إسم السورة
د. مساعد: سورة الروم لا يعرف لها إسم آخر غير هذا الإسم ويلاحظ بعض الناس يلتفت إلى المسميات والأسماء فكون سورة تسمى بإسم عدو لك والإسم عندنا له منزلة فكون السورة تسمى سورة الروم على ماذا يدل بالنسبة لقضية العدل مع الآخرين؟ في كونك تسمي سورة بإسم عدوك وتتلى وتسمى بهذا الإسم وهي مأخوذة من مبدأ السورة (الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)) مثل ما ذكر الدكتور صالح صواب حفظه بالأمس في أن (الم) سورة العنكبوت لم يرد بعدها ذكر للقرآن كما هو في غالب ما يأتي من الأحرف المقطعة كذلك هذه السورة لم يرد ذكر مباشر للقرآن وإنما قال (الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3)) وهذا يدل على العناية بهذا الحدث كما سيأتي
د. عبد الرحمن: مع أنه ذكر القرآن في أثناء السورة
د. مساعد: لا تخلو سورة من ذكر القرآن لكن الذي استنبطه جمع من العلماء وأشار إليه ابن كثير وقال إن أغلب ما يأتي بعد الأحرف المقطعة القرآن أو شيء متعلق بالقرآن (حم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غافر) كلها تأتي بعدها شيء متعلق بالقرآن إلا سورة العنكبوت والروم لكن الأغلب جاء بعده ذكر القرآن.
د. عبد الرحمن: هذا ما يتعلق بتسميتها، إذن هي سورة ليس لها غير هذا الإسم. ولقد لاحظت ولعل الإخوة المشاهدين لاحظوا أن أكثر السور أو كثير من السور التي مرت معنا ليس لها إلا إسم واحد، إسم توقيفي مشهور مثل الروم العنكبوت القصص وهذه من فوائد هذا البرنامج كان توقفنا في كل حلقة مع سورة يعطي المجال للحديث عنها
د. مساعد: أنا أرى أن هذا نوع من التوفيق تغيير نمط البرنامج
د. عبد الرحمن: جزاك الله خيرًا لأنك أنت الذي أشرت عليّ أنت والدكتور محمد الخضيري بهذا عندما كنا في النماص.
وقت نزول السورة
د. عبد الرحمن: ننتقل إلى النقطة الثانية وهي متى نزلت هذه السورة في اي مرحلة بالضبط؟
د. مساعد: السورة مكية ولكن بالتحديد متى نزلت في أيّ العهد المكي؟ فيه خلاف ومبني على معرفة تاريخ هزيمة الروم ومتى كانت لكن ظاهر جدًا أن هزيمة الروم كان عندما علا شأن الإسلام وظهر ولهذا كان المشركون فرحوا بانتصار الفرس على الروم لأن الفرس ليسوا أهل كتاب وإنما مجوسًا والروم كانوا أهل كتاب فكأنهم الآن يفرحون على المؤمنين بانتصار من تدّعون أنهم كفار على من تدعون أنهم أهل كتاب مثلكم فالله سبحانه وتعالى أنزل هذه السورة بشأن هذا الحدث وأعطى وعدًا صادقًا بتحقق نصر الروم على الفرس
د. عبد الرحمن: لكن قد يكون من المقبول أن تقول أنها نزلت في السنة الخامسة من البعثة في هذه الحدود لأنه قال (فِي بِضْعِ سِنِينَ (4)) ووقع انتصار الروم على الفرس في هذه السنين
د. مساعد: إذا قلنا أنه السنة الثانية وكانت سبع سنوات فمعنى ذلك أنك ستأخذ سنتين من الهجرة وتنزل خمس سنوات هو وافق غزوة بدر على الصحيح فإذا أخذناه على أنه سبع سنين معناه يكون تقريبًا في السنة الثامنة من البعثة
د. عبد الرحمن: المفسرون يقولون أن كسرى قد غزا اسطنبول التي كانت حاضرة الروم فاستولى على البلاد وخرّبها وعاث فيها فسادًا ففرح بذلك المشركون فرحًا شديدًا وقالوا غلب المجوس والفرس وهم ليسوا أهل كتاب الروم وهم أهل كتاب مثلكم أيها المسلمون وهذا هو سر الفرح ثم وعد الله بأنه سينتصر الروم على الفرس في بضع سنين، ما معنى بضع سنين؟
د. مساعد: بضع سنين من ثلاثة إلى تسعة، الصديق رضي الله عنه راهن أبي بن خلف على انتصار الروم في بضع سنين، جعل بينه وبينه رهانًا إن انتصر الروم فإن له كذا وكذا وهذا قبل تحريم القمار ويقولون أنه من أمر الجاهلية التي نُسِخ ومضى. مهم جدًا أن ننتبه إلى مسألة في هذه الآيات ما يتعلق بالإعجاز الغيبي في القرآن بمعنى إخبار القرآن عن أمور غيبية. ومن قدر الله أمس استمعت إلى أحد النصارى على قناة نصرانية كانوا يتكلمون عن شيء من هذه القضايا فيما يتعلق بإخبار الغيب ويدّعون أن محمدًا صلى الله عليه وسلم في كل ما يدّعيه وما يزعم أنه من إخبارات الغيب أنه أخذها من الكتاب المقدس في زعمهم وأنا أتعجب أنهم يتغافلون عن أن هناك إخبارات بالغيب ليست كلها من الكتاب المقدس هناك إخبارات أخرى فلماذا لم تنظروا إليها؟! لتفترض جدلًا أن
¥