تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(8) وعَنْ جَابِرٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ)).

ـــــــ

(6) صحيح. أخرجه مسلم (14/ 187. نووى)، وأبو داود (3886)، والبزار (7/ 178/2744)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (4/ 328)، وابن حبان (6094)، والطبرانى ((الكبير)) (18/ 49/88) و ((الأوسط)) (3/ 313/3257)، والحاكم (4/ 236)، والبيهقى ((الكبرى)) (9/ 349)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (2/ 272) جميعا من طريق معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير ابن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعى به.

(7) صحيح. أخرجه ابن أبى شيبة (5/ 31/23419)، وأحمد (1/ 443،413)، وابن ماجه (3438)، والهيثم بن كليب (752)، والحاكم (4/ 441) من طرق عن سفيان الثورى ثنا عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله بن مسعود به.

ورواه عن عطاء بن السائب: سفيان بن عيينة، وجرير، وهمام، وخالد بن عبد الله، وعبيدة بن حميد، وعلى بن عاصم. وإنما اقتصرت على رواية سفيان الثورى، لأن عطاء بن السائب أبا السائب الكوفى وإن وثق لكنه اختلط، وسماع الثورى منه قديم قبل اختلاطه. قال أحمد بن حنبل: عطاء بن السائب ثقة رجل صالح، من سمع منه قديماً فسماعه صحيح، ومن سمع منه حديثا فسماعه ليس بشيء، وشعبة وسفيان ممن سمع منه قديماً. وقال أبو عمرو بن الصلاح: عطاء بن السائب اختلط في آخر عمره، فاحتج أهل العلم برواية الأكابر عنه؛ مثل: سفيان الثوري وشعبة، لأن سماعهم منه كان في الصحة، وتركوا الاحتجاج برواية من سمع منه بآخرة.

(8) صحيح. أخرجه أحمد (3/ 335)، ومسلم (14/ 190. نووى)، والنسائى ((الكبرى)) (4/ 369/7556)، وأبو يعلى (2036)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (4/ 323)، وابن حبان (6063) والحاكم (4/ 445)، والبيهقى ((الكبرى)) (9/ 343) جميعا من طريق عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد الأنصاري عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله.

(9) وعن أبي خزامة أحد بني الحارث عن أبيه أَنَّه أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ دَوَاءً نَتَدَاوَى بِهِ، وَرُقًى نَسْتَرْقِي بِهَا، وَتُقًى نَتَّقِيهَا، هَلْ تَرُدُّ ذَلِكَ مِنْ قَدَرِ اللهِ شَيْئًا؟، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ذَلِكَ مِنْ قَدَرِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى)).

وبالجملة، فقد تضمنت هذه الأحاديث الصحيحة إثبات الأسباب، وارتباطها بمسبباتها، وأنهما قرينان لا يفترقان عند ذوى العقول السليمة والفطر المستقيمة، وأن مباشرة الأسباب التى خلقها الله بحكمته وتدبيره تُفضى فى الأغلب الأعم إلى تحصيل مسبباتها قدراً وشرعاً، بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بذلك، وتعطيلها يقدح فى التوكل، كما يقدح فى الأمر الشرعى والحكمة الربانية، فكما لا يحصل الشبع إلا بالغذاء، والرى إلا بالماء، والدفء إلا بالكساء، فكذلك لا شفاء إلا بدواء.

وفيها رد على من أنكر التداوى ومباشرة أسبابه، وزعم جهلاً: أن الأدواء إنما حصلت بقدر الله، وقدر الله لا يُرد، فإن ما قضاه وقدَّره لابد من وقوعه وفق تقديره ومشيئته، ولو كان الشفاء مقدراً، فإن التداوى عبث لا ينفع!، وهذا بعض معنى السؤال الذى أورده الأعراب، فأجابهم رسول الله بما فيه الهدى والشفاء، فقال: هذه الأدوية والرقى والتقى هى أيضاً من قدر الله، وإنما يُرد قدرُ الله بقدره، وهذا شبيه بما رد به عمر بن الخطاب، لما خرج إلى الشام، فأخبروه بوقوع الطاعون بها، فنادى فى الناس أن يرجعوا ولا يدخلوها، فَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللَّهِ؟، فَقَالَ عُمَرُ: ((لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ إِلَى قَدَرِ اللهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ إِبِلٌ فَهَبَطَتْ وَادِيًا لَهُ عُدْوَتَانِ: إِحْدَاهُمَا خَصِبَةٌ، وَالأُخْرَى جَدْبَةٌ، أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الْخَصِبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللهِ، وَإِنْ رَعَيْتَ الْجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللهِ))، فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَكَانَ غَائِبًا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير