تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(18) وعنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ، فَفِي شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ لَذْعَةٍ مِنْ نَارٍ وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ)).

وفى رواية لمسلمٍ وأبى يعلى: عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: جَاءَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ فِي أَهْلِنَا، وَرَجُلٌ يَشْتَكِي خُرَاجًا بِهِ أَوْ جِرَاحًا، فَقَالَ: مَا تَشْتَكِي؟، قَالَ: خُرَاجٌ بِي قَدْ شَقَّ عَلَيَّ، فَقَالَ: يَا غُلامُ ائْتِنِي بِحَجَّامٍ، فَقَالَ لَهُ: مَا تَصْنَعُ بِالْحَجَّامِ؟، قَالَ: أُرِيدُ أَنْ أُعَلِّقَ فِيهِ مِحْجَمًا، قَالَ: وَاللهِ إِنَّ الذُّبَابَ لَيُصِيبُنِي، أَوْ يُصِيبُنِي الثَّوْبُ فَيُؤْذِينِي وَيَشُقُّ عَلَيَّ، فَلَمَّا رَأَى تَبَرُّمَهُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةٍ مِنْ عَسَلٍ، أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ) قَالَ: فَجَاءَ بِحَجَّامٍ فَشَرَطَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ.

(19) وعنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ شِفَاءٌ: فَفِي شَرْطَةٍ مِنْ مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةٍ مِنْ عَسَلٍ، أَوْ كَيَّةٍ بِنَارٍ تُصِيبُ أَلَمًا، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ)).

ـــــــ

(17) صحيح. أخرجه البخارى (4/ 9. سندى)، وابن ماجه (3491)، والبيهقى ((الكبرى)) (9/ 341)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (24/ 349)، والخطيب ((الكفاية فى علم الرواية)) (ص415)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (57/ 300)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (10/ 167)، والذهبى ((سير الأعلام)) (15/ 465) من طرق عن أحمد بن منيع وسريج بن يونس قالا حدثنا مروان بن شجاع الجزرى عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا به.

قال الحافظ أبو الحجاج المزى: ((هذا حديث عزيز من أفراد الصحيح، لا نعرفه إلا من رواية مروان بن شجاع الجزري عن سالم الأفطس، وقد وقع لنا عاليا من رواية أحمد بن منيع عنه)).

(18) صحيح. أخرجه ابن أبى شيبة (5/ 59/23685)، وأحمد (3/ 343)، والبخارى (4/ 11،9. سندى)، ومسلم (14/ 192،191)، وأبو يعلى (2100)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (4/ 322)، والبيهقى ((الكبرى)) (9/ 341)، والخطيب ((تاريخ بغداد)) (7/ 96) من طرق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن جابر بن عبد الله به

(19) صحيح. أخرجه أحمد واللفظ له (6/ 401)، والنسائى ((الكبرى)) (4/ 378/7603)، والطبرانى ((الكبير)) (19/ 430/1044) و ((الأوسط)) (9337) جميعا من طريق سعيد بن أبي أيوب حدثني يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس التجيبي عن معاوية بن حديج به.

أحاديث هذا الباب من بدائع وآيات الطب النبوى، وفيها من روائع الحكمة ودقائق المعرفة ما أعجز أمهر الأطباء عن الوصول إليها، ولم يسعهم إلا التسليم لدلائلها والعمل بدلالاتها، والإذعان بأن نسبة طبهم إليها كنسبة طب العجائز إلى طبهم.

وهل يؤثر عن أحدٍ كما يؤثر عنه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله: ((إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ: فَفِي شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ لَذْعَةٍ مِنْ نَارٍ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ))؟، فإنه من أروع التقاسيم وأحسنها للدلالة على جميع ضروب التداوى وطرق المعافاة، ويشبهه فى روعة التقسيم، ولكنْ للدلالة على الحمية والوقاية من الأدواء قوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((مَا مَلأ ابْنُ آدَمَ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، حَسْبُ ابْنِ آدَمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ، فَثُلُثُ طَعَامٍ، وَثُلُثُ شَرَابٍ، وَثُلُثٌ لِنَفْسِهِ)) (1).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير