وقد جعل له مؤلفه مقدمة من سبع عشرة ورقة، ذكر فيها أن السلطان محمد بن عبد الله (تولى الملك بالمغرب سنة 1171هـ وتوفي سنة 1206هـ) أمره "بتحرير نسخة من هذا الكتاب الجليل .. وتصحيحها وتحقيقها وتهذيبها وتنقيحها" (46) وقال: "وأن أضيف إليها ما أختاره – نصرة الله – من كلام المولدين، واتنخبه من أشعار المحدثين" (47)، "وأن أضرب صفحا عن تلك الأغاني .. وأن أفتتح كل سفر من أسفاره الخمسة والعشرين بشاعر كبير من فحول الشعراء، أو سيد جليل من السادة السراة الجلة الكبراء، وعين- أيده الله- للابتداء أشعر شعراء الإسلام بالإطباق حسان بن ثابت" (48).
وقد لاحظنا في هذا الكتاب أن صاحبه قد أعاد ترتيب أخبار الشعراء فيه على حسب طبقاتهم وأزمانهم، دون أن يغفل شيئاً من أخبار الأغاني الأصلية، سواء منها أخبار الشعراء أو المغنين، إلا أنه أضاف إليها أخبار عدد من المحدثين، كالقاضي التنوخي (49)، وابن البناء (50) وابن مطروح (51)، والمعرّي (52)، وابن نباتة السعدي (53) وغيرهم ممن توزعت أخبارهم في ثنايا أجزائه، كما أضاف إليها ترجمة طويلة وهامة لأبي نواس (54) مشيراً إلى هذه التراجم والأخبار ليست من أصل الكتاب. وقد جعل في صدر كل جزء من أجزائه فهرساً يتضمن أسماء من لهم ترجمة فيه، وفيه إشارة إلى بداية كل جزء وختامه.
10 - رنات المثالث والمثاني في روايات الأغاني: للأب أنطون صالحاني اليسوعي. وهو من مختصرات الأغاني الحديثة. ويقع في جزئين، الأول منهما مخصص بالروايات الأدبية، والثاني بالتاريخية. وحذف ما دون ذلك من أسانيد وأصوات وأخبار مغنين.
وقد جعل له مقدمة أورد فيها أطرافاً من أخبار أبي الفرج وكتبه ومؤلفاته، ونسب إليه ضمناه عدة تصانيف لم تثبت لدينا صحة نسبتها إليه.
صدرت الطبعة الأولى منه سنة (1888م) ولم تكن تحمل اسم المؤلف، وإنما جاء في مكانه: "لأحد الآباء اليسوعيين" والثانية سنة (1923م) وفي رأسها اسم المؤلف.
11 - مهذب الأغاني: للأستاذ محمد الخضري (-1927م) من أساتذة الجامعة المصرية، حذف منه الأسانيد، ورد الأشعار إلى أصولها، وأكمل النقص فيها، ورتب الشعراء فيه على حسب أزمانهم من جاهليين، ومخضرمين، وإسلاميين، ومخضرمي الدولتين، ومحدثين، فكان من ذلك الأجزاء الستة الأولى، وخص السابع بالمغنين، والثامن بالفهارس والاستدراكات. وقد طبع في القاهرة سنة (1925م).
وقبل أن نختم هذا الحديث حول مختصرات الأغاني نشير إلى أن الدكتور إلهي (باكستاني) كان قد ذكر في بحث له عن ياقوت الحموي، أن ابن المستوفي – وهو من معاصري ياقوت- ذكر في "تاريخ اربل"، من بين ما ذكره من كتب ياقوت، كتاباً له اسمه: "عنوان كتاب الأغاني". ويعتقد الدكتور إلهي أن ياقوت ربما كان قد عبر عن إعجابه النقدي بالأغاني، فوضع مقدمة لنسخته منه تحمل هذا العنوان (55).
بيد أننا مع ذلك نشير إلى أن ياقوت نفسه قد ذكر في معجمه أنه كتب من الأغاني نسخة بخطه في عشر مجلدات (56)، وكان الكتاب يكتب في عصره في عشرين مجلداً (57) مما يدعونا إلى الاعتقاد أنه ربما يكون قد اختصر الأغاني كيما يسهل عليه حمله أثناء رحلاته الطويلة، ويتمكن من الإفادة منه في تأليفه.
كذلك فقد ذكر بروكلمان أن هنالك مختصراً مجهول المؤلف في الجزائر، وآخر مثله في تونس (58).
وهناك مختصرات أخرى حديثة له، أو مختارات منه نذكر منها "مختار من شعراء الأغاني" لمحمد الحسين آل كاشف الغطاء (بغداد 1950م)، و"مختارات من الأغاني" للدكتور أحمد كمال زكي، طبع في القاهرة بجزئين، دونما تاريخ الإنشاء.
طبعات الأغاني:
1 - الطبعة الألمانية: وهي أول ما ظهر من هذا الكتاب في عالم المطبوعات، إذ قامت جامعة كوزجارتن بطبع الجزء الأول منه، مع ترجمة ألمانية له، سنة (1810م) ويقابل هذا الجزء: الجزء الأول من طبعة بولاق إلى ص152 والأول من طبعة دار الكتب إلى صفحة 378. وينتهي عند أخبار ابن محرز، وقد ضبطت كلماته بالشكل.
2 - طبعة بولاق: وهي الطبعة الأولى للأغاني، وتقع في عشرين جزءاً، صدرت بالقاهرة، عن مطبعة بولاق سنة (1285هـ) وقد سقطت من هذه الطبعة بعض الأخبار والتراجم والأشعار، بسبب افتقارها إلى التحقيق العلمي السليم، وعدم اعتمادها على مخطوطات تامة للأغاني.
¥