ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Oct 2008, 07:01 م]ـ
كأن نقول إن كل ما لم يرد لفظه في القرآن أو السنة إنما هو لفظ أفراخ اليونان والجهمية والمعطة الخ الألقاب الجاهزة التي يطلقا البعض على أعلام الأمة.
.
أولا: هذا لم يقله أحد فيما أعلم فلا وجه لذكره هنا.
ثانيا: لم تطلق هذه الألفاظ على الأعلام، وإنما أطلقت على المناهج المتلقاة. وبينهما فرق واضح.
ثالثا: أراك تكرر الكلام على الأعلام ... فطريقة التشنيع هذه غير جيدة ولو شئت لنقلت من كلام الأشاعرة الذي يضللون به سلف الأمة لفعلت لكن ليس هذا موضوعنا.
يا أخي لم أسم أحدا قبل فدع في المناظرة ذكر الرجال.
فلو فرض أن فلانا من الكبار الذين لهم في الأمة قدم صدق .... وقع في غلط أو زلة أو تأويل أو ..... إلخ،
فهل قلت: إنه هالك أو في النار أو حكمت عليه بشيء؟!
يا أخي الحكم على الرجال موضوع آخر تماما، نحن نتكلم على المقالات، وفرق كبير بين الحكم على القول والحكم على القائل.
ثم لم تجب على كلامي فالأشاعرة قعدوا قواعد نفوا فيها أكثر الصفات التي قررتها النصوص وأثبتها السلف وذموا منكرها وسموه جهميا وضالا وو .... إلخ
وهذه كتب الأشاعرة الكلامية مقررة خلاف ما قرره السلف
وانظر في مسألة العلو مثلا ما حشده الذهبي من مئات النقول عن الأئمة عبر القرون مما ينكره الأشاعرة أعظم إنكار.
والسؤال من أين جاءوا بها ولماذا خالفوا سلف الأمة؟
فإما ان يكون قالها السلف أو تلقوها مما قلت لك سابقا،
ولا يكون كلامي كما تذكر تهما جاهزة!
أما القرطبي رحمه الله
فلا لم يذم نفسه وعقيدة.
لكنه ذم جزءا من الكلام وهو ما عليه الجهمية والمعتزلة والفلاسفة.
لكن بقي جزء آخر ذمه غيره وهو ما عليه الأشاعرة ولم يقل أحد أن الجهمية والمعتزلة والفلاسفة والأشاعرة والكلابية وغيرهم من طوائف المتكلمين كانوا على مذهب واحد.
تأمل أخي الحبيب رجاء، فإن المسألة أدق بكثير مما تعتقد.
ونصيحة الأخ محمد بن جماعة لك جيدة فالزمها، لكن بشرط أن تكتب أنت ولا تأخذ من غيرك مما لم تتأكد من صحته، وحينها قد يكون الكلام أكثر نفعا.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[03 Oct 2008, 07:16 م]ـ
أقترح الانتقال من النتائج إلى المقدمات.
مرحبا بك اخي العزيز محمد، واحسن أحسن الله تعالى إليك في مقترحك.
وكلامك لو عمل به لتقلص النزاع ولاتفقت الأنظار.
فالاختلاف بالأصل إنما هو في منهج الاستدلال. وفي المقدمات الأساسية التي ينطلق منها كل فريق.
ولو وجدنا من إخواننا من يناقشنا في تلك المبادئ الأساسية بعلم وموضوعية لاستفدنا فائدة عظيمة. لكن تصور أخي الحبيب أن الاختلاف المشروع عند العلماء في مسألة ما هو أول واجب على المكلف مثلا ينقلب إلى موضوع سخرية واستهزاء عند المخالف، مع أنهم لو تأملوا لعلموا أن تلك المسألة فقهية بحتة وهي المسألة الفقهية الوحيدة في كتب أصول الدين، أي بعبارة أخرى أخي الكريم لكل عالم فيها منطلقه الشرعي الذي استند عليه في معرفة ما هو أول واجب، والاختلاف الفقهي مشروع ولا ينكره إلا متعصب، ومع ذلك إخواننا من "أهل الحديث" من المعاصرين يعتقدون أن ذلك الاختلاف هو تناقض وخبط. وهو ليس كذلك.
معرفة ما هو أول واجب مهم جدا. والذين قالوا إن أول واجب هو النظر العقلي ـ كالإمام الطبري في التبصير ـ له مستندات كثيرة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. وإذا تقرر ذلك فالنظر العقلي له شروط ومناهج وقواعد ينبغي لطالب الحق تحقيقها. فهذا أخي الحبيب محمد إشارة إلى دقة كلامك وأنه مفيد جدا. ولعلنا نسير في خطه.
أخي الحبيب عبد الرحمن. دع عنك تصنيف الأئمة والقول بأن هذا ضل قليلا وهذا ضل كثيرا. أما الأشاعرة الذين ذكرتهم فليسوا بمعصومين، فكم رُدّ على الجويني وكم رُد على الرازي، فالأشاعرة على حد علمي لا يعتقدون العصمة في غير الرسول صلى الله عليه وسلم. فتأمل بإنصاف.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Oct 2008, 07:37 م]ـ
ولو وجدنا من إخواننا من يناقشنا في تلك المبادئ الأساسية بعلم وموضوعية لاستفدنا فائدة عظيمة.
ستجد كثيرا لو التزمت أنت بذلك.
وإلا فالكل يرمي الآخر بأنه ليس كذلك.
ولعل موضوعك هذا شاهد بأنك لم تسر فيه بموضوعية؛ فأحاديث ضعيفة تستدل بها وأنت لا تعلم صحتها بينت لك
ثم جئت تقول لها شاهد من كلام العرب!
ونقول لطشتها من مقال قديش تبين أنها إما باطلة أو خارج السياق.
ودعاوى وأشياء أخر كالتهويل على المخالف، وأسئلة تورد عليك ولا تجيب ...
لكن تصور أخي الحبيب أن الاختلاف المشروع عند العلماء في مسألة ما هو أول واجب على المكلف
هذا حكم منك وقفز على النتيجة، ومن قال لك: إنه مشروع ـ أي سائغ عند العلماء ـ إلا إن كانت أل عندك للعهد.
مع أنهم لو تأملوا لعلموا أن تلك المسألة فقهية بحتة وهي المسألة الفقهية الوحيدة في كتب أصول الدين،
وهذا حكم آخر قد لا يوافقك المخالف عليه.
ثم للفائدة ليس هي المسألة الوحيدة فهناك مسائل أخرى كالمسح على الخفين حتى إن بعضهم أفرد تلك المسائل برسالة جمع فيها المسائل الفقهية في كتب العقيدة.
ومع ذلك إخواننا من "أهل الحديث" من المعاصرين يعتقدون أن ذلك الاختلاف هو تناقض وخبط. وهو ليس كذلك.
أهل الحديث! لو قلت بعضهم لكان أدق.
ثم مسألة التناقض موجودة كثيرا وفي كتب الفقه يرد الأئمة بعضهم على بعض ويقولون هذا تناقض وهذا يناقض أصلهم ... فما الغريب في ذلك؟
وقولك: "ليس كذلك" حكم عندك لا يلزمهم أن لا يكون تناقضا في نظر غيرك فلا تستبد وتفرض رأيك عليهم.
والذين قالوا إن أول واجب هو النظر العقلي ـ كالإمام الطبري في التبصير ـ له مستندات كثيرة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
ولعل كل قول قيل في الإسلام لأصحابه فيه مستند ... حتى أقوال الرافضة لهم فيها أدلة وحجج وكذلك المعتزلة فهل وجود مستند يدل على أن مستنده صحيح؟!
وأخير دع عنك لمز "أهل الحديث المعاصرين" فقد أثبت الواقع أنهم كانوا خيرا من مخالفيهم أمانة وعلما وخلقا، ومواقع الفريقين شاهدة بذلك.
¥