تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لقد اقتصرت المصادر التي أشارت إلى شيوخه على سرد ثلاثة أسماء من شيوخه فقط, كانوا جميعاً من أهل قرطبة وعلمائها المشهورين الذين رُوي عنهم الناس في النصف الأول من القرن الخامس الهجري وهم: أبو بكر مسلم بن عبد العزيز المعروف بابن أفلح النحوي الأديب، وأبو القاسم إبراهيم بن محمد بن زكريا الزهري المشهور بابن الإفليلي، وأبو سهل يونس بن أحمد بن يونس الحراني الجذامي. كما أُشيرت بعض المصادر إلى أنه أخذ عن قرطبي رابع كان صديق له في مرحلة الأخذ والتلقي هو أبو مروان عبد الملك بن سراج.

تلاميذه

قضى الأعلم في مجال التدريس ونشر المعرفة بإشبيلية قرابة خمس وعشرين سنة, تهافت خلالها على حلقاته عدد هائل من التلاميذ، وقد أشار إلى تلك الأعداد الغفيرة بعض من تحدث عنه حيث قال: لقد رحل الناس إليه من كل وجه، وقال آخر: صارت الرحلة إليه في زمانه!!

ومن المعروف أن الأعلم كان رحيماً بتلاميذه رفيقاً بأحوالهم, وأنه كان يأخذ بأيديهم إلى معالي الأمور. وكان يقوم بتدريس الكثير من الكتب التي ألفها غيره, ومنها كتب النحو واللغة والأدب وكذلك الكتب التي ألفها هو أو التي شرح بها .. الأمر الذي يشير إلى أن صاحبنا صار عمدة في تدريس الطلبة في زمانه، وفي اختيار الكتب أو وضعها وما يلائم مستويات تلاميذه.

فمن تلاميذه النحاه: أبو عبد الله محمد بن أبي العافية النحوي، وأبو الحسن علي بن عبد الرحمن التنوخي المعروف بابن الأخضر وهو نحوي وأستاذ مشهور، وأبو الحسن سليمان بن محمد المقالي. ومن تلاميذه الأدباء: أبو بكر محمد بن إبراهيم بن غالب العامري, وأبو الوليد إسماعيل بن عيسى بن الحجاج اللخمي، وأبو بكر محمد بن عبد الغني بن فندلة. ومن تلاميذه الشعراء: أبو محمد عبد المجيد بن عبد الله بن عبدون، وأبو بكر محمد بن عمار. وهناك تلاميذ آخرون, قد اشتهروا بالفضل والأدب والنباهه والجاه.

مؤلفاته وآثاره

كان الأعلم قد صنف خلال الفترة التى قضاها بإشبيليه، على عهد المعتضد، كثيراً من الكتب, عظم بسببها شأنه وأصبح بفعلها مذكوراً بين علماء عصره، وصار اعتبار هذه الفترة من حياته أغنى الفترات عطاءً، حيث قدم فيها عدداً من مشاريعه المهمة، ليؤسس وجوده الفكري. والأعلم كان يؤلف بدافع الحاجة الملحة التى يشعر بها أمام لقاء وتوالي الأجيال المتعلمة، فينطلق في الكتابة والتأليف بعد أن يحدد المجال الطلوب، فتعددت الموضوعات التي ألمّ بها. فمن النحو إلى اللغة والأدب وشرح الشعر القديم .. مؤلفاته القيمة الكثيرة، التي ضاع أكثرها. ومن أهم ما وصل إلينا من مؤلفاته:

1 - شرح كتاب سيبويه, وسماه في مقدمة هذا الشرح (كتاب النكت في تفسير الخفي من كتاب سيبويه)

2 - شرح شواهد كتاب سيبويه وسماه (تحصيل عين الذهب من معدن جوهر الأدب في علم مجازات العرب)

3 - شرح شواهد الجمل

4 - كتاب المخترع

5 - شرح الأشعار الستة الجاهليين

6 - شرح شعر أبي تمام أو (شرح حماسة أبي تمام)

7 - جزء فيه معرفة حروف المعجم

8 - المسألة الزنبورية

منهج كتاب (شرح حماسة أبي تمام)

إن الأعلم في هذا الشرح يبدو شديد الحرص في تقديم منهاج صارم وتنفيذ خطة محكمة، تستوعب النص. وينجلي هذا الحرص في تطرقه إلى عامة الجوانب والزوايا، التى تقرب فهمه والتعامل معه. ويتمثل ذلك بجلاء في الخطوات المنتظمة التي سلكها عند كل نص، وهي:

1 - يقدم للحماسة بعبارة الإنشاد، التي يذكر فيها اسم الشاعر, إن كان معروفاً عند غيره, مُبدياً نوعاً من الحرص في التنقيب عن نسبه، وما أغفله بعض الشُراح، مرادفاً ذلك بإسناد كل شاعر إلى قبيلته.

2 - كان غالباً ما يفتتح الشرح بكلمة (يقول)، فيفتتح القول بعبارة الشاهد فيه كما هو مقرر.

3 - عندما يريد شرح الكلمات الغامضة، التي يصعب فهمها، كان يقدم ما يشعر بمعالجة أهمها, مما قد يساعد على فهم غيرها.

4 - كان يُبدي كثيراً من الاقتصاد والتركيز في تناول المعاني, مُسخراً لذلك عبارات محررة و ألفاظ مشحونة بالدلالة.

5 - ومن أجل ذلك جاء الشرح جامعاً لعدد من الشواهد المختلفة التي تدعم النص، وتخدم مضمونه سواء كانت من القرآن أو الحديث أو الأمثال أو الأقوال القديمة.

6 - وكان لا يهمل الجانب النحوي.

نسخ الكتاب

1 - نسخة في تونس، وهي من مخطوطات المكتبة الأحمدية, كانت مسجلة تحت رقم 4536

2 - نسخة الرباط: وهي موجودة بالمكتبه العامة بالرباط, مسجلة تحت رقم 101 ق، وكانت من نفائس الزاوية الناصرية

ما قام به المحقق

1 - وسم أبيات الحماسيات، بل وكل حماسية, بأرقام تتسلسل فيما بينها, ثم الإشارة إلى نوع بحرها في نهاية عبارة الانشاد, والحرص على التمييز ما أمكن بين شرح بيت و آخر. كذلك وضع الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة وكلمات الشعر بين علامات ترقيم.

2 - الاقتصار على تخريج كل حماسية من بعض شروح الحماسة، إن كانت بها, كشرح الجرجاني والتبريزي, مع الاكتفاء باستخدام رموزها المشار إليها من قبل, وذلك لشهرتها.

3 - مقابلة النص في شرحه, بما تمكن من النسخ المشار إليها من قبل, وشعراً باعتماد بعض النسخ.

4 - تشكيل النص، وشرح ما صعب من مفرداته, وتذييل مختلف مشاكله، والتعليق على ما يوجد به عند الاقتضاء، وتخريج شواهده الشعرية، وتقديم تعريف بأهم أعلامه.

5 - وضع جملة من الفهارس التي تخدم النص، وتسهل وضع اليد على معالمه. وذلك كفهرس للآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والقوافي والأعلام والمصادر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير