قسم السيرافي كتابه (ضرورة الشعر) إلى عدة أبواب: في الزيادة والحذف والبدل والتقديم والتأخير وتغيير الإعراب عن وجهه، وتأنيث المذكر وتذكير المؤنث. غير أنه عاد في خاتمة هذا الباب الأخير إلى بعض عبارات سيبويه يشرحها ويعلق عليها ويفسر الأشعار التي ذكرها سيبويه في هذا الموضوع. ويمتاز كتاب السيرافي في ضرورة الشعر بتتبع الروايات المختلفة لشواهد الضرورات وذكر آراء العلماء في فهمها وتخريجها. ويمكن تحديد منهج السيرافي في كتابه بالنقاط الآتية:
1 - تفسير معاني الكلمات الغامضة
2 - الاستشهاد بالشعر والآيات القرآنية
3 - ذكر أكثر من معنى للمفردة الواحدة
4 - كان لا يذكر دائما اسم الشاعر ويكتفي بقول (وقال الشاعر) أو (وقال آخر)
5 - يأتي بالأمثلة التي تخدم الفكرة تماما
أهميه الكتاب:
1 - يوضح للعامة ما يجوز للشاعر وما لا يجوز لغيره
2 - يعالج بأسلوب سهل ما يجوز في الشعر من: الزيادة والنقصان، الحذف والإبدال، التقديم والتأخير، تأنيث المذكر وتذكير المؤنث
3 - فيه منهج ميسر لمن يرغب في دخول مجال الشعر من حيث قواعد ضرورات الشعر
4 - فيه نماذج مشروحة بشكل واضح لمواضع الضرورات الشعرية
شرح تفصيلي لأبواب الكتاب:
أولا:باب الزيادة: فما هي المواضع التي يتم فيها الزيادة؟
تكون الزيادة إما في الحرف، أو زيادة الحركة، أو إظهار مدغم، أو تصحيح معتل، أو قطع ألف وصل، أو صرف ما لا ينصرف. وهذه الأشياء بعضها حسن مطرد، وبعضها مطرد ليس بالحسن الجيد، وبعضها يسمع سماعاً ولا يطرد .. .. .. فما يزيد في القوافي إطلاقا أنه إذا كانت القافية مرفوعة مطلقة، جاز إنشادها على ثلاثة أوجه: (الأول): أن يجعل بعد الضمة واواً مزيدة، والوجه (الثاني): أن يجعل مكان الواو التنوين. كقول زهير:
صحا القلب عن سلمى وقد كاد لا يسلو وأقفر من سلمى التعانيق فالثقلو
فتلحق آخر الثقل واو إتباعا لضمه لام الثقل (الوجه الأول)، أو النون بدلاً من التنوين (الوجه الثاني).
صحا القلب عن سلمى وقد كاد لا يسلو وأقفر من سلمى التعانيق فالثقلن
ثانيا: باب الحذف
كما عرفنا أن من الضرورات الشعرية التي يتبعها الشاعر ليقوّم شعره الزيادة، فإنه أيضا يقوّمه بالحذف. ومواضع الحذف هي: ما يحذفه من القوافي، تخفيف المشدد وتسكينه مع حذف حرف بعده، حذف ياء المتكلم وتسكين ما قبلها، ترخيم النداء أي أن تحذف من آخر الاسم المنادى ما يجوز حذفه ويبقى سائر الاسم على حاله كالقول في ترخيم حنظلة (حنظل). ترخيم التصغير وهو أن تصغر الاسم على حذف ما فيه من الزوائد كأن نقول في تصغير أزهر (زهير).
ثالثا باب البدل:
وهذا الباب يشرح كيف أنهم يبدلون الحرف في الشعر مثل تحريك ساكن, أو تسكين متحرك؛ ليستوي وزن الشعر.
رابعا: باب التقديم والتأخير:
أي أن الشاعر قد يضع الكلام في غير موضعه الذي ينبغي أن يوضع فيه، ويعكس الإعراب فيجعل الفاعل مفعولا والمفعول فاعلا. وهكذا الأمر في باب تغيير الإعراب عن وجهه، وباب تأنيث المذكر وتذكير المؤنث
ـ[ليلى العامري]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 07:13 م]ـ
كتاب شرح حماسة أبي تمام
لأبي الحجاج يوسف بن سليمان بن عيسى
الأعلم النحوي الشنتمري
تحقيق
د. علي المفضل حمودان
كلية الآداب - فاس (المغرب)
ــــــــــــــ
التعريف بالمؤلف
هو يوسف بن سليمان بن عيسى الشنتمري, ولد في مدينة شنتمرية الغرب سنة 410هـ, وكان يُكنى بأبي الحجاج, ولم تعلل المصادر التي تناولت حياته سبب تلك الكنيه, كما كان يلقب بالأعلم، ويُنسب إلى مسقط رأسه شنتمرية الغرب, ويشتهر بالأستاذ النحوي واللغوي الأديب .. وقضى طفولته والحقب الأولى من شبابة بمدينة شنتمرية .. فدرج في تعلمه على طريقة أهل الاندلس, ثم التحق بقرطبة ليستكمل تعليمه. وتوفي في آخر ذي القعدة من عام 476هـ - 1082م
شيوخه
¥