11 - اكتسبت بعض أخباره أهمية كبيرة لإضاءتها جوانب الشعراء المختلفة، منها التعريف بثقافاتهم والعلوم التي حصلوها، وشيوخهم الذين تتلمذوا على أيديهم، وأخلاقهم وأحوالهم.
12 - لم يهتم ابن المعتز بأنساب شعرائه، أو تواريخ مولدهم ووفاتهم، وما ورد من ذلك قليل لا يعد منهجاً مطرداً.
13 - حفل ابن المعتز بالرأي النقدي فيما أثبته لشعرائه، وكان أوضح ما عكف عليه في ذلك مناصرة الشعراء المحدثين وتأكيد أصالتهم، ورفع بعضهم فوق القدماء.
14 - لم يخرج ابن المعتز في نقده عن المألوف قبله، حيث وقف على المعاني الجزئية والأبيات الشاردة، ويزداد إعجابه بروعة التشبيه، وتعدد الفنون البلاغية في البيت وينبه على السهل الممتع من الشعر.
محتوى الكتاب وأهميته:
سمى ابن المعتز كتابه (طبقات الشعراء المتكلمين من الأدباء المتقدمين)، وأكثر من نقلوا عنه أطلقوا على الكتاب اسم (طبقات الشعراء). ويُعتبر هذا الكتاب من أهم الكتب الشعرية في تراثنا العربي، حيث إنه جمع ألواناً متعددة من شعر شعراء الدولة العباسية، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من أخبارهم ونوادرهم، وما لهم من علاقات وصلات. ومثال على ذلك: أخبار ابن هرمة، بشار بن برد، السيد الحميري ... الخ
ومن الملاحظ أن ابن المعتز أوجز فيما أُشتهر في عهده من الأشعار والأخبار، وقصر اهتمامه على القصائد والأخبار التي انفرد بها كتابه فقط، ومن هنا جاءت أهمية الكتاب كمصدر فريد للمؤرخين والأدباء. وكفى بنا أن نعلم أن كتاب طبقات الشعراء لابن المعتز به ما يقرب من 1500 من أبيات الشعر، التي لا توجد في أي كتاب آخر!!
الكتب الشبيهة:
ومن الكتب الشبيهة بكتاب (طبقات الشعراء): الشعر والشعراء لابن قتيبة، طبقات الشعراء لجاهليين والإسلاميين لابن سلام الجمحي، كتاب الشعراء وأنسابهم وكتاب الشعراء وطبقاتهم لأبي جعفر محمد ابن حبيب، طبقات الشعراء لدعبل، طبقات الشعراء لأبي المنعم، طبقات الشعراء لإسماعيل بن يحيى بن المبارك الزيدي، طبقات الشعراء لابن نجم، طبقات الشعراء الجاهليين لأبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، الشعر والشعراء وكتاب عيار الشعر لابن طباطبا العلوي، طبقات الشعراء بالأندلس لعثمان بن ربيعة الأندلسي، الشعر والشعراء لأبي دعامة العبسي، الشعر والشعراء لأبي عبيدة، الشعراء لعبد الله بن أبي سعيد الوراق، الشعراء للأصمعي، الشعراء للقاسم بن سلام، الشعر والشعراء وكتاب طبقات الشعراء وكتاب الأغاني لعمر بن شبة.
قلة النقل عن كتاب الطبقات:
رغم أهمية كتاب (طبقات الشعراء) لابن المعتز، إلا أننا لا نجد له ذكراً كثيراً في كتب التراث الشعرية والأدبية .. وبمعنى آخر لم نجد أكثر الكتب الأدبية التراثية الشهيرة التي تلته، تعتمد عليه أو تنقل منه. وبالرغم من ذلك، فهناك بعض الكتب القليلة التي نقلت منه، ومنها: فوات الوفيات، الوافي بالوفيات، مرآة الجنان، عقد الجمان، الإعجاز والإيجاز، مسالك الأبصار، سير النبلاء!! والسبب في عزوف أغلب الكتب التراثية الشهيرة عن النقل من كتاب (طبقات الشعراء)، راجع إلى أمور عديدة، منها:
1 - قلة نسخ الكتاب ومخطوطاته
2 - اتجاه الأدباء والرواة إلى ما هو أشمل منه ككتاب الأغاني
3 - شهرة ابن المعتز فاقت شهرة كتابه الطبقات
4 - عداء المقتدر لابن المعتز وما أنتجه، حتى بعد مقتله
5 - اتهام العامة لابن المعتز بعدم ميله وحبه للطالبيين
من روي عنهم في الطبقات:
1 - (رواة الحديث الشريف): حيث تتبع أخبارهم وتدوين تاريخهم، مع توثيق لرواياتهم المتصلة بأمور الدين، وأحكام الشريعة التي تُبنى على الصدق وتتجنب الشبهات.
2 - (رواة الأدب): تحدث فقط عن أصحاب الإنتاج الأدبي في مجالي الشعر والنثر، وبالإضافة إلى من يحبون رجال الأدب ومجالسهم ومساجلاتهم، أو من كان نديماً على الشراب، أو حاضراً دعوة، أو من هو من الأتباع والمملوكين. والملاحظ أن أكثر هؤلاء الرواة لا نعرف أسماءهم، لأن المؤلف لم يذكر إلا كُناهم أو ألقابهم، ولم يذكر الأسماء كاملة.
ما قام به المحقق:
1 - ذكر تراجم الشعراء، وبالأخص ما ندر الحديث عنهم في الكتب
2 - تخريج نصوص الكتاب من عدة مراجع توثيقية
3 - أثبت ترجمة عباس إقبال للدراسات القيمة حول هذا الكتاب، بعد تنقيحه لها في آخر الكتاب، كما أشار إلى كثير مما صوبه ورمز إليه بالحرف (ق)
¥