تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقال {ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر} [المؤمنون:75]

فالعذاب والشدة هو المكشوف لا المكشوف عنه، وأيضا فهناك تحدث الشدة وتشتد ولا تُزال إلا بدخول الجنة، وهناك لا يدعون إلى السجود وإنما يدعون إليه أشد ما كانت الشدة".اهـ

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[02 Oct 2008, 11:56 ص]ـ

والحاصل أن من قال بمذهب الشيخ مساعد في الصفات ــ وهو حملها على ظاهرها مع نفي العلم بالكيف فقط ورفض التأويل مطلقا ــ يستحيل عادة أن يقر بتأويل كشف الساق في الحديث وحمله على غير ظاهره كما هو معروف من مذهبه في الصفات، وذلك لأن الإقرار بتأويل الساق وحملها على غير المعنى الظاهر ــ كما فعل ابن عباس رضي الله عنهما في الآية ــ سيعتبر عنده من صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى آخر يحتمله، وهو التأويل المذموم عنده، ويلزم منه الاعتراف بصحة التأويل في غيره من آيات وأحاديث الصفات لأن المقتضي للتأويل ـ وهو قبولها لمعاني أخرى صحيحة لغة وعقلا ـ متحقق فيها، فقبوله التأويل في حديث كشف الساق يلزم منه قبول التأويل في أحاديث النزول والأصابع والهرولة وغير ذلك مما يأبى أهل مذهبه في تلك الصفات تأويله. ولذلك التجأ الشيخ مساعد إلى القول بأن كشف الساق في الحديث لا يحتمل أصلا إلا معنى واحدا وهو كشف صفة الإله المسماة بالساق المحمولة على معناها الظاهر مع نفي العلم بالكيف فقط.

هذا ليس بصحيح

فكما ذكرت لك، هناك قرائن في الحديث تدل على أنه أمر حسي وليس معنوي

وتأويل "الساق" بأن معناها "النفس" ليس عليه دليل من السلف الصالح.

وعقيدة الشيخ مساعد تبع لعقيدة السلف الصالح

ولا يمكن الإستدلال بتفسير ابن عباس رضي الله عنه وغيره على أن السلف أولوا الصفات، لأن الآية ليست صريحة في الصفة لأنها نكرة وغير مضافة، واثبات كثير من العلماء صفة الساق بهذه الآية هو لورود أثر عن السلف في ذلك وللحديث الذي في صحيح البخاري، وليس لأنه صريح في ذلك بدون هذه الآثار والأحاديث.

فتفسير بعض السلف للآية بأن معنها الشدة والأمر العظيم، ليس بتأويل للصفات لأنهم لا يرون بأن الساق في الآية صفة أصلا.

أما لو جاء اثر عنهم بأن معنى "ساقه" في الحديث المروي في صحيح البخاري هو شدة الأمر أو تأويل آخر مخالف للظاهر، فعندئذ يمكن أن يُقال بأنهم أولوا صفة الساق.

وما ورد عن السلف في تفسير الآية بأنه "الأمر الشديد" أو "الأمر العظيم"

لا يمكن تفسيرها بذلك في هذا الحديث لأن الساق في الحديث علامة يرونها ويعرفون بها ربهم والله يُعرف بصفاته لا بشدة الأمر وعظمته.

والحديث الذي في صحيح البخاري (يكشف ربنا عن ساقه) دليل آخر على أن "شدة الأمر" ليس تفسيرا لها، وتفسيرها هو ما فسرها الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنها بأنها ساق الله عز وجل.

فالحديث يبين احد معاني الآية

فلدينا تفسير من بعض السلف بأن الله يشكف عن أمر عظيم، ومن بعضهم (إضافة إلى الحديث) بأن معناها صفة الساق اللائقة بجلال الله عز وجل.

وتفاسير السلف للساق في الآية ليس من اختلاف التضاد، فما يمنع أن يُجمع بين التفسيرين؟

بأن معناها كشف الله عن أمر عظيم ومن ذلك كشفه عن ساقه التي لا تشبه ساق المخلوقين ليعرفه أهل الإيمان؟

فأنت الآن تعترض على الشيخ مساعد في عدم قبوله تأويل "الساق" في الحديث

فهل أنت تقبل المعنى الظاهر للساق في الآية والحديث إضافة إلى التأويلات الأخرى؟

فإذا قيل لك بأن أحد معاني الساق في الآية والحديث هو صفة الساق على ظاهرها وحقيقتها مع نفي التمثيل والتشبيه والتكييف، فهل توافق على أن هذه هي إحدى معاني الساق في الآية والحديث؟

أما قولك

وأردت بيان أن أكابر شراح الحديث النبوي لم يحمل واحد منهم الساق على ظاهرها وأنها صفة لله تعالى مع نفي العلم بالكيف فقط،

فإن هذا ليس بالمستغرب فابن حجر والنووي وغيرهما من المتأخرين رحمهم الله كانوا أشاعرة أو متأثرين بهم.

وهؤلاء الأئمة أولوا صفات أخرى أثبتها السلف والأشاعرة المتقدمين كصفة الوجه والعين واليد

فتأويلهم للساق في الحديث لا يُستدل به لأنه من منهجهم تأويل أغلب الصفات ورد ظاهرها، سوى صفات معينة وهو مخالف لمذهب السلف في اثبات الصفات

ومنها صفة اليد والوجه والعين، كما بين ذلك كثير من أهل العلم قديما وحديثا في كتبهم، والتي أولها كثير من علماء الخلف رحهمهم الله خلافا لمذهب السلف.

ونحن نتبع عقيدة السلف، فإذا كان لديك تفسيرا من السلف موافقا للساق في الحديث، فهاته ونقبله إن شاء الله.

أما أن تستدل بتأويل للخلف لم يثبت عن السلف وخاصة العلماء الذين عُرف عنهم تأويل أغلب الصفات، حتى التي ثبت أن السلف اثبتوها على ظاهرها ولم يأولوها بدون شك كما اقر بذلك كثير من العلماء، حتى بعض علماء الأشاعرة المتقدمين منهم خاصة وبعض المتأخرين، فلا تتوقع منا أن نقبله.

ويكفي لتفسير الساق في الآية والحديث بالصفة هو تفسير ابن مسعود رضي الله عنها، والأدلة التي تقوي هذا التفسير هو لفظ البخاري والقرائن في الألفاظ الأخرى للحديث.

وتفسير ابن عباس وبعض السلف بأن "الساق" في الآية معناها الشدة، فهي مقبولة وغير مرفضة.

فكما ذكرت، لا تضاد بين التفسيرين.

واعتذر على الإطالة والتكرار.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير