تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

على صورة المخطوط الأصلي، وتجنبًا لأي خطأ فني.

* وفي ص 121 – 123: عرَض المؤلف لأهميّة توفير قواعد بيانات لنصوص المخطوطات، تُمكِّنُ الباحثَ من البحث عن أي جزئية من محتوياتها، واسترجاعها، وأفاد أنّ هذا يستلزم أنْ يكون النصّ (مهيكلًا). وأشار إلى أنّ الطريق أمام تحقيق هذا الهدف ما زال محفوفًا بالمخاطر والعقبات، في ظل الحرص على الاحتفاظ بشكل المخطوط وصفحاته وملامحه بدون أي تدخُّل أو تعديل. وطرَحَ تساؤلًا مفاده: هل الفائدة التي يُمكن أنْ نجنيها من تكشيف نصوص المخطوطات تتناسب مع الجَهد الذي سيبذل فيها؟ ... إلى آخر ما سطرته يمينُهُ، جزاه الله خيرًا.

وقد مَنَّ اللهُ علينا أخيرًا بتجربة رائدة في هذا المجال، تجاوزت هذه الإشكالات – فيما أرى -، بل أرْبَتْ على الهدف المذكور، هذه التجربة هي تجربة» الشركة العربيّة لتقنية المعلومات «في برنامجها» إكمال الحِرْفَةِ في إتقان التُّحْفَةِ «، حيث أتاحَ البرنامجُ نصّ تحفة الأشراف للحافظ المزيّ مُدقّقًا محققًا على جملة من مخطوطاته، وهو ما عبَّروا عنه بالتزاوج بين صناعة التّحقيق وصناعة البرمجة، كما أتاحَ المخطوطاتَ ذاتها، ثمّ ربَطَ بين هذه المخطوطات وبين النّص المحقق، بحيث يستطيعُ المتصفحُ بإشارة من النّص المحقّق، الانتقال إلى الجزء المقابل له في المخطوطات، والعكس. وفي رأيي أن هذه التّقنية أفضل ما تحقَّقَ من تقنيات التعامل مع النّص العربيّ المخطوط - فيما أعلم -، بما تُتيحُهُ للقارئ من مُشاركةٍ للمحقّق في عمله وقراءته للأصول المخطوطة، فبها يستطيع مقابلة ما يُشْكِلُ عليه على المخطوط، ويتثبّت من صحّة النّص المحقّق. وأَحسبُ هذا البرنامج إرهاصةً لنقلةٍ نوعيّةٍ في حركةِ نشرِ التّراثِ وتحقيقِهِ، بحيث لم يعُد النّشر الإلكترونيّ للتراث مجرد ناقلٍ للنّصوص من وعاءٍ إلى آخر، أو أداة تكشيف مساعدة للمطبوع فحسب، وإنَّما صار وعاءً جديدًا صالحًا لتحمُّلِ التّراث المحقّق الموثَّق، كما لم تعُد مطالعة الأصول المخطوطة حِكْرًا على المحقّقين، ولا المعارضة والمقابلة على هذه الأصول كذلك. وهذه خطوة نرجو أن تتبعها خطوات.

* وفي ص 128 - 129: أشار المؤلفُ الفاضل إلى استخدام العرب القدماء و المعاصرين لكلمة (فهرس) للدلالة على مفاهيم مكتبيّة متغايرة؛ فقديمًا كان المراد بها إما حصر مقتنيات مكتبة معيّنة، أو حصر إنتاج مؤلِّفٍ معينٍ أو موضوعٍ معينٍ ... إلخ، وفي العصر الحديث تُستخدم أحيانًا – إضافةً للدلالة الأولى - للدلالة على محتويات الكتاب، وأحيانًا بديلا عن كلمة الكشاف ( Index ) . وعدَّهُ المؤلف ذلك خلطًا في المفاهيم مرفوضًا علميًا، وإنْ اعتذرَ عن سلفنا. وفي نظري أن الأمر يسير، لا سيما والمعجم يسمحُ بهذه الدلالات جميعا، والسياق كافٍ لنفي أي لبس أو اختلاط في المفاهيم، مع إقراري بأفضليّة تحديد المصطلحات، والله أعلم.

* في ص 145 - 148: يعرِضُ المؤلفُ بطاقتَه المقترحة لفهرسة المخطوطات، بعد عرضه لجملة من الاجتهادات في هذا الصَّدد. وبطاقته هذه أعُدُّها أمثل المحاولات، لإحاطة عناصرها بخصائص المخطوط المادّيّة والمعنويّة، وخلوها من أغلب المؤاخذات، إلا أنّي أحبُ أن أسجِّلَ عليها بعض الملاحظات:

- عرَّف المؤلف المقابلات بقوله:» أي المقابلة على الأصل «، ولم يحدّد مقصوده من» الأصل «، هل هو مقتصرٌ على أصل المؤلف فقط؟ والصحيح – فيما أرى - أن أي مقابلة يحتويها المخطوط تستحق التسجيل، ولو كانت على فرع متأخر، والله أعلم.

- ذكرَ المؤلف في بيانات التملكات والتوقيفات أن على المفهرس تسجيل أقدم تملكين وتوقيفين، ولعل الأولى أن تتسع البطاقة لتشمل كذلك التملكات والتوقيفات التي قُيدت من قبل علماء معروفين، وأن تتسع أيضًا لتشمل المطالعات.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير