تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مرة أخرى عليهم (وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ (7)) لكي يجمع بين النعمة والميثاق كما كان في بني إسرائيل في المائدة الله عز وجل أنعم عليهم المائدة ليشهدوا بدين عيسى عليه السلام ويكون ذلك ميثاقا لهم كما طلبوا هم (قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114)). ثم انتقل الحديث إلى بني إسرائيل وهنا مناسبة وهو أنه أطال الحديث عن بني إسرائيل هنا اليهود والنصارى والنصارى أكثر، في البقرة هناك محاجة لليهود وهنا محاجة للنصارى في آيات كثيرة أكثر من اليهود مع أن اليهود لهم ذكر ولذلك قال الله عز وجل (وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا (12)) إلى أن قال (وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ (12) فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً (13)) يذكر الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم بتلك الأمة التي بعث الله فيهم اثني عشر نقيباً ليس نقيباً واحداً كما أرسل الله لهذه الأمة نبياً واحداً وأمرهم (لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) ماذا كان منهم؟ نقضوا الميثاق وكفروا ثم قال الله عز وجل عن النصارى (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (14)) وهذا يعطينا درساً عظيماً أننا حين ننسى ما ذكرنا به وننسى شرع الله عز وجل وهذا مؤذن بأن يوقع بيننا العداوة والبغضاء وهذا مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم "لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر وتأخذن على يد السفيه أو ليخالفن الله بين قلوبكم أو ليضرب الله قلوب بعضكم ببعض. هذه نقطة مهمة جداً أننا كلما نقضنا عهد الله وتركنا شرع الله فإن هذا مؤذن بالاختلاف.

د. عبد الرحمن: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) أشرت في بداية الحديث أن السورة تكميلية لما في سورة البقرة فما دلالات هذه الآية؟

(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) كأن فيها إشارة صريحة أن الله صرح فيها أن هذا الدين قد كمل في التشريعات وإلا فإن سورة النصر تأخر نزولها وربما بعض آيات سورة البقرة لكن عموم التشريعات. استوقفني وربما يستوقف كل قارئ متدبر هذه الآية وموقعها في آية (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ). لو نظرنا في المصحف قال (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ) إلى أن قال (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) ثم انتقل إلى أول السورة (فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) فالقارئ المتدبر لا بد أن يسأل لماذا جاءت هذه الآية مع أنها أنزلت وحدها عشية عرفة في حجة الوداع، نزلت لوحدها، لماذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بوضعها هنا؟ والله أعلم هذه السورة فيها تفصيلات وحرمات وتأكيدات ومواثيق وعهود جاءت هذه الآية في وسط الأحكام لتستوقف القارئ ليعرف نعمة الله عز وجل عليه في هذه التفصيلات وهذه التوضيحات وهذه التشريعات وليعرف أن الدين قد كمل لن يأتي بعد اليوم أحد يقول أين نجد حكم هذه النازلة أو هذه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير