تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رئيس قسم المخطوطات بمركز الملك فيصل .. الشيخ عبدالعزيز الراجحي لـ لدعوة]

ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[17 - 10 - 07, 07:28 ص]ـ

[رئيس قسم المخطوطات بمركز الملك فيصل .. الشيخ عبدالعزيز الراجحي لـ لدعوة]

إعداد: معاوية بن أحمد الأنصاري

في حوار مع (الدعوة) قال فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن فيصل الراجحي رئيس قسم المخطوطات والنوادر بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض إن الحفاظ على المخطوطات الإسلامية واجب على الأمة الإسلامية وهو من فروض الكفايات التي يكون إثمها على الجميع إن لم يقم بها أحد.

وأشار فضيلته إلى أن المملكة تزخر بالعديد من المخطوطات النادرة التي توجد في مراكز البحوث والمكتبات العامة والجامعات ولدى الأفراد أيضاً إلا أنه أكد أن المملكة لا تكتفي ذاتياً بالمخطوطات نظراً لوجود أعداد لا تكاد تحصى من المخطوطات الإسلامية في الدول الإسلامية والغربية كذلك، وبالتالي فهي قد تحتاج إلى غيرها في هذا المجال. وعن تزوير المخطوطات قال إن هناك دوافع تجعل بعض الأشخاص يلجؤون إلى التزوير ولكن توجد طرق كثيرة لكشفه. كما تناول الحوار اهتمام علماء المسلمين الأوائل وكذلك الغربيون بالمخطوطات الإسلامية، مع اختلاف الدوافع.

معنى المخطوطات

* نود في البداية تعريف المخطوط؟

- المخطوطات هي مؤلفات العلماء ومصنفاتهم، وهي لفظة محدثة بعد حدوث الطباعة، لهذا لا تجد ذكراً لهذه الكلمة (المخطوط) أو (المخطوطات) في كلام المتقدمين، وإنما حدثت هذه اللفظة بعد دخول الطباعة، فأصبحت الكتب قسمين: مخطوطات، ومطبوعات. فما كان منها مكتوباً بخط اليد سُمي مخطوطاً، وما طُبع منها سُمي مطبوعاً، تمييزاً له عن الأول. وقد اختلف أهلُ الفن في تعريف (المخطوط) بعد حدوث هذه اللفظة، فقال بعضهم: (ما كتب بخط اليد. قبل دخول الطباعة)، وقيل غير ذلك. والتعريف المذكور غير دقيق، والقيد المذكور فيه أيضاً - وهو قولهم: (قبل دخول الطباعة) - قيد غير منضبط! فإن أرادوا بقولهم (قبل دخول الطباعة) قبل دخولها مطلقاً: فالطباعة قد دخلت منذ نحو خمسمائة عام! وعلى هذا: تخرج آلاف المخطوطات الإسلامية المنسوخة والمكتوبة بعد ذلك التاريخ! وهو غير مُسلَّم ولا مراد. بل إن بعض أنواع الطباعة - وهو الطباعة على الألواح - قد كان في الصين قبل نحو ألف سنة! وإن أرادوا بقولهم ذلك: قبل دخولها في العالم الإسلامي، أو في الدول العربية: فهذا غير مسلَّم كذلك، ولا منضبط. فدخول الطباعة في الدول العربية والإسلامية متفاوت تفاوتاً كبيراً! فالطباعة في بعضها منذ نحو مائتي سنة، وبعضها لم تدخله الطباعة حتى اليوم! كما أن هذا القيد - إضافة إلى اضطرابه - لا فائدة تحته! فلماذا يتمسك به؟!

لهذا فالمختار عندي: أن المخطوط: ما كتب باليد مطلقاً، من غير تقييد بطباعة ولا غيره.

أهمية المخطوطات

* ما أهمية المخطوطات؟ وهل نحن في حاجة اليوم إليها؟ وهل تكفي المطبوعات عنها؟

- أهمية المخطوطات كبيرة جداً، فعلم الأمة مدون فيها، ومدون فيها الوحي وتفسيره، أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وشروحها، وفقه الأمة، وعلم الأئمة، وتاريخها، ولغتها، وغير ذلك، وأمة بلا ذلك ليست أمة!

ولا شك أننا ما زلنا حتى اليوم في حاجة ماسة إليها، بل إنه كلما تقدمت بنا السنين ازدادت حاجتنا، وحاجة الأمة عامة إليه.

لهذا فالحفاظ عليها يتعيَّن، وهو واجب على الأمة، ومن فروض الكفايات، بحيث لو قدر أنه لم يقم به أحد: فالأثمٌ على الجميع!

أما زعم أن المطبوعات تكفي عن المخطوطات: فهذا غير صحيح، ولا يقوله إلاَّ من ليس له معرفة في تاريخ الأمة، ومصنفات الأئمة، وحجم مؤلفاتهم، وكثرة مصنفاتهم.

فلو نظرت إلى عدد عناوين المطبوعات التراثية - أعني الكتب التي طبعت عن مخطوطات -: لوجدتها قليلة، حتى لا تكاد أن تشكل نسبة مئوية بجانب أعداد المخطوطات. وما يملأ عين الناظر إلى المطبوعات اليوم: هو طبعات متكررة كثيرة لعناوين محدودة، فالعنوان الواحد يطبع مائة مرة. وربما أكثر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير