تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من أجل مدافعتها مع ظهور الاتحاديين و الباطنية و القرامطة محتجين بنفس الأصول المنطقية الصورية التي قبلها المتكلمون على انفسهم ... و لكن هذه المرة أصبحت هذه المقالات داخل الجسم الاسلامي لا خارجه ما يبين لك صواب موقف أئمة السلف من أحصنة طروادة هذه ... هذا مع انها أورثث العجز عن رد شبهات الفلاسفة و الملاحدة لتسليم المتكلمين لهم بأصول باطلهم و كفرهم و بعض الكفر و الباطل يجر الى بعض و لهذا أذكياء المتأخرين من المتكلمين يقرون بتكافؤ الأدلة و أنه لا سبيل الى الزام الملحد بحجة .. و يمكن تجربة ذلك-و قد جربناه مرارا- بأن تحاول محاورة ملحد في وجود الله بالاعتماد على ما التزم به المتكلمون من قواعد في الحدوث و الخلق اعتمادا على أصول المنطق اليوناني في التصور و التصديق و سترى ان الأمر دائما سيفضي بك الى التعادل مع محاورك في أفضل الأحوال بينما ان حاورته بأدلة العقل المبينة في القرآن و السنة تجد الهيمنة في الحوار تتبين شيئا فشيئا لأن القرآن و السنة نبهت الى أصول المعاني العقلية و الاستدلالية الواضحة و بين موضع تقييدها و موضع اطلاقها محددا اصول نظرية المعرفة الصحيحة وهو القيد الذي لا تجده في اصول المنطقي الصوري بحيث يفترض عقلا مطلقا و معرفة قطعية على كافة المستويات في محاولته الرد على السوفسطائية ... يبقى الكلام عن كل هذا الاختلاف الى أين؟؟؟ هو بلا شك من مقتضى سنة التدافع حتى في بيضة الاسلام نفسها و سنة الله التي اخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم فلولا وجود هذه الطائفة من أهل الحديث و هي لا تختص ببلد معين و لا مذهب فقهي معين و تباثها على الأمر الأول جيلا عن جيل تنفي عنه تأويل المبطلين و زيغ الزائغين لم يكن لتستقيم حجة حتى للمتكلمين بل و حتى للفلاسفة ... فالديالكتية بين التجمعات العقائدية في المجتمعات الانسانية من خواصها الاصطدام و التخالف و من نتائجها المعرفة و وضوح الرؤية و تمايز الخبيث من الطيب و ان لم ينكر المنكر و لم يؤمر بالمعروف يوشك الله ان يعم الجميع بالعقاب و تذكروا حديث السفينة و اعتبروا بما وقع للنصارى حين تواطؤوا على التبييت للجماعة المسيحية الأولى و كيف استطاعت الفيروسات اليونانية و الصابئية نفسها ان تقضي على صلب عقيدتهم و تحولهم لوثنيين ووحدويين و حلوليين بمجرد ان هلكت بيضة جماعتهم الأولى و لعنت آخر امتهم اولها فكان أن أرسل الله الرسالة الخاتمة و حفظ عليها صلب عقيدتها ان يحرف او يبدل أو تنعدم الطائفة المجددة له و المتبعة لأول الأمر و العاضة على اصل الشجرة .... و بهذا يتبين لك أن لا متمسك لملحد بهذا الافتراق من جهة أنه لا يعدم الحق في داخل المنظومة الاسلامية و ان داخلها الدخن و لكن هذا التدافع يجعل دائما الحق متميزا في عن الباطل و ان بمستويات وضوح مختلفة و يضمن استمرارية الميزان محفوظا ... و من جهة أخرى ان اختلاف أهل الاسلام بكافة طوائفهم هو اقل الاختلافات المعروفة و ما يتفقون عليه أكثر مما يختلفون فيه و التراحم بينهم أكثر مما في غيرهم و كم من دهماء داهمتهم فوقفوا فيها جميعا صفا واحدا من عمورية الى حطين و عين جالوت و شقحب الى يومنا هذا .... وحتى في هذا هم مقتدون فيه بسلفهم من الصحابة حين قال خالهم لقيصر الروم ما قال حين رأى تنازعهم ... و أهل السنة المتمسكون بآثارهم في ذلك بين الفرق كأهل الاسلام بين الملل ... فهذه الخاصية الاجتماعية ان وضعت مكانها تساعد على تجلية الحق و بيانه في الاطار العام للامتحان و الابتلاء الذي فرض على الانسانية و يبقى بعد ذلك سياسة هذا الاختلاف و هو يختلف بحسب الأمكنة و الأزمنة و هو مرتبط ارتباطا وثيقا كذلك بالبعد عن نور النبوة و القرب منه ... يقول شيخ الاسلام في الفتاوى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير