تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال:" وبيَّن رحمه الله - أي أبو علي - أنَّ قولهم هذا أدَّاهم إلى التَّصديق بأخبارٍ رووها، نحو " إنَّ ربَّ العالمين يتجلَّى لعبادهِ يوم القِيامة ويكشِف عن ساقِهِ، ويقول: أنا ربُّكم فيقولون: نعوذ بالله منك (1) " إلى غير ذلك مما يدخل في باب السُّخف.

وأقرب ما روي في ذلك، أنَّ النَّبيَّ - صلّى الله عليه وسلّم- قال (2):" تَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ القَمَرَ لَيْلَةَ البَدْرِ، لا تُضَامُّون في رُؤْيَتِهِ " وقد قال أصحابنا:إنَّ خبر الواحد لا يُقبل في مثل ذلك، وإنَّما يقبل خبر الواحد فيما طريقه العمل.

(6) فضل الاعتزال: 158.

(7) سورة القيامة: 22.

(1) لم أجد الحديث بهذا السِّياق، وإنَّما هو تلفيقاتٌ من ألفاظٍ متعدِّدةٍ جاءت في سياقٍ آخر من حديث أبي سعيد االُخْدريِّ، وفيه كما في رواية مُسلمٍ أنَّ الله يأتيهم في أدنى صورةٍ رأوه فيها، ويقول أنا ربكم، فيقولون نعوذ بالله منك، لا نشرك بالله شيئاً - مرَّتين أو ثلاثاً - حتَّى إنَّ بعضهم ليكاد أن ينقلب، فيقول: هل بينكم وبينه علاقة تعرفونه بها، فيقولون: نعم، فيكشف عن ساقٍ .... ،انظر: مُسلم،الإيمان /باب معرفة طريق الرواية:1/ 168 - 169 رقم (183)، وهو عند البُخاريِّ لكن دون قولهم: نعوذ بالله منك.

(2) هذا الحديث مرويٌّ عن عددٍ من الصَّحابة، وأُشير هنا إلى رواية أبي سعيدٍ فحسب، وأُحيل على الكتب المتخصِّصة في جمع طرق هذا الحديث، والتي بينتها بعد صفحاتٍ.وحديث أبي سعيد رواه البُخاريُّ،التفسير/سورة (41) باب8: 5/ 179ومُسلمٌ - كما مرَّ - وأخرجه أحمد في " المسند ":3/ 16، وابن ماجه،مقدمة /فيما أنكرت الجهمية:1/ 63 - 64 رقم (179)، والدَّارمي في " الرَّد على الجهميه ": 299 - 300، مطبوع ضمن عقائد السَّلف، وابن أبي عاصم في "السنة ":1/ 196،199، وابن خُزيمه في "التوحيد": 172،173 وغير ذلك، وأبو يَعْلى في " المسند ": 1/ 469 رقم (1002)، وأبو عُوانه في " المسند ": 1/ 166،168 وابن حِبَّان في " الصحيح " كما في " الإحسان " 16/ 450 - 452 رقم (7429) والآجرّي في " التَّصديق بالنظر إلى وجه الله "ضمن "الشَّريعه": 260 - 261، والداّرقُطني في" الرؤية ": 91 - 111، وابن مَنْده في "الإيمان ":2/ 776 فما بعدها رقم (816) وابن النَّحاس في "الرؤيه": رقم (7،8)، والبَيْهقيُّ في " الأسماء والصفات " 3، و"الاعتقاد": 52.

وقالوا: لو قال النَّبيُّ - عليه السَّلام - لتأوّلناه وحملناه على العلم، وأنَّه - عليه السَّلام - بشَّر أصحابه بأنَّهم يعرفون ربَّهم في الآخرة ضرورةً بلا كُلفةٍ ونظرٍ ".

فهذه النُّقول عن أئمة المعتزلة ومُفكِّريهم تبيِّن ضعف حجَّتهم، وعُموميَّة اعتراضاتهم فيما يخصُّ النَّقل، إذ يكفي عندهم أن يردُّوا الأخبار بأنَّها أخبار آحادٍ!! حتَّى حججهم العقليَّة غير مقنعةٍ وتأويلاتهم بعيدةٌ،وهذا قادهم إلى تحريف أقوال الصَّحابة وتفسيراتهم، فقال عبد الجبار (3): " وروي عن عائشة أنَّها لمَّا سمعت بأنَّ القوم يقولون: بأنَّ الله يُرى، قالت: لقد قفَّ شعري مما قلتموه، ودفعت ذلك بقوله: {لا تُدْرِكْهُ الأبْصَارَ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ} [الأنعام:103] ومعلومٌ أنَّ عائشة- رضي الله عنها لم تقل قولها في السِّياق الَّذي ذكره عبد الجبار، وإنَّما قالته في الرَّدِّ على من زعم أنَّ النَّبيَّ - صلّى الله عليه وسلّم - قد رأى ربَّه ليلة المعراج كما روى ذلك البُخاريُّ وغيره.

وسلك القاضي عبد الجبار مسلكاً آخر في كتابه " شرح الأُصول الخمسة " (1) إذ حاول الرَّدَّ على حديث الرُّؤية حديثيَّاً يحسن إيراده كاملاً للرَّدِّ عليه فقال: " وممَّا يتعلقون به أخبارٌ مرويَّةٌ عن النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلّم - وأكثرها يتضمَّن الخبر (2) والتَّشبيه، فيجب القطع على أنَّه - صلّى الله عليه وسلّم- لم يقله، وإن قال فإنَّه قال حكاية عن قومٍ، والرَّاوي حذف الحكاية ونقل الخبر.ومن جملتها وهو أشفُّ ما يتعلَّقون به، ما يُروى عن النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلّم-أنَّه قال: "سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ كَمَا ترَوْنَ القَمَرَ لَيْلَةَ البَدْرِ ".ولنافي الجواب عن هذا طرقٌ ثلاثةٌ:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير