تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واستغلاله فيما يقرب لله جل وعلا، فالأوقات الفاضلة بعد فعل الفرض يكملها فعل المندوب، وأما التكميل الأخروي فهو ما ذكرناه في الأمر الثاني من المندوب يكمل نقص المفروض يوم القيامة والله أعلم.

ومنها: أن فعل المندوب مع أنه مكمل للفرض الناقص فكذلك هو سبب من أسباب رفعة الدرجات يوم القيامة، فإن الناس يتفاضلون في درجاتهم يوم القيامة على حسب تفاضلهم في فعل المندوبات فإن الواجبات يستوي في فعلها الجميع غالباً ولكن المندوبات هي محط التفاضل، فمن أكثر من نفل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن أكثر من الصيام دعي من باب الصيام ومن أكثر من الصدقة دعي من باب صدقة. فانظر مثلاً قوله ?» من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيباً فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل «"متفق عليه" فندب الصدقة أوجب لصاحبه وأهذه الرفعة العظيمة وانظر إلى فضل نفل الصلاة كما في حديث أم حبيبة مرفوعاً» من صلى لله اثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته بنى الله له بيتاً في الجنة «وانظر إلى فضل قيام رمضان كما في حديث» ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه «وانظر إلى الفضل العظيم لقراءة القرآن للماهر به كما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله ?» الذي نقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة .... الحديث «وانظر إلى الفضل العظيم لركعتي الفجر القبلية فإنه فضل لا يدرك له شأن كما في حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعاً» ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها «"رواه مسلم" وانظر إلى الفضل الكبير في ركعتي الوضوء الوارد في حديث عقبة ? قال: قال رسول الله ?» ما من مسلم يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقوم فيصلي ركعتين مقبلاً عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة «"رواه مسلم" وفي حديث عثمان مرفوعاً» من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه «"متفق عليه" ولهما عن أبي هريرة ? أن رسول الله ? قال لبلال:» يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي الجنة، قال: ما عملت عملاً أرجى عندي من أني لم أتطهر طهوراً في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي «والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جداً لا تكاد تحصر، فالمندوب يرفع الله به درجات العبد يوم القيامة.

فهذه بعض الحكم الشرعية من تشريع النوافل ولله حكم في شرعه وأسرار لا يعرفها على وجه التفصيل إلا هو جل وعلا والله أعلى وأعلم

ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[22 - 05 - 09, 09:37 م]ـ

سـ36/ ما لقاعدة في المقارنة بين جنس المندوب والواجب؟ مع ذكر الفروع عليها؟

جـ/ أقول: القاعدة في ذلك تقول:- (المندوبات أوسع من جنس الواجبات) ومعناها أن يقال: إن الشريعة خففت في فعل المندوب، فأسقطت فيه ما لا يسقط في الواجب، وذلك لرغبة الشارع في أن يتكثر العباد من المندوبات ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، فتجاوزت الشريعة عن أشياء في المندوبات طالبت بها في الواجبات وأسقطت في المندوبات أركاناً هي من أركان الواجبات فلا يصح الواجب إلا بها والعلة في ذلك استحباب الشارع التكثير من المسنونات والاستزادة منها على حسب القدرة والطاقة، وهذه القاعدة قد نص عليها أبو العباس ابن تيمية وغيره من المحققين رحم الله الجميع رحمة واسعة ودليلها الاستقراء الكامل المفيد للقطع وبيان ذلك فيما يأتي:-

فمن أدلة ذلك:- جواز صلاة النفل قاعداً مع القدرة على القيام، ودليل ذلك حديث عائشة رضي الله عنها» أن النبي ? صلى ركعتين وهو جالس بعدما أوتر «"حديث صحيح" فهذا دليل على جواز النفل قاعداً ولو كان العبد قادراً على القيام، ولكن لا يأخذ الأجر كاملاً وإنما له نصف أجر القائم، لحديث» صلاة القاعد على نصف أجر صلاة القائم «"حديث صحيح" وفي حديث عامر بن ربيعة» رأيت رسول الله ? يصلي على راحلته حيث توجهت به يومئ برأسه ولم يكن يصنعه في المكتوبة «وكل ذلك دليل على أن جنس النفل أوسع من جنس الفرض وأنه يتسامح في النوافل ما لا يتسامح في الفرائض والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير