تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

القصة ممهدة لأحكام الحرابة والقصاص والقتل والسرقة فكأن ذلك لعظم أمر الحرابة والقتل والسرقة مهد الله تعالى له بهذه القصة كما أن فيه أن ابني آدم هذين لهما قصة وهي أن قابيل كان صاحب زرع وهابيل صاحب رعي فأراد كل منهما أن يقرب قرباناً فجاء هابيل بأجود ما عنده من الغنم وجاء قابيل بضعيف السنبلة عنده وكان من علامات قبول القربان في ذلك الزمان أن تأكله النار هذا كانت من شريعة السابقين فتقبل الله تعالى قربان هابيل ويقال – وإن كان هذا يحتاج إلى تحقيق - أن هذا الذي تقبله الله تعالى هو الذي أنزله الله كبش فداء إلى إبراهيم وهذه تحتاج لتحقيق وليس ذلك ببعيد (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27)) والله هذه الجملة هذه تحتاج لوقفة طويلة، ابن عمر رضي الله عنه لما قرأ هذه الآية أخذه الهمّ قال إن كان الله لا يتقبل إلا من المتقين كأن الأمر يحتاج إلى تحقيق وجهاد ومجاهدة فعسر عليه الأمر فنحتاج أن نتمثل هذه (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) في كل عمل يتقبل الله منه لك بحسب تقواك وإخلاصك فانظر صدقتك هل هي خالصة؟ انظر إلى صلاتك هل أنت مقبل فيها على الله؟ هل أنت خاشع؟ انظر إلى عملك الذي تشارك فيه الناس، انظر إلى سائر عملك وانظر إلى مقدار تقواك فإن هذا هو مقدار قبول الله عز وجل.

قصة ابني آدم تبين لنا العلاقة مع العقود من وجوه الوجه الأول أن قابيل الذي خالف أمر الله عز وجل ولم يوفي بعهد الله تعالى بتقديمه قرباناً صالحاً ويقال أن قابيل لم يكن صالحاً من بني آدم وهذه رواية كأن فيها مخالفة للعقد فمن خالف العقد يشبه ابن آدم الذي قرب قرباناً ولم يتقبل منه، يشبه

د. عبد الرحمن: وقد يكون فيها إشارة أن الاختلاف قديم إذا كان وقع هذا من ابني آدم أبو البشر ففي هذا عزاء لذريته.

هي مقدمة للحديث عن القتل الذي اشتملت عليه السورة (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا (32)) وهذا أمر واضح بأن الإنسان إذا كان سبباً في حياة الناس كان ذلك سبباً في أمنهم واستقرارهم وإشاعة الحياة فيهم.

ثم جاءت آية الحرابة (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ (33)) وهذه نزلت في العرنيين الذين أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأظهروا الإسلام ثم أصابهم ما أصابهم من مرض فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم أن يخرجوا بإبل الصدقة إلى خارج المدينة فيشربوا من أبوالها وألبانها فلما صحوا قتلوا الراعي وأخذوا الإبل وساقوها وهربوا وهذا منتهى الإفساد، بعد أن أنعم النبي صلى الله عليه وسلم وتفضل عليهم وكان سبباً في صحتهم نقضوا عهدهم، هذا فيه نقض للعهد وهذه مناسبة للسورة للعقود والعهود.

إتصال من الأخ عاصم من السعودية:

قصة هابيل وقابيل هناك رواية أن الذي بينهم كانت أخت قابيل جميلة وأخت هابيل غير جميلة فهل هذه الرواية صحيحة؟

الإجابة: ورد أن النكاح في ابني آدم الأوائل أن الإبن الذي من البطن الأول يتزوج البنت من البطن الثاني كان ذلك شرع على آدم فلما جاءت أخت قابيل جميلة وكانت من حق هابيل اختصها قابيل لنفسه وقال لن أزوجط إياها هي أختي وأنا أولى بها هذه وردت في الروايات الإسرائيلية وما أكثر الروايات الإسرائيلية والنبي صلى الله عليه وسلم قال لا تصدّقوا بني إسرائيل ولا تكذّبوهم.

الحديث بعده في بني إسرائيل وفي جدالهم ذكر الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ (51)) لما بيّن الله تعالى حال بني إسرائيل وأبطل ما هم عليه من تحريف من التثليث (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ (64)) قد بان لكم الحق ثم قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ (54)) في هذه الاية إشارة أن هناك من سيرتد من يرتد من العرب وقد وقع بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في عهد أبي بكر وفيه أيضاً دلالة في قوله (فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) أنه سيدخل في هذا الدين أمم كثير إلى قيام الساعة.

سؤال الحلقة:

السؤال الخامس:

آية في الجزء الخامس جاء عنها في صحيح البخاري عن عبد الله بن يزيد عن زيد بن ثابت رضي الله عنه رجع ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من أحد وكان الناس فيهم فرقتين: فريق يقول اقتلهم، وفريق يقول لا فنزلت ...

فما هي هذه الآية؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير