تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخبرنا محمد بن يعقوب المقري حدثنا أبو العباس محمد بن عبدالرحمن الفقيه حدثنا الحسين بن الفرح حدثنا عبد الصمد بن حسان سمعت سفيان الثوري يقول: الاسناد سلاح المؤمن فإذا لم يكن معه سلاح فبأي شيء يقاتل.

سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب سمعت العباس بن محمد الدوري سمعت قراد أبا نوح سمعت شعبة يقول: كل علم ليس فيه حدثنا أو أخبرنا فهو خلٌّ وبقل ٌ.

سمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه سمعت الحسين بن سفيان سمعت صالح بن حاتم بن وردان سمعت يزيد بن زريع يقول: لكل دين فرسان، وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد.

سمعت أبا زكريا العنبري حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال: كان لأبي يحكي عن عبد الرحمن بن مهدي أنه كان يقول: ماذا روينا في الثواب والعقاب وفضائل الأعمال تساهلنا في الاسناد وسمحنا في الرجال، وإذا روينا الحلال والحرام والاحكام تشددنا في الاسانيد وانتقدنا الرجال.

سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري سمعت أبا العباس أحمد بن محمد السجزي النوفلي سمعت أحمد بن حنبل] يقول [: إذا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والسنن والاحكام تشددنا وإذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل الاعمال وما لايضع حكما ولا يرفعه تساهلنا.

قال الحاكم رحمه الله وهذه المسانيد التي صنفت في الاسلام روايات الصحابة رضي الله عنهم أجمعين مشتملة على رواية المعدلين من الرواة وغيرهم من المجروحين، كمسند عبيدالله بن موسى، وأبي داود سليمان بن داود الطيالسي، وهما أول من صنف المسند على تراجم الرجال في الاسلام، وبعدهما أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبرهيم الحنظلي، وأبو خيثمة زهير بن حرب وعبيدالله بن موسى العبسي، ثم كثرت المسانيد المخرجة على تراجم الرجال كلها غير مميزة بين الصحيح والسقيم.

وأول من صنف الصحيح أبوعبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ثم أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، وإنما صنفاه على الأبواب لا على التراجم، والفرق بين الابواب والتراجم أن التراجم شرطها أن يقول المصنف: ذكر ما ورد عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يترجم على هذا المسند فيقول: ذكر ما روي عن قيس بن حازم عن أبي بكر الصديق فحينئذ يلزمه أن يخرج كل ما روى قيس بن حازم عن أبي بكر صحيحا كان أو سقيما.

فأما المصنف على الأبواب فإنه يقول: ذكر ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبواب الطهارة أو الصلاة أو غير ذلك العبادات.

ولعل قائلا يقول: وما الغرض في تخريج ما لا يصح ويعدل رواته؟ الجواب عن ذلك عن أوجه وهي: أن الجرح والتعديل يختلف فيهما وربما عدّل إمام وجرح غيره، وكذلك الإرسال يختلف فمن الأئمة الماضين كانوا يحدثون عن الثقات وغيرهم فإذا سئلوا عنهم بينوا أحوالهم.

وهذا مالك بن أنس إمام أهل الحجاز بلا مدافعة روى عن عبدالكريم بن أمية الضمري وغيره ممن تكلموا فيهم، ثم أبو عبدالله محمد بن إدريس الشافعي وهو الإمام لأهل الحجاز بعد مالك روى عن إبراهيم بن محمد بن يحيى الأسلمي وأبي داود سليمان بن عمر والنخعي وغيرهما من المجروحين.

وهذا أبو حنيفة روى عن جابر بن يزيد الجعفي وأبي العطوف الجراح بن منهال الجزري وغيرهما من المجروحين، ثم بعده أبو يوسف يعقوب بن يوسف بن إبراهيم القاضي ومحمد بن الحسن الشيباني حدثا جميعا عن الحسن بن عمارة وعبدالله بن محرر وغيرهما من المجروحين، وكذلك من بعدهما من أئمة المسلمين قرنا بعد قرن وعصرا بعد عصر إلى عصرنا هذا لم يخل حديث إمام من أئمة الفريقين عن مطعون فيه من المحدثين رضي الله عنهم.

وللأئمة في ذلك غرض ظاهر وهو أن يعرفوا الحديث من أين مخرجه والمنفرد به عدل أو مجروح.

سمعت أبا العباس الأرموي سمعت العباس بن محمد الدوري سمعت يحيى بن معين يقول: لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجها ما عقلناه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير