ـ[ليلى العامري]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 07:13 م]ـ
كتاب المفضليات
للمفضل الضبيّ
تحقيق و تحليل
أحمد محمد شاكر و عبد السلام هارون
ترجمة المؤلف:
هو المفضل بن محمد بن يعلي بن عامر بن سالم، الضبي الكوفي اللغوي، ولد في العشر الأول من القرن الثاني الهجري، وكان علاّمة راوية للأخبار والآداب وأيام العرب، وقدم إلى بغداد أيام هارون الرشيد، وقدم أيضاً إلى البصرة، فقال عنه ابن سلام الجمحي في طبقات الشعراء: (وأعلم من ورد علينا من غير أهل البصرة المفضل بن محمد الضبي الكوفي)، وقال عنه عبد الواحد اللغوي: (هو أوثق من روى الشعر من الكوفيين). وقد توفى سنة 178 هجرية. ومن أساتذته وشيوخه: ابن الخشاب، وسماك بن حرب، وأبو اسحق السبيعي، وعاصم بن أبي النجود، ومجاهد بن الرومي، والأعمش وغيرهم. ومن تلاميذه: أبو زكريا الفراء، وعلي بن حمزة الكسائي، وأبو كامل الجحدري، وأبو عبد الله محمد بن الأعرابي.
كتب الاختيار:
كتاب (المفضليات) حمل في جعبته الكثير من الأشعار التي فضلها المفضل على بقية القصائد من غزل ومدح وهجاء وغيرها من الأغراض الشعرية. ويُعتبر كتاب المفضليات أقدم وأهم وأعظم كتاب ظهر في اختيار الشعر العربي، لأنه ثروة فنية ودعامة من دعائم اللغة. فقد كان الرواة قبل كتاب المفضليات يصنعون أشعار القبائل، ويضمون أشتات شعر المنتمين إلى القبيلة الواحدة، ويضعون ذلك في كتاب مستقل. أما المفضل الضبيّ فهو أول من قام بصنع الأخبار للناس من خلال الشعر، لذلك كان الرواة يقومون بنقل أو تلقف هذه الثروة الفنية مع الحرص الشديد عليها. ولم يُعرف عن العرب أي شيء في فن الاختيار، سوى ما رُوي عن تنازعهم على أفخر بيت للعرب وأهجاه وأغزله، وكذلك في أشعر الشعراء وأجودهم قولاً أو ما رُوي من اختيار العرب في جاهليتهم للمعلقات الذين اختلفوا في عددها حيث نجدها مرة سبعة ومرة ثمانية ومرة عشرة.
ومن الجدير بالذكر، أن كتباً كثيرة ظهرت بعد كتاب (المفضليات)، التي تعتبر من كتب الاختيارات الشعرية، ومنها على سبيل المثال: كتاب (الأصمعيات) للأصمعي، وكتاب (جمهرة أشعار العرب) للقرشي، وكتاب (مختارات شعراء العرب) لأبي السعادات الشجري، وكتاب (ديوان الحماسة) لأبي تمام، وكتاب (ديوان المعاني) لأبي هلال العسكري.
أولوية المفضليات:
احتوى كتاب المفضليات على 126 قصيدة، شرحها الأنباري الكبير، ويُضاف إليها أربع قصائد أُلحقت بالكتاب، حيث وُجدت في بعض النسخ المخطوطة للكتاب، فأصبح عدد القصائد 130 قصيدة. ونستطيع أن نجزم بأنها ليست كلها من اختيار المفضل الضبي، بل إنه ليس له من الاختيار فيها إلا القليل، والدليل على ذلك ما قاله أبو الفرج الأصبهاني (الأصفهاني) في كتابه (مقاتل الطالبيين)، عن المفضل الضبي قال: (كان إبراهيم بن عبد الله بن الحسن متوارياً عندي فكنت أخرج واتركه فقال لي: إنك إذا خرجت ضاق صدري، فأخرج إليّ شيئاً من كتبك اتفرج به. فأخرجت إليه كتباً من الشعر فاختار منها السبعين قصيدة التي صدرتُ بها اختيار الشعراء ثم أتممت عليها باقي الكتاب).
شروح المفضليات:
ولأهمية قصائد كتاب المفضليات وشهرتها، فقد قام الكثيرون بشرحها والتعليق عليها، ومن أهم هذه الشروح: شرح الأنباري المتوفي سنة 305 هجرية، وشرح ابن النحاس المتوفي سنة 338 هجرية، وشرح المرزوقي المتوفي سنة 421 هجرية، وشرح التبريزي المتوفي سنة 411 هجرية، وشرح الميداني صاحب كتاب (مجمع الأمثال) المتوفي سنة 518 هجرية. ومن الجدير بالذكر أن أكثر أبيات قصائد المفضليات، موجودة ضمن شواهد الشعر في كتاب (لسان العرب) لابن منظور، وكتاب (معجم البلدان) لياقوت الحموي.
طبعات المفضليات:
طُبع كتاب المفضليات طبعات كثيرة، من أهمها: قيام المستشرق (توربكة) بطبع الجزء الأول في ليبزيج عام 1885 ميلادية. ثم طُبع الكتاب كاملاً في جزئين بمصر سنة 1324 هجرية وقام بتصحيح الكتاب والتعليق عليه أبو بكر بن عمر داغستاني. كما قام المستشرق (لَيَالُ) بطبع شرح الأنباري في مطبعة الآباء اليسوعيين ببيروت عام 1920 ميلادية. وأخيراً قام حسن السندوبي بطبع الكتاب مع شرح موجز سنة 1345 هجرية في مصر.
الشعراء في المفضليات:
قام المفضل الضبيّ باختيار مجموعة كبيرة من قصائد أشهر الشعراء من وجهة نظره، ومن هؤلاء الشعراء، كما جاء في الجزء الأول من الكتاب: تأبط شرا، المخبل السعدي، عبدة بن الطبيب، المثقب العبدي، الجميح، ربيعة بن مقروم، عوف بن الأحوص، سويد بن أبي كاهل اليشكري.
منهج المؤلف والشارح:
لا يوجد منهج محدد نستطيع أن نلمسه في اختيار المفضل الضبيّ لقصائده!! فقد تم الاختيار وفق مزاجه الخاص، وذوقه في الاختيار. أما المحققان أو المحللان (أحمد محمد شاكر، وعبد السلام هارون) فقد قاما بترقيم كل قصيدة ليستقيم التسلسل الرقمي للقصائد، كما قاما بترقيم أبيات كل قصيدة على حدة، ومن ثم قاما بذكر ترجمة مختصرة مفيدة عن كل شاعر من الشعراء، مع تراجم لبعض الأعلام المذكورة، وأيضاً قاما بشرح الألفاظ الغامضة، مع ذكر جو القصيدة وما قيلت فيها من أغراضٍ ومعانٍ وتاريخ، ثم يخرجاها، كما وضعا جملة من الفهارس التي تخدم النص، وتسهل وضع اليد على معالمه، مثل فهرس الشعراء والقوافي والأعلام والقبائل، وأخيراً قاما بشرح أبيات كل قصيدة.
¥