تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخبرني أحمد بن محمد العنبري حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: سمعت شعبة يقول: كنت أنظر إلى فم قتادة فإذا قال حدثنا كتبت وإذا لم يقل لم أكتب.

فأما أهل الكوفة فمنهم من دلس ومنهم من لم يدلس وقد دلّس أكثرهم، والمدلسون منهم: حماد بن أبي سليمان وإسماعيل بن أبي خالد وغيرهما.

فأما الطبقة الثانية مثل أبي أسامة حماد بن أسامة وأبي معاوية محمد بن خازم الضرير وغيرهما فإن أكثرهم لم يدلسوا.

سمعت أبابكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد سمعت أحمد بن سلمة سمعت أبا عبيدة بن أبي سفيان يقول: كنا عند أبي سلمة فقال: قال يحيى بن سعيد، فقال له رجل: أذكر الخبر، فقال: أتروني أني أدلس لكم والله لأن أعفى عن مجلسي هذا أحب إليَّ من مائة ألف حديث، حدثني يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري عن سعيد بن المسيب بن حزن القرشي.

وأخبار المدلسين كثيرة وضبط الأئمة عنهم ما لم يدلسوا، وما لم يدلسوا ظاهر في الأخبار.

(القسم الثالث من الصحيح المختلف فيه)

خبر يرويه ثقة من الثقات عن إمام من أئمة المسلمين فيسنده ثم يرويه جماعة من الثقات فيرسلونه.

ومثال ذلك حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر) هكذا رواه عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير وهو ثقة وقد وافقه سائر أصحاب سعيد بن جبير عنه، وهذا قسم مما يكثر ويستدل بهذا المثال على جملة من الأخبار المروية هكذا.

هذه الأخبار صحيحة على مذهب الفقهاء فإن القول عندهم قول من زاد في متن الاسناد إذا كان ثقة.

فأما أئمة الحديث فإن القول فيها عندهم قول الجمهور الذين أرسلوه لما يخشى من الوهم على هذا الواحد لقوله صلى الله عليه وسلم (الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد).

(القسم الرابع من الصحيح المختلف فيه)

رواية محدث لا يعرف ما يحدث به ولا يحفظه كأكثر محدثي زماننا فإن هذا القسم يحتج به عند أكثر أهل الحديث، وأما مالك وأبو حنيفة رحمهما الله فلا يريان الحجة به.

أما الرواية فيه عن أبي حنيفة

فحدثناه أبو أحمد محمد بن أحمد بن شعيب العدل حدثنا أسد بن نوح الفقيه حدثنا أبو عبد الله محمد بن مسلمة عن بشر بن الوليد عن أبي يوسف عن أبي حنيفة أنه قال: لا يحل للرجل أن يروي الحديث إلا إذا سمعه من فم المحدث فيحفظه ثم يحدث به.

وأما الرواية عن مالك

فحدثناه أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب حدثنا أبو حاتم الرازي جدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا معن بن عيسى قال سمعت مالك بن أنس يقول: لا يؤخذ العلم ممن لا يعرف ما يحدث به، قال مالك: ولقد أدركت بهذه المدينة أقواما لهم فضل وصلاح ما أحدث عن واحد منهم حرفا، قيل: ولم يا أبا عبد الله؟ قال: لأنهم كانوا لا يعرفون ما يحدثون.

(والقسم الخامس من الصحيح المختلف فيه)

روايات المبتدعة وأصحاب الاهواء فإن رواياتهم عند أكثر أهل الحديث مقبولة إذا كانوا فيها صادقين.

فقد حدث محمد بن إسماعيل البخاري في الجامع الصحيح عن عباد بن يعقوب الروانجي، وكان أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: حدثنا الصدوق في روايته المتهم في دينه عباد بن يعقوب، وقد احتج البخاري أيضا في الصحيح بمحمد بن زياد الألهاني وجرير بن عثمان الرحبي وهما مما اشتهر عنهما النصب، واتفق البخاري ومسلم على الاحتجاج بأبي معاوية محمد بن خازم وعبيد الله بن موسى وقد اشتهر عنهما الغلو وإنما جعل هؤلاء مثالا للآخرين.

فأما مالك بن أنس فإنه يقول:

لا يؤخذ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه ولا من كذاب يكذب في حديث الناس وإن كنت لا تتهمه أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير