تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والثناء على أهل السنة والحث عليهم فكتب العقيدة والتراجم زاخرة بذلك وممن اعتنى بها كثيرًا الآجري في كتابيه الشريعة وأخلاق العلماء واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة والدارمي في مقدمة سننه وابن بطة في الإبانة وابن وضاح في البدع والنهي عنها والشاطبي في الاعتصام وابن عبدالبر في جامع بيان العلم وفضله والخطيب في الفقيه والمتفقه، وآخرون، وإنما قصدنا الآن بيان الإجماع على ذلك، قال الإمام النووي (رحمه الله) في رياض الصالحين باب (228) إعلم أن الغيبة تباح لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها وهي ستة أسباب الأول: التظلم فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى السلطان، الثاني: الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى الصواب. الثالث: الاستفتاء، الرابع: تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم وذلك من وجوه منها جرح المجروحين من الرواة والشهود وذلك جائز بإجماع المسلمين بل واجب للحاجة الخ .. وأخرج الإمام البخاري رقم (1393) من صحيحه من حديث عائشة - رضي الله عنها- قالت قال: النّبيّ " لا تسبّوا الأموات فإنّهم قد أفضوا إلى ما قدّموا ثم أعقبه (بباب ذكر شرار الموتى) وذكر حديث ابن عباس -رضي الله عنه- كالمبين به حديث عائشة -رضي الله عنها- قال: قال أبو لهب عليه لعنة الله للنبي " تبًا لك سائر اليوم = = فنْزلت ?تبّت يدا أبي لهبٍ وتبّ? قال: الحافظ -رحمه الله- في شرح حديث عائشة وأصح ما قيل في ذلك أن أموات الكفار والفساق يجوز ذكر مساويئهم للتحذير منهم والتنفير عنهم، وقد أجمع العلماء على جواز جرح المجروحين من الرواة أحياء وأمواتا ا. هـ المراد. وقال: الإمام الترمذي رحمه في كتاب العلل من جامعه وقد عاب بعض من لا يفهم على أهل الحديث الكلام في الرّجال وقد وجدنا غير واحدٍ من الأئمة من التّابعين قد تكلّموا في الرّجال منهم الحسن البصريّ وطاوس تكلّما في معبدٍ الجهنيّ وتكلّم سعيد بن جبيرٍ في طلق بن حبيبٍ وتكلّم إبراهيم النّخعيّ وعامر الشّعبيّ في الحارث الاعور وهكذا روي عن أيّوب السّختيانيّ وعبد اللّه بن عونٍ وسليمان التّيميّ وشعبة بن الحجّاج وسفيان الثّوريّ ومالك بن أنسٍ والاوزاعيّ وعبد اللّه بن المبارك ويحيى بن سعيدٍ القطّان ووكيع بن الجرّاح وعبد الرّحمن بن مهديٍّ وغيرهم من أهل العلم أنّهم تكلّموا في الرّجال وضعّفوا وإنّما حملهم على ذلك عندنا واللّه أعلم النّصيحة للمسلمين لا يظنّ بهم أنّهم أرادوا الطعن على النّاس أو الغيبة إنّما أرادوا عندنا أن يبيّنوا ضعف هؤلاء لكي يعرفوا لأنّ بعض الّذين ضعّفوا كان صاحب بدعةٍ، إلخ ... ما ذكره -رحمه الله- في هذا الموضع. قال: ابن رجب - رحمه الله- في شرح علل الترمذي (1/ 44) مقصود الترمذي - رحمه الله- أن يبين أن الكلام في الجرح والتعديل جائز، قد أجمع عليه سلف الأمة وأئمتها وذكر بعض الأدلة على ذلك ثم قال: ولهذا كان شعبة يقول تعالوا نغتب في الله ساعة، يعني ذكر الجرح والتعديل. ا. هـ نقلاً من كتابنا الطبقات (صـ10 - 12) الطبعة الأولى.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: في كتابه الغيبة (ص:99) ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب = = إليك، أو يتكلم في أهل البدعة؟ فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل، فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله، إذا تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين، ولولا من يقيمه لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، فإن هؤلاء لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعًا، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء.

() قال العقيلي كما في نقد المنقول لابن القيم (1/ 125) لم يصح في البراغيث عن النبي " شيء

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير