انظر ترجمته: الخطيب - تاريخ بغداد: 11/ 83، والسمعاني - الأنساب: 4/ 503 وابن عساكر - تبين كذب المفتري: 271 - 276، والصرينيني - المنتخب من كتاب السياق: 365 رقم (1104) وابن خلكان - وفيات الاعيان: 3/ 205 - 208، والزهبي - سير أعلام النبلاؤ: 18/ 227 والمنادي - "الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية":1/ 629 - 630، تحقيق: د. عبد الحميد صالح حمدان، المكتبة الأزهرية للتراث - القاهرة
(4) الرسالة القشيرية: 3، دار الكتاب العربي - بيروت، دون تاريخ.
(5) هو الامام ابو عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن بن احمد النيسابوري الصابوني، محدث مفسر، له عدة مصنفات منها "عقيدة السلف" توفي سنة (449هـ/1057م)
انظر ترجمته: السمعاني - الأنساب: 3/ 506، الحموي - معجم الأدباء 7/ 16 - 19 ولاصريفيني - المنتخب: 138 - 141، والذهبي-: سير اعلام النبلاء:18/ 40 - 44. والسبكي - طبقات الشافعية: 4/ 271 - 292، والداوودي - طبقات المفسرين: 1/ 107 - 108.
بالرِّسالة والنُّبوَّة، ويعرفون ربَّهم - عزَّ وجل - بصفاته التي نطق بها وحيه وتنزيله، أو شهد له بها رسوله - صلّى الله عليه وسلّم - على ما وردت الأخبار الصِّحاح به، ونقلته العدول الثِّقات عنه، ويُثبتون له - جلَّ جلاله - ما أثبت لنفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله - صلَّى الله عليه وسلم - ولا يعتقدون تشبيهاً لصفاته بصفات خلقه، فيقولون: إنَّه خلق آدم بيده، كما نصَّ سبحانه عليه في قوله - عزَّ من قائل -: {يا إبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (1) ولا يحرِّفُون الكلام عن مواضعه بحمل اليدين على النِّعمتين، أو القُوَّتين تحريف المُعتزلة الجهميَّة - أهلكهم الله -، ولا يُكيِّفُيونَهما بكيفٍ، أو تشبيههما بأيدي المخلوقين، تشبيه المشبِّهة - خذلهم الله -وقد أعاذ الله - تعالى - أهل السُّنَّة من التَّحريف والتَّكييف، ومَنَّ عليهم بالتَّعريف والتَّفهيم، حتى سلكوا سُبل التَّوحيد والتَّنزيه، وتركوا القول بالتَّعليل والتَّشبيه، واتَّبعوا قول الله - عزَّ وجل - {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وهُو السَّميع البَصير} (2))).
فهذه النُّقول تبيِّن أنَّ أغلب الفِرق تقول بالتَّنزيه، ولكنَّنا عند التَّطبيق نجد اختلافاً وتنافُراً بين ما سلكوه عملياً وما ارتضَوه نظرياً، وذلك لأنَّ كل فرقةٍ ترى التَّنزيه بمنظارها ووفق أصولها، حتَّى عُدَّ التأويل تنزيها!! ونفى الصِّفات تنزيهاً!! في اختلافٍ كبيٍر ليس هذا محلّه (3).
وبناءً على ذلك فقد رأت كلُّ فرقةٍ كلَّ حديثٍ يُناقض أصولها مناقضاً للتَّوحيد والتَّنزيه، فردَّت بذلك أحاديث كثيرةً، دون وجه حقٍّ، وقد كان هذا الرَّدُّ صريحاً عند بعضهم، وغير صريحٍ عند آخرين، وبخاصَّةٍ في الأحاديث التي تتعلَّق بالصِّفات، إذ هي الأكثر إثارةً للجدل في تاريخ الفكر الإسلامي.
ولسوف اتعرَّض لنماذج من الأمثلة، وهي كثيرةٌ متعدِّدةٌ، لا أستطيع استيعاب ولو نسبةٍ ضيئلةٍ منها، وما سأذكره يندرج تحته مثيله ونظيره، ومن النَّماذج:
(4) عقيدة السلف اصحاب الحديث: 12 - 13، الدار السفية - الكويت، ط الثانية: 1399هـ/1979م.
(1) سورة ص: 75.
(2) سوةر الشوري: 11.
(3) انظر بسط هذا عند: د. راجح الكردي - علاقة صفات الله تعالى بذاته: 165 - 181 و 183 - 208 دار العدوي للتوزيع والنشر - عمان، ط الأولى 1400هـ/1980م.
أوّلاً: تنزيه الله عن الجسميَّة ومتعلّقاتها: لقد وردت آياتٌ وأحاديثُ كثيرةٌ تثبت لله تعالى بما يُوهم الجسمية ومُشابهة المخلوقات، كالعين، واليدين، والوجه، ومن الأحاديث الأصابع، القدم، النَّزول، ... إلخ.
فالمعتزلة يقتصرون على ما نطق به القرآن، ويرفضون ما جاءت به السُّنَّة من هذا القبيل ثمَّ يَعمَدُون إلى النُّصوص القرآنيّة، فيصرفونها عن ظاهرها.
أمَّا أهل السُّنَّة فيؤمنون بما جاءت به الآيات والأحاديث، دون تأويلٍ أو تحريفٍ أو تعطيلٍ، وقد جعل البعض لفهم أهل السنَّة ومن يلتحق بهم لهذه الأحاديث منهجين:
منهج السَّلف: وهو الإيمان بما ورد في هذه النُّصوص، وإثباته مع تفويض كيفيته إلى الله تعالى.
منهج الخلَف: وهو تأويل ما يوحيه ظاهر النُّصوص ليتَّسق مع تنزيه الله عن الجسميَّة والجارحة.
¥