2 - وعن أنس رضي الله عنه: " أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة إلى القبور " أخرجه ابن حبان (ح 343).
3 - وعن عائشة رضي الله عنها: أن أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهما ذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً وصورا فيه تلك الصور، فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة " أخرجه البخاري (1/ 523) ومسلم (528).
4 - وعن عائشة وابن عباس رضي الله عنهما قالا: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: " لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "، قالت عائشة: " يحذر ما صنعوا " أخرجه البخاري (1/ 532) ومسلم (531).
5 - وعنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " قالت: " فلولا ذاك أبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً " البخاري (3/ 200) ومسلم (529).
6 - وعن جندب بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قبل موته بخمس: " ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك " أخرجه مسلم (532).
7 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد " رواه أحمد (ح 4143، 4342).
8 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم لا تجعل قبري وثناً، لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " رواه أحمد (2/ 246).
9 - وعن عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" (رواه مالك في " الموطأ" (1/ 172) مرسلاً).
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في " إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان " (1/ 143 - 154):
(ومن أعظم مكايده التي كاد بها أكثر الناس، وما نجا منها إلا من لم يرد الله تعالى فتنته، ما أوحاه قديماً وحديثاً إلى حزبه وأوليائه من الفتنة بالقبور، حتى آل الأمر فيها إلى أن عُبد أربابها من دون الله وعبدت قبورهم واتخذت أوثاناً، وبنيت عليها الهياكل وصورت صور أربابها فيها، ثم جعلت تلك الصور أجساداً لها ظل ثم جعلت أصناماً وعبدت مع الله تعالى.
وكان أول هذا الداء العظيم في قوم نوح، كما أخبر سبحانه عنهم في كتابه حيث يقول: (وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً وقد أضلوا كثيراً).
قال غير واحد من السلف: " كان هؤلاء قوماً صالحين في قوم نوح عليه السلام، فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم ").
قال ابن القيم: (فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين: فتنة القبور، وفتنة التماثيل، وهما الفتنتان اللتان أشار إليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته عن عائشة رضي الله عنها: أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة …) وذكر الحديث، ثم قال: (فجمع في هذا الحديث بين التماثيل والقبور. وهذا كان سبب عبادة اللات. فروى ابن جرير بإسناده عن سفيان عن منصور عن مجاهد قال: " كان يلت لهم السويق فمات فعكفوا على قبره ".
وكذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما: " كان يلت السويق للحجاج ".
فقد رأيت أن سبب عبادة ود ويغوث ويعوق ونسر واللات إنما كان من تعظيم قبورهم ثم اتخذوا لها تماثيل وعبدوها).
¥