تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومنها: القول الصحيح أن من صلى منفرداً خلف الصف مع القدرة على المصافة فإن صلاته لا تصح وذلك لحديث» لا صلاة لمنفردٍ خلف الصف «"حديث صحيح" فهنا نفى مسمى الصلاة الشرعية وعلق على المصافة فدل ذلك على وجوب المصافة إذ لا يمكن أبداً أن يقال ذلك لتخلف مستحب، فإن تخلف المستحبات لا يوجب تخلف الحقيقة الشرعية، فالصحيح وجوب المصافة مع القدرة ومن كان قادراً عليها وتركها فصلاته باطلة والله أعلم.

ومنها: من الأوجه الدالة على وجوب النية للصوم حديث» من لم يجمع الصيام من الليل فلا صيام له «وفي لفظ» لا صيام لمن لم يفرضه من الليل «"حديث صحيح" فلما علق الصوم على تبييت النية علمنا أنه من الواجبات لأن الأصل وجوب ما علقت عليه المسميات الشرعية والله أعلم.

ومنها: القول الصحيح إن شاء الله تعالى هو أن من شروط صحة الصلاة بالنسبة للمرأة البالغة أن تغطي رأسها بشيء، ودليلنا في ذلك حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله ?» لا يقبل الله صلاة حائضٍ إلا بخمار «"حديث صحيح" فعلقت صلاتها الشرعية وعلق قبولها على لبس الخمار، أي تغطية رأسها بشيء فدل ذلك على وجوبه وشرطيته لأن الأصل وجوب ما علقت عليه المسميات الشرعية.

ومنها: قوله ?» لا نكاح إلا بولي «فإن الشارع هنا قد علق مسمى النكاح على الولي، فدل ذلك على اشتراط الولي وأنه من جملة واجبات عقد النكاح وأن النكاح لا ينعقد إلا به، وهذا هو الحق في هذه المسألة ولا اعتداد بما ذهب إليه بعض أهل العلم عفا الله عنه من أن المرأة يجوز لها أن تزوج نفسها بلا إذن الولي ولا مباشرته للعقد فإن هذا القول قول ساقط لا عبرة به، فالحق الحقيق بالقبول في هذه المسألة هو أن الولي شرط في عقد النكاح وواجب من واجباته لأن الأصل وجوب ما علقت عليه المسميات الشرعية.

ومنها: قوله ?» والله لا يؤمن - ثلاثاً - «قالوا: من يا رسول الله؟ فقال» من لا يأمن جاره بوائقه «وهو في الصحيح. فدل ذلك على أنه يجب أن يأمن جارك من بوائقك فإذا كان جارك يتخونك ولا يأمنك على عرضه ولا على ماله ولا على نفسه فهذا دليل على أنك لم تحقق الإيمان الواجب الذي لا تحصل النجاة يوم القيامة إلا به، فيجب أن تجعل جارك في أمان كامل من بوائقك، وقلنا بوجوبه لأن الإيمان معلق عليه، فقد علق عليه المسمى الشرعي، والأصل وجوب ما علقت عليه المسميات الشرعية.

ومنها: قوله ?» لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه «"متفق عليه" وهذا دليل على أن من الواجبات المتحتمات والمطلوبات المتأكدات أن يحب العبد لأخيه ما يحب لنفسه، وقلنا بوجوب ذلك لأن هذا شيء قد علق به كمال الإيمان الواجب والذي لا تحصل النجاة يوم القيامة إلا به، والأصل وجوب ما علقت عليه المسميات الشرعية.

ومنها: كل آية ختمت بقوله ?إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ? أو افتتحت بقوله ?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ? أو ذكر في أثنائها قوله ?أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً? فإن هذه الأساليب تفيد وجوب جميع الصفات المذكورة في هذه الآيات، لأن الإيمان علق عليها والأصل وجوب ما علقت عليه المسميات الشرعية، كقوله ?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً? وكقوله تعالى ?وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ? وقوله تعالى ?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ? وكقوله تعالى ?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ? وكقوله تعالى ?وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ? والآيات في هذا المعنى كثيرة ولذلك فالقاعدة عندنا في هذه المسألة تقول (كل فعل نفى الشارع الإيمان عن تاركه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير