تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- ولم تنل بعض المكونات الماديّة للمخطوط حظًا وافيًا في تناول المؤلف؛ ففي حين تناولَ الموادَّ التي يُكتب عليها وفصّلَ في أنواعها وتطوّرها تفصيلًا مقبولًا، اكتفى بالإحالة إلى المصادر والمراجع فيما يتَّصلُ بالمداد وصَنْعة التَّجليد. هذا بينما خلا الفصل من الكلام عن الخطوط، مع أنّها من أهم مباحث العلم – كما صرّح -، وإن كان قد أشار إلى أنه سيتحدث عنها. أمّا فنون المخطوط، فكُنَّا نأمُلُ من المؤلف الفاضل أن يُفصِّلَ فيها القول وأن يوقِفَنا على ما تُقدِّمُهُ للمتخصص في المخطوطات من توثيقٍ أو غيره بالإضافة إلى ما تقدمه للفنان ومؤرّخ الفن، لا سيما وقد نبَّهَ إلى أنه لا يكفي للمفهرس أن يقول إنَّ بالنّسخة زخارفَ ملوّنة ومذهّبة دون تحديد هذه الزخارف وأشكالها، وهي مسألةٌ تحتاج إلى تفصيل وتمثيل، ليتضح المطلوب من المفهرس.

* وأمّا فصل التوثيق والتقييم: فهو بحثٌ جديرٌ بالإعجاب، لا سيما مبحث التقييم، الذي يُعَدُّ مبحثًّا رائدًا في بابه،

وإنِّي أرجو من المؤلف الكريم أن يُتحفنا في طبعةٍ قادمةٍ من الكتاب ببسط القول فيه، وأنْ يَعرِضَ لتطبيقات تقييم

النُّسخ وتحديد منازلها، ودراسة تواريخ النَسْخ والمعارضة، وعلاقات النُّسَخ بعضها ببعض.

* في ص 117: يرى المؤلف أنَّ الهدف الرئيس من تصوير المخطوطات هو الحفاظ على الأصول الخطيّة، وتداول المصوَّرات بين الباحثين بدلًا من النُّسَخ الأصليّة، وكذلك توفير الحيز في بعض المكتبات. وأُشيرُ إلى أنّه يدخل ضمن هدف الحفاظ على الأصول: توفير نسخ بديلة من الأصول تحسُبًا لتلَفِها أو فقدِها، وهذا يتحقق أفضل ما يتحقق في التّصوير الرقميّ.

- والرأي عندي في مسألة إتاحة المخطوطات الأصليّة للباحثين، أن تكون القاعدة أنّهُ لا يُسمحُ للباحث بمباشرة المخطوط الأصليّ إلا تحت رقابة مباشرة من المسئول، بعد تزويده بالإرشادات اللازمة، وهذه المباشرة ليست للقراءة والاطلاع، وإنّما لاعتبار النسخة وتاريخها، والاستيثاق من النّصوص المُشْكِلَة، وأمّا المتخصّص في علم المخطوطات لا سيما صناعة المخطوط، فيجب أن يُعطى وضعية خاصة. ولعلَ هذه المسألة تُنبّهُ إلى ضرورة الإسراع في صياغة ترتيبات تنظيميّة لحفظ المخطوطات وإتاحتها، تتفق عليها مكتبات المخطوطات، والبحثِ عن آليات تنفيذها والإلزام بها، وكذلك صياغة تشريعات قانونيّة مُلزمة للأفراد والجهات بشأن تداول المخطوطات وحفظها وإتاحتها.

- وأُوكِّدُ ضرورة الاستفادة من التقنيات الحديثة، من قِبَل مكتبات المخطوطات، ومن قِبَل المحققين والباحثين؛ كالحاسب الآلي، ووسائطه كالتصوير الرقمي والماسحات الضوئيّة المتطورة، وأنظمة البرمجة والتحليل والتصنيف، وذلك للاستفادة ممّا تتيحه هذه الأداوت الحديثة من آفاق رَحْبَةً لدراسة المخطوط. فلم يَعُد مقبولًا تأخُّر مكتبات المخطوطات في نقل مصورات مقتنياتها عبر التصوير الرقمي والماسحات الضوئيّة، وإتاحتها للباحثين بدلًا من مصورات المصغرات الفيلمية، كما لم يَعُد مُستساغًا أن تستمر بعثات تصوير المخطوطات في التصوير الميكروفيلمي، نابذةً التصوير الرقمي المتطور، هذا التصوير الذي يوفّرُ نسخًا طبق الأصل من المخطوطات، بألوانها الطَبَعيَّة، من مدادٍ وزخارفَ وصورٍ، بدرجة عالية من الوضوح والدِّقة. كما تتيح برامج الصور المتخصصة للمحققين والمفهرسين إمكانيات متقدمة من تحسين صورة المخطوط، كتكبير الحجم، وتحسين درجة الوضوح والنقاء، وكثافة الظِّل وتركيز اللون ... إلخ، مما يمكن معه أن يُؤثِّرَ في قراءة النّص المخطوط صوابًا وخطأً. فإذا كان التّحقيق هو قراءة النّص وتأديَتُهُ» على الوجه الذي أراده عليه مؤلِّفُهُ، أو على وجهٍ يَقْرُبُ من أصله الذي كتبَه عليه مؤلِّفُهُ «، فهذا يعني أنَّ استخدام هذه التقنيات – ما تيسرت- ليس أمرًا اختيارًا، بل لا نبعُدُ إن قُلنا أنّه لا يَصحُ بعد الآن إخراج تحقيق أو فهرسة لا تعتمدُ على هذه التقنيات، وعلى الأقل فيما يُشْكِلُ من النّصوص، فتراثنا المخطوط لم يَعُد يحتملُ أي مخاطرة، سواء لمادته أو لمضمونه.كما أقترحُ على مراكز المخطوطات التي تستخدم هذه التقنيات أن تُوفِّرَ نسختين: نسخة طبق الأصل، ونسخة مُعدَّلة مُحسَّنة، وذلك حفاظًا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير