تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - والإيمان بالقرآن، وهو الإيمان بأنه كلام الله ووحيه المنزل على عبده ورسوله، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنه القول الفصل ليس بالهزل، خبره صدق وحكمه عدل. فكفر المخالف بذلك كله، فكذب خبره صدق ونقض حكمه، وحرف الكلم عن مواضعه وعكس دلالاته.

فسور القرآن كلها من "الفاتحة" إلى "الناس" تقرر مسائل الإيمان والتوحيد، والمخالف نقضها من أسها، بالتكذيب تارة والتحريف تارة أخرى.

جاء في سورة "الفاتحة" قول الله تعالى: (الحمد لله رب العالمين) وفي " الأنعام ": (قل أغير الله أبغي رباً وهو رب كل شيء) وفي "مريم" (رب السموات والأرض وما بينهما) وفي "الناس" (قل أعوذ برب الناس) إلى غير ذلك من الآيات والسور التي دلت على توحيد الخالق جل وعلا في ربوبيته.

فكذب المخالف قول الله في كتابه وزعم أن المخلوق هو "رب الحور، رب الجمال، غياث الخلق، غوث من في الخافقين، ذو الفضل والجود والإحسان في البر والبحر، معنى الوجود، منبع الكرم والجود، رأس الأمر وساسه .. ".

وجاء في سورة "الفاتحة" قول الحق سبحانه: (الرحمن الرحيم) وفي "الأعراف": (ورحمتي وسعت كل شيء) وفي "الأنعام": (وربك الغني ذو الرحمة) وفي "فاطر" (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها).

فنقض المخالف قول الله وزعم أن أصل كل رحمة تصعد أو تنزل مما يخص ويشمل، هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.

*وجاء في سورة "الفاتحة" قول الله عز وجل: (إياك نعبد وإياك نستعين) وفي سورة "النساء" (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً) وفي "الزمر" (بل الله فاعبد وكن من الشاكرين).

فكفر المخالف بذلك كله وقال: " تَوجَّه رسول الله في كل حاجة لنا ومهم في المعاش وفي القلب ".

وقال: "يا سيدي إني رجوتك"، "فأقل عثار عُبيدك"، "واقمع باغضيه بحولك .. ".

وقال: "يا رسول الله عجل سيدي بزوال البؤس .. " "عجل بإذهاب الذي أشتكي " "لك وجهت وجهي" "يا منتهى أملي وغاية مطلبي" "نقبل الترب إجلالاً لساكنه" "فقرى الواقف ببابه الشريف كقرى الواقف بعرفات" ..

*وجاء في سورة "النور" قول الله تعالى: (الله نور السموات والأرض) وفي سورة "الزمر" (وأشرقت الأرض بنور ربها).

فنقض المخالف قول الله بقوله: "بنور رسول الله أشرقت الدنا، ففي نوره كل يجيء ويذهب".

وقوله: "أنت سر الله والنور الذي، سار موسى نحوه في طور سين".

3 - ثم الإيمان بالرسول: يقتضي محبته وطاعته واتباع سنته والتحاكم إليها وتقديمها على ما سواها من الأحكام والمذاهب والآراء.

أ- ولا يتم هذا الإيمان إلا بالتأدب بكل الآداب التي ذكرها الله في القرآن، ورأس الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم: كمال التسليم له والانقياد لأمره، وتلقي خبره بالقبول والتصديق، وأن لا يقدم عليه آراء الرجال وزبالات أذهانهم مهما علت مقاماتهم، ولا يحاكم إلى غيره ولا يرضى بحكم غيره ولا يرضى بحكم غيره ولا يعرض قوله وحكمه على قول شيخه وإمامه ومذهبه فإن وافقه قبله وإن خالفه حرفه وأوله والتمس له ألف مخرج.

*ومن الأدب معه صلى الله عليه وسلم أن لا يتقدم بين يديه بأمر ولا نهي ولا إذن ولا تصرف حتى يأمره هو وينهى ويأذن، كما قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) وهذا باق إلى يوم القيامة لم ينسخ، فالتقدم بين يدي سنته بعد وفاته كالتقدم بين يديه في حياته.

*ومن الأدب معه، أن لا ترفع الأصوات فوق صوته فإنه سبب لحبوط الأعمال، فما الظن برفع الآراء ونتائج الأفكار على سنته وما جاء به؟

أترى ذلك موجباً لقبول الأعمال، ورفع الصوت فوق صوته موجب لحبوطها؟ تلك إذاً قسمة ضيزى.

*والكلام على الآداب المفروضة على الأمة تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مما لا يسعه هذا الموضع لجلالته وعظيم نفعه، إذ هو الدين كله، فمن أين للخلق أن يعرفوا ربهم وأن يعبدوه ويتقربوا إليه بمحابه ويتجنبوا سخطه وغضبه إلا عن طريق الرسول صلى الله عليه وسلم؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير