تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مراجعة لترجمة مادة (عروض) في د. م. إ.]

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 02:03 م]ـ

نشرت مجلة الدراسات اللغوية التي تصدر بالرياض في عددها الأول للفترة فبراير- أبريل 2006 مقالا عنوانه: العروض .. غوتهولد فايل وهو ترجمة لمادة ‘ ARUD في دائرة المعارف الإسلامية طبعة عام 1986م. لقد تضمنت هذه المادة مقالين، الأول حول العروض العربي للمستشرق الألماني ثم الإسرائيلي Gotthold Weil تلاه مقال آخر وضعه المستشرق البريطاني G.M. Meredith-Owens حول العروضين الفارسي والتركي. ولم يتنبه المترجم الدكتور علي عبد الله إبراهيم إلى أنه بصدد ترجمة مقالين منفصلين ولذلك فحين وجد أن فايل يعرض مراجع المقال قبل انتهائة بنحو صفحتين تطوع من تلقاء نفسه بتصحيح هذا الوضع (الخطا) وأعادها إلى مكانها الطبيعي في نهاية المقال المترجم بعد أن أدخل مراجع ميريدث في المتن.

سوف أثبت فيما يلي نص المقال المترجم، ثم أعقب عليه بملاحظاتي (وملاحظاتكم طبعا) ولكني أود من أصحاب الخبرة أن يوفروا رابطا لأصل المقال باللغة الإنجليزية وهو في ENCYCLOPEDIA OF ISLAM

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 02:11 م]ـ

علم العروض: مصطلح فني يدل على الأوزان القديمة للشعر العربي. وقد استخدم علم الشعر وعلم العروض، أحيانا على نحو مترادف، بمعنى (علم النظم). ووفقا لهذا المعنى الواسع، فإن (علم العروض) لا يقتصر فقط على (علم الأوزان)، ولكنه يتسع ليشمل (علم القافية). على أية حال، تتم عادة معالجة القواعد التي تحكم القافية (أي علم القوافي، والمفرد قافية) على نحو مستقل، في حين يظل علم العروض، وفق المعنى الدقيق للكلمة، مقصورا على نظام أوزان الشعر. وعليه، فإن علماء فقه اللغة العرب يعرفونه على النحو التالي: (العروض علم بأصول يعرف بها صحيح أوزان الشعر وفاسدها).

لا يوجد تفسير متفق عليه بصورة عامة للأصل الذي اشتق منه مصطلح (العروض). يقول بعض النحويين العرب: إنه مصطلح يحمل معنى (نظام أوزان الشعر)؛ لأن الشعر المنظوم يبنى وفق ما يقابله من تلك الأوزان. ويقول آخرون: إن المصطلح قد استخدم لأن الخليل بن أحمد كان قد ابتكره أول مرة وهو في مكة، وهي المدينة التي من أسمائها (العروض). ويقترح جورج ياكوب Georg Jacob ( باحث في الأدب العربي) تفسيرا لافتا للنظر لهذا المصطلح بإشارته إلى قطعة في (ديوان الهذليين 95، 16)، شبه فيها الشاعر القصيدة بناقة عنيدة (عروض) قام هو بترويضها.

ولعل أكثر التفاسير قبولا لهذا المصطلح يظل ذاك الذي يستند إلى المعنى الملموس لكلمة "عروض" باعتبار أن العروض هو جزء من الخيمة, كما يعتمد على المعنى المنقول الذي اكتسبه من نظام أوزان الشعر باعتبار أن (العروض) هي التفعيلة الأخيرة في الشطر الأول للبيت. ويدل أصل الكلمة على "العمود المستعرض في الخيمة، أو على قطعة الخشب التي تتوسط الخيمة لتكون دعامتها الرئيسية، ومن ثم أصبحت تدل على وسط بيت الشعر أو التفعيلة الأخيرة من نصفه الأول" (مجاز محدد). وبما أن التفعيلة الأخيرة من الشطر الأول التي في وسط البيت في غاية الأهمية من حيث بناؤه، تماما كما هو الحال بالنسبة للعمود الأوسط في الخيمة (بيت الشَعَر)، يمكننا القول بأن العروض أصبح بعد ذلك المصطلح العام لعلم نظم الشعر.

هناك أعمال قليلة في علم النظم لعلماء فقه لغة عرب، وما تتضمنه قليل الفائدة. وهذه واقعة تدعو إلى الاستغراب، لو تذكر الواحد منا عدد المؤلفات ذات القيمة العالية التي كتبها علماء مسلمون مشهورون، في حقلي النحو وتأليف المعاجم.

ولم يصل إلينا "كتاب العروض" الذي قيل إن الخليل، منشئ هذا العلم، قد ألفه، وكذلك الحال بالنسبة للأعمال التي ألفها قدماء علماء النحو من العرب في هذا الموضوع. ويعود تاريخ الرسائل الأولى المتعلقة بعلم العروض في أوسع حدوده إلى نهاية القرن الثالث الهجري. وهناك فصول في علم الأوزان في بعض كتب الأدب الكبيرة. ويوجد الأقدم والأكثر شهرة من هذه الفصول في كتاب (العقد الفريد) (طبعة القاهرة، 1305 هـ، 3، 146 ورقة مخطوط) لابن عبد ربه (ت 328هـ/940 م). وتوضح القائمة التالية أسماء علماء فقه اللغة العرب الذين ما زالت أعمالهم في علم أوزان الشعر مخطوطة (تم حذف أسماء الشراح فقط).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير