تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما سؤالك عن إسم سورة النمل فالإسم التوقيفي الذي ثبت في كتب النفسير وفي المصاحف وفي كتب السنة هو إسم سورة النمل وذكر ابن عربي إسمًا لهذه السورة سماها سورة الهدهد وبعض العلماء يسميها سورة سليمان في كتب التفسير يسميها سورة سليمان. أما سورة النمل لأنه ذكرت النملة فيها والحديث مع سليمان، وأما سورة الهدهد لأنه لم يذكر الهدهد إلا في هذه القصة مع سليمان عليه السلام وسورة سليمان لأنه فصل في سورة سليمان في هذه السورة تفصيلًا طويلًا، فهذه أسماء ثلاثة النمل والهدهد وسليمان لكن الإسم المشهور التوقيفي لها هو سورة النمل.

وقت نزول النزول:

د. عبد الرحمن: هذه السورة سورة النمل سورة مكية بالإجماع نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في المرحلة الثالثة من مراحل العهد المكي. المرحلة الأولى هي مرحلة عدم المبالاة بالنبي صلى الله عليه وسلم وتركه وتربص وفاته والمرحلة الثانية كانت مرحلة المداهنة التي أرادوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يسكت عنهم ويسكتوا عنه ونزلت (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) القلم) نزل في هذه المرحلة سورة القلم وغيرها من السور قل يا أيها الكافرون نزلت في هذه المرحلة، ثم المرحلة الثالثة لما بدأ المشركون يحاججون النبي صلى الله عليه وسلم ويذهبون لأهل الكتاب يبحثون عن أدلة يردون بها دعوة النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت سورة النمل وهي مليئة بالحجج التي تكذب المشركين وترد عليهم وتبين صدق النبي صلى الله عليه وسلم وإثبات نبوته بأدلة لعلنا نستعرض بعضها إن شاء الله

المقدم: وقوله (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76)) ما يشعر بأنها مدنية

د. عبد الرحمن: لا طبعًا تحدثنا في الحلقات الماضية وأيضًا أشير في هذه الحلقة إلى أن قريش كانت على صلة ببني إسرائيل يعرفونهم ويعرفون أخبارهم.

المقصد الرئيسي للسورة

د. عبد الرحمن: سورة النمل دعني أمزج الحديث في هذا بعرض الكتب هنا كتاب بعنوان المعجزة والإعجاز في سورة النمل كتاب للأستاذ عبد الحميد طهماز رحمه الله توفي في هذه السنة رحمه الله وغفر له والشيخ عبد الحميد له كتب على هذا المنوال كتب صغيرة (110 صفحات) يتناول كل سورة من سور القرآن الكريم ويحدد المقصد الأساسي للسورة فهذا الكتاب سماه "المعجزة والإعجاز في سورة النمل" وهذه الكتب سلسلة، الشيخ يرى أن موضوع سورة النمل هو المعجزة والإعجاز لأنه ورد فيها الحديث عن القرآن الكريم في أولها وهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاء الحديث عن موسى وذكر تسع آيات ثم ذكر صالح ثم ذكر سليمان وقصة سليمان كلها معجزة ثم جاء في النهاية الاحتجاج لهذا القرآن والدفاع عنه فرأى أن المعجزة والإعجاز هو البارز في السورة. البقاعي من قبله رحمه الله رأى أن سورة النمل في إظهار العلم والحكمة كما أن سورة الشعراء التي سبقتها كانت في إظهار البطش والقوة فجاءت سورة النمل في العلم والحكمة والذي أميل إليه ما ذكره البقاعي والأدلة على ذلك -قبل أن أنتقل إليها- هذا كتاب بعنوان "سورة النمل دراسة وتحليل" للأستاذ عبد الله الجوالي، هذه رسالة دكتوراة في جامعة عراقية خصصها الباحث للحديث عن سورة النمل كاملة. وأنا أقول أن كل سورة من سور القرآن الكريم جديرة أن يكتب فيها مصنف مستقل يتناول أطرافها وتفاصيلها بشكل تستحقه هذه السورة. أنا أميل إلى رأي البقاعي رحمه الله بأن سورة النمل في إظهار العلم والحكمة وقد جمعت الآيات التي تؤيد هذا المحور محور العلم والحكمة في سورة النمل، إظهار العلم في سورة النمل واضح جدًا سواء كان علم الله سبحانه وتعالى أو علم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أو علم المخلوقات. نأخذها من بدايتها في قوله (طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)) في قوله (آيات القرآن) القرآن الكريم لا شك أن يمثل المصدر الأول للوحي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم والوحي بصفة عامة في حياة الأنبياء. أيضًا في قوله سبحانه وتعالى (إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7)) أنا لاحظت ربطت بين تقديم الخبر هنا فقدم الخبر

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير