تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

السابع: أن العدل في الأمور الدينية من أعظم العدل فإذا كان الشارع قد سوى بين عملين فترك العمل بأحدهما دون الآخر من الظلم العظيم والعمل بهما من العدل المطلوب شرعاً والله ربنا أعلى وأعلم، فهذا شرح القاعدة من باب التنظير والاستدلال وأما فروعها فكثيرة وأذكر لك منها ما يلي:-

فمن ذلك: صفات التورك في التشهد الأخير في الصلاة التي لها تشهدان فإنه قد ورد على ثلاث صفات:

الأولى:- نصب اليمنى وفرش اليسرى وإخراجها من تحت ساق اليمنى والقعود بالمقعدة على الأرض وقد ثبتت هذه في حديث أبي حميد الساعدي ? في صفة صلاة النبي ? وفيه» فإذا كان في الجلسة الأخيرة قدم رجله اليسرى ونصب الأخرى وقعد على مقعدته «"رواه البخاري".

الثانية:- نفس الصفة الأولى ولكن بلا نصب لليمنى بل يفرشها على الأرض فرشاً أي يجعل جانبها الأيسر على الأرض مفروشاً، وقد ثبتت هذه الصفة في حديث أبي حميد أيضاً عند أبي داود في سننه وعند ابن خزيمة في صحيحه بسند صحيح بمجموع طرقه، قال أبو داود: حدثنا ابن قتيبة، قال حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن محمد بن عمرو بن جلحلة عن محمد بن عمرو العامري قال: كنت في مجلس - بهذا الحديث - قال فيه» فإذا قعد في الركعتين قعد على بطن قدمه اليسرى ونصب اليمنى فإذا كانت الرابعة أفضى بوركه اليسرى إلى الأرض وأخرج قدميه من ناحية واحدة «وكما ذكرت لك هو حديث صحيح.

الثالثة:- أن يفرش قدمه اليمنى على الأرض ويخرج رجله اليسرى بين فخذ اليمنى وساقها وقد ثبتت هذه الصفة في صحيح مسلم من حديث أبن الزبير أنه ? كان يجعل قدمه اليسرى بين فخذه وساقه ويفرش قدمه اليمنى. قال ابن القيم رحمه الله تعالى بعد سرده لهذه الصفات (ولعله كان يفعل هذا تارة وهذا تارة وهذا أظهر) ا. هـ. قلت وهو الحق لأن المستحب فعل المندوب على جميع صفاته والله ربنا أعلى وأعلم.

ومنها: رفع اليدين في الصلاة فإن السنة ثبتت باستحباب رفعها عند تكبيرة الإحرام وعند الركوع وعند الرفع منه وعند القيام من الركعتين، وهذا الرفع له صفتان:- إما أن يرفعهما إلى حيال أذنيه وإما أن يرفعهما إلى حذو منكبيه وكل ذلك قد ثبتت به السنة الصحيحة الصريحة، فعن ابن عمر ? قال:» رأيت رسول الله ? إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ... الحديث «"متفق عليه" وفي لفظ» كان رسول الله ? إذا قام للصلاة رفع يديه حتى تكونا حذو منكبيه «وعن مالك بن الحويرث ?» أن رسول الله ? كان إذا كبر رفع يديه حتى يحاذي بهما فروع أذنيه وإذا ركع رفع يديه حتى يحاذي بهما فروع أذنيه «قلت وهذا كله من السنة وجميع الصفات الواردة في ذلك صحيحه فيفعل هذا تارة وهذا تارة لأن المستحب فعل السنة على جميع صفاتها الواردة والله أعلم.

ومنها: الإشارة بالسبابة، فإنها قد وردت على صفات متعددة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال:» كان رسول الله ? إذا جلس في الصلاة، وضع يديه على ركبتيه ورفع إصبعه اليمنى التي تلي الإبهام فدعا بها ويده اليسرى على ركبته اليسرى باسطها عليها «"رواه مسلم" وفي لفظ» كان إذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى وقبض أصابعه كلها وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى «وعن وائل بن حجر ? في صفة صلاة النبي ? - وقال فيه -» ثم قعد فافترش رجله اليسرى ووضع كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى وجعل حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى ثم قبض ثنتين من أصابعه وحلق حلقة ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها يدعو بها «"رواه أحمد والنسائي وأبو داود" وكل ذلك من السنن الواردة، ففعل الجميع هو السنة لأن المستحب إذا تنوع فالمستحب فعل المستحب على جميع وجوهه والله أعلم.

ومنها: اعلم رحمك الله تعالى أن من السنة أحياناً زيادة لفظ (وبركاته) عند السلام على جهة اليمين فقط فتفعل أحياناً وتترك أحياناً ودليل ذلك حديث وائل بن حجر ? قال:- صليت مع النبي ? فكان يسلم عن يمينه» السلام عليكم ورحمة الله وبركاته «وعن شماله» السلام عليكم ورحمة الله «"رواه أبو داود وهو حديث صحيح" فالسلام من الصلاة عن جهة اليمين قد ورد على صفتين، بهذه الزيادة وبدونها والكل سنة فيفعل هذا تارة وهذا تارة لأن الأفضل فعل المستحب على جميع صفاته الواردة والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير