تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

منذ ألفت الجمهرة عكف الأدباء عليها من بين درس وحفظ واختصار وإيضاح، وأول من ألف في ذلك أبو عمر الزاهد غلام ثعلب، وكان واسع الرواية غير أن له نوادر وغرائب أخطأ فيها واستدرك ما فات ابن دريد وسماه (فائت الجمهرة). و ألف أبو العلاء المعري كتاباً في شرح شواهد الجمهرة وسماه (جوهرة الجمهرة). كما اختصرها شرف الدين محمد بن نصر بن عنين الشاعر وكان يحفظها. وقد جمعها ابن مكرم في (لسان العرب)، وابن سيده في (محكمه ومخصصه).

ـ[ليلى العامري]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 07:11 م]ـ

طبقات الشعراء لابن المعتز

تحقيق عبد الستار أحمد فراج

التعريف بالمؤلف:

هو عبد الله بن المعتز بن المتوكل بن المعتصم بن هارون الرشيد، أمه أم ولد تسمى (خاين) كما جاء في كتاب النجوم الزاهرة، أو اسمها (حايز) كما جاء في كتاب عقد الجمان. وُلد عام 247هـ، ومات مقتولاً بالخنق عام 296هـ، وذلك بعد أن ثار العسكر على الخليفة المقتدر، وبايعوا ابن المعتز خليفة، ولكن الثورة فشلت، ولم تستمر المبايعة لابن المعتز، الذي لم يهنأ بلقب الخليفة إلا يوماً واحداً. وبالرغم من ذلك يُعد ابن المعتز من الشعراء المرموقين، وكان أبوه شاعراً أيضاً، ويستطيع القاريء الاطلاع على شعر هذا الأب في معجم الشعراء والأغاني وتاريخ بغداد والعقد الفريد.

أساتذة وتلاميذ ابن المعتز:

أول أستاذ له هو محمد بن عمران بن زياد، الذي حفظه القرآن والأخبار وما يتعلق بالأدب. وأحمد بن سعيد الدمشقي، الذي تعهده منذ صغره وكان يلازمه في كبره وقد روى أدب ابن المعتز بعد مقتله. وبخلاف هذين الأستاذين، نجد محمد بن يزيد المبرد العالم اللغوي الأديب المشهور الذي كان مقيماً عند ابن المعتز لفترات طويلة، وأبو العباس أحمد بن يحي المشهور بثعلب الذي كان يبعث إليه باستمرار في أمور علمية كثيرة، والحسن بن عليل العنزي وكان محدثاً وصاحب أدب وأخبار، ومحمد بن هبيرة الأسدي، وأخيراً أحمد بن صالح المشهور بابن أبي فنن وهو ممن ترجم له ابن المعتز في كتابه الطبقات. وقد روى شعر ابن المعتز (أبو بكر الصولي)، الذي أدركه وعاش بعده زمناً طويلاً, وكتب عنه في كتابه (أشعار أولاد الخلفاء)، ويُعتبر من تلاميذه.

مؤلفات ابن المعتز:

كتاب الزهر والرياض، كتاب حلي الأخبار، كتاب البديع، كتاب الجوارح والصيد، كتاب أشعار الملوك، مكاتبات الإخوان بالشعر، كتاب الآداب، كتاب السرقات، كتاب طبقات الشعراء، كتاب الجامع في الغناء، كتاب فيه أرجوزة في ذم الصبوح، كتاب فصول التماثيل.

منهج كتاب طبقات الشعراء

من الملاحظ أن ابن المعتز في كتابه (طبقات الشعراء)، كان يكتب بطريقة السند حتى عن معاصريه، أي بإسناد الأخبار والروايات عن أقوال الآخرين. والسبب في ذلك، أنه كان أميراً وابن خليفة ومرشحاً للخلافة، لذلك لم يكن يسعى إلى الناس لتلقي الأخبار، بل كانت الناس تأتيه بالأخبار حتى داره، وذلك تبعاً لمكانته الاجتماعية والسياسية. وبناءً على ذلك أراد ابن المعتز أن يؤلف كتاباً فريداً، فقام باختصار بعض الأشعار، وذكر ما كان شاذاً في دواوين الشعراء، وتعمد ذكر ما لم تذكره الكتب الأخرى عن شعر شعراء كتابه. ونستطيع أن نحدد منهج ابن المعتز في تأليف كتابه الطبقات من خلال هذه النقاط:

1 - لم يكن ابن المعتز راوية، بل كان ذواقاً للأدب، مما أثر على أحكامه الانطباعية

2 - قصر اهتمامه على القصائد والأخبار التي كان يعرفها من العامة

3 - جمع أشعاراً لا توجد في الكتب الأخرى المماثلة لكتابه

4 - كان يأتي بالأخبار بدأً من القصص وما روي عن الشاعر، ثم يأتي بالشعر الجيد له

5 - كان يتحرى سيرة كل من يترجم له فيختار الشاعر الجيد ويبتعد عن ذكر من يعيبه

6 - كان يكتب بطريقة السند حتى عن معاصريه

7 - كان متواضعاً في كتابه بالرغم من مكانته الاجتماعية والسياسية

8 - حدد ابن المعتز كتابه بفترة زمنية محددة، حيث تحدث عن طائفة من الشعراء الذين مدحو بني العباس.

9 - أشار إلى المشهور من شعرهم بين العامة، وسمى أمهات القصائد وروائعها لتكون في متناول القارئ، ثم عكف على النوادر التى لا يحيط بها إلا الخاصة، فسجلها حفظاً لها من الاندثار.

10 - حرص ابن المعتز على اختيار أبرز الأخبار وأوضحها في حياة الشعراء، خاصة تلك التي جرت مع بني العباس ورجالهم، وروى الأخبار بالسند المتصل عن غيره.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير