و قد أخذ الكتاب عن شيخه إملاءا فيقول مثلا أملا علينا شيخنا كذا و يقول مثلا سماعا لكاتبه أو سماع لكاتبه أو يقول كتبته من لفظه و هكذا ... فإذا قام ناسخ بكتابة نسخة من هذه المخطوطة و لم يبين ذلك التبس الأمر على المحقق
فالحذر الحذر فإنها أمانة
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[18 - 08 - 07, 12:11 م]ـ
أخي الكريم: جزاك الله خيرا على ما تفضلت به. و استئذنك بإضافة:
أولا: على المحقق أن لا يعول كثيرا على ما كتبه المفهرس.
ثانيا: على المحقق أن يتفطن لم ذكر أعلاه و هذا لا يتأتى إلا بمطالعة و معرفة علم الإكتناه.
ثالثا: إذا أشكل على المحقق أمر حول هذا أو غيره فيما يخص علم الإكتناه، فعليه بالرجوع إلى أهل الرأي و الأمانة و منهم خبراء علم الإكتناه العاملون بمراكز المخطوطات.
رابعا: عدم الإستعجال في الحكم.
خامسا: أحيانا يقصد الناسخ التدليس فينقل العبارة كماهي، لغرض مادي.
سادسا: إن كان الزمن متباعدا أعني زمن كتابة المؤلف و زمن نسخ الناسخ فالأمر يسير في الإنفضاح أما إن كان الزمن قريب ففي الغالب يوضح الناسخ أن نسخته هذه منسوخة أو مقابلة أو ما شابه ذلك على نسخة المؤلف، و أما إن كان الزمن ليس زمن المؤلف و ليس بالبعيد جدا أي بينهما ففي هذه الحالة تكمن الصعوبة، لأن سهولة التدليس لدى الناسخ هنا أقوى منها زمن المؤلف.
ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[18 - 08 - 07, 05:30 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم إبراهيم على هذه الفوائد القيمة