تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال أبو القاسم الكَعْبي (3): "المعتزلة مجمعةٌ على أنَّ الله جلَّ ذكره شيءٌ لا كالأشياء، وأنَّه ليس بجسمٍ ولا عرَضٍ، بل هو الخالق للجسم والعَرَض، وأنَّ شيئاً من الحواس، لا يُدركه في دنيا ولا آخرة، وأنَّه لا تحصره الأماكن، ولا تحدُّه الأقطار، بل هو الذي لم يزل ولا مكان، ولا زمان، ولا نهاية ولا حدٍّ، ثمَّ خلق ذلك أجمع وأحدثه مع سائر ما خَلَق، لا من شيءٍ، وأنَّه القديم وكلُّ ما سواه محدثٌ، وهذا هو التَّوحيد".

وقالت الجَهْميَّة (4): لا يجوز أن يُوصَف الباري - تعالى - بصفةٍ يُوصف بها خلقه لأنَّ ذلك يقضي تشبيهاً.

وذكر الغزالي التَّنزيه كأوَّل قاعدةٍ من قواعد العقائد فقال (5): ((التَّنزيه: وأنَّه ليس بجسمٍ مُصوَّر، ولا جوهر محدود مقدر، وأنَّه لا يماثل الأجسام لا في التَّقدير، ولا في قبول الانقسام، وأنَّه ليس بجوهرٍ ولا تحلُّه الجواهر، ولا بِعَرَضٍ ولا تحلُّه الأعراض، بل لا يماثِلُ موجوداً، ولا يماثِلُه موجودٌ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ولا هو مثل شيءٍ)).

وقرَّر الّلقَّاني (6) في منظومته أن:

وكلُّ نَصٍّ أوهم التُّشْبِيها أوِّله أو فَوِّض ورُمْ تَنْزِيها.

(2) قد يظهر في بعض المقولات ألفاظٌ، أو أقوال لا ارتضيها ولا تنبغي أن تُقال، ولا تعني عدم الإشارة إليها الموافقة عليها، لأنِّي بصدد ذكر نقول، لا بصدد تقدها وبخاصَّةٍ إذا كان النَّقل من مصدرٍ.

(1) فضل الاعتزال: 140.

(2) سورة الشورى: 11.

(3) ذكر المعتزلة من مقالات الإسلاميين:63 ضمن فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة.

(4) انظر: الشهر ستاني - الملل والنحل: 86 دار الفكر - بيروت، تحقيق: عبد العزيز الوكيل.

(5) إحياء علوم الدين:1/ 90

(6) هو إبراهيم بن إبراهيم الّلقاني برهان الدين، مصري مالكي، له مصنفات منها ((جوهرة التوحيد)) و ((بهجة المحافل في التعريف برواة الشمائل)) وغير ذلك توفي سنة (1041هـ/1631م)

انظر ترجمته: المحبي -خلاصة الأثر:/6 - 10القادري -التقاط الدرر: 92 تحقيق: هاشم العلوي القاسمي،ار الآفاق الجديدة - بيروت، ط الأولى 1403هـ/19803، ونشر المثاني: 1/ 156، والزركلي - الأعلام:1/ 28.

وقال شارحاً عقب ذلك (7): ((أي اقصد واعتقد مع تفويض علم ذلك المعنى (تنزيهاً) له - تعالى - عما لا يليق به، فالسَّلف ينزِّهونه - سبحانه - عمَّا يوهمه ذلك الظاهر من المعنى المحال، يُفوِّضُون علم حقيقته على التَّفصيل إليه تعالى، مع اعتقاد أنَّ هذه النُّصوص من عنده سبحانه، فظهر ممّا قرَّرنا اتِّفاق السَّلف والخَلف على تنزيهه - تعالى - عن المعنى المحال .. )).

وإلى هذا ذهب الباجُوري (1) كذلك فقال عند شرحه جملة (ورُمْ تَنْزِيها) (2): ((اقصد تنزيهاً له تعالى عمّا لا يليق به)).

وقال القُشيريُّ (3) في بيان اعتقاد الصُّوفِيَّة (4): ((اعلموا -رحمكم الله - أنَّ شيوخ هذه الطَّائفة، بنوا قواعد أمرهم على أصول صحيحةٍ في التَّوحيد صانوا بها عقائدهم عن البِدع، ودانوا بما وجدوا عليه السَّلف وأهل السُّنَّة من توحيدٍ ليس فيه تمثيلٌ ولا تعطيلٌ)).

وقال الصَّابُوني (5) - في بيان عقيدة أصحاب الحديث (4) -: "أصحاب الحديث، حفظ الله أحياءهم ورحم أمواتهم، يشهدون لله تعالى بالوحدانيَّة، وللرسول - صلّى الله عليه وسلّم -

(7) شرح جوهرة التوحيد: 132 تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد.

(1) هو ابراهيم بن محمد بن احمد الباجوري او البيجوري، شيخ الجامع الأزهر، تفرع للتأليف فوضع كتبا عديدة في التوحيد والفقه والمنطق والتصريف، ومن مصنفاته "شرح جوهرة التوحيد" للقاني، توفي سنة (1277هـ/1860م)

انظر ترجمته: خليل مردم بك - اعيان القرن الثالث عشر: 160، قدم له: عدنان مردم بك، مؤسسة الرسالة - بيروت، ط الثانية 1977م، والبغدادي - هدية العارفين:1/ 41، والزركلي - الأعلام: 1/ 71.

(2) شرح جوهرة التوحيد: 170.

(3) هو الامام ابو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري الخراساني النيسابوري، الصوفي المفسر، صاحب الرسالة" وغيرها من التصانيف توفي - رحمه الله - سنة: (465هـ/1072م)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير