تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقالوا: ما سمعنا بذكر الرأس.

وقالوا: يجوز أن يمس ويمس، ويدني العبد من ذاته.

وقال بعضهم: ويتنفس.

وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات، فسموها بالصفات تسمية مبتدعة لا دليل لهم في ذلك من النقل ولا من العقل، ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى ولا إلى إلغاء ما يوجبه الظاهر من سمات الحدوث، ولم يقنعوا أن يقولوا صفة فعل، حتى قالوا صفة ذات، ثم لما أثبتوا أنها صفات ذات قالوا: لا نحملها على توجيه اللغة مثل يد على نعمة وقدرة ومجيء وإتيان على معنى بر ولطف، وساق على شدة، بل قالوا: نحملها على ظواهرها، والظاهر المعهود من نعوت الآدميين، والشيء إنما يجعل على حقيقته إذا أمكن وهم يتحرجون من التشبيه ويأنفون من إضافته إليهم ويقولون: نحن أهل السنة، وكًلا منهم صريح في التشبيه وقد تبعهم خلق من العوام.

فقد نصحت التابع والمتبوع فقلت لهم: يا أصحابنا أنتم أصحاب نقل وأتباع وإمامكم الأكبر أحمد بن حنبل يقول وهو تحت السياط: (كيف أقول ما لم يقل).

فإياكم أن تبتدعوا في مذهبه ما ليس فيه، ثم قلتم في الأحاديث، تحمل على ظاهرها. وظاهر القدم الجارحة، فإنه لما قيل في عيسى روح الله اعتقدت النصارى ان الله صفة هي روح ولجت في مريم، ومن قال: استوى بذاته فقد أجراه مجرى الحسيات، وينبغي أن لا يهمل ما يثبت به الأصل. وهو العقل، فإنه به عرفنا الله تعالى، وحكمنا له بالقدم، فلو أنكم قلتم: نقرأ الأحاديث ونسكت، ما أنكر عليكم أحد، إنما حملكم إياها على الظاهر قبيح، فلا تدخلوا في مذهب هذا الرجل الصالح السلفي ما ليس فيه. ولقد كسيتم هذا المذهب شيئًا قبيحًا حتى لا يقال حنبلي إلا مجسم، ثم زينتم مذهبكم بالعصبية ليزيد بن معاوية، ولقد علمتم أن صاحب المذهب أجاز لعنته، وقد كان أبو محمد التميمي يقول في بعض أئمتكم: لقد شان هذا المذهب شينًا قبيحًا لا يغسل إلى يوم القيامة.

فصل

قلت وقد وقع غلط المصنفين الذين ذكرتهم في سبعة أوجه: أحدها: أنهم سموا الأخبار أخبار صفات، وإنما هي إضافات، وليس كل مضاف صفة، فإنه قال سبحانه وتعالى: (وَنَفَخُت في?ه ?من رَوحي).

وليس لله صفة تسمى روحًا، فقد ابتدع من سمي المضاف صفة. الثاني: أنهم قالوا: إن هذه الأحاديث من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله تعالى. ثم قالوا: نحملها على ظواهرها، فواعجبًا ما لا يعلمه إلا الله أي ظاهر له .. ? فهل ظاهر الاستواء إلا القعود، وظاهر النزول إلا الانتقال ..

الثالث: أنهم أثبتوا الله تعالى صفات، وصفات الحق لا تثبت إلا بما يثبت به الذات من الأدلة القطعية. (وقال ابن حام: من رد ما يتعلق به بالأخبار الثابتة فهل يكفر؟ على وجهين، وقال: غالب أصحابنا على تكفير من خالف الأخبار في الساق والقدم والأصابع والكف ونظائر ذلك وإن كانت أخبار آحاد لأنها عندنا توجب العلم.

قلت: هذا قول من لا يفهم الفقه ولا العقل.

الرابع: أنهم لم يفرقوا في الأحاديث بين خبر مشهور في قوله: (ينزل إلى السماء الدنيا) وبين حديث لا يصح كقوله: (رأيت ربي في أحسن صورة) بل أثبتوا هذا صفة وهذا صفة.

الخامس: أنهم لم يفرقوا بين حديث مرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين حديث موقوف على صحابي أو تابعي، فأثبتوا بهذا ماأثبتوا بهذا. السادس: أنهم تأولوا بعض الألفاظ في موضع ولم يتأولوها في آخر كقوله:) ومن أتاني يمشي أتيته هرولة).

قالوا: هذا ضرب مثل للأنعام.

وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه قال: (إذا كان يوم القيامة جاء الله يمشي) فقالوا: نحمله على ظاهره فواعجبًا من تأول حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يتأول كلام عمر بن عبد العزيز.

السابع: أنهم حملوا الأحاديث على مقتضى الحس فقالوا: ينزل بذاته وينتقل ويتحرك، ثم قالوا: لا كما يعقل. فغالطوا من يسمع فكابروا الحس والعقل فحملوا الأحاديث على الحسيات، فرأيت الرد عليهم لازمًا لئلا ينسب الإمام إلى ذلك، وإذا سكت نسبت إلى اعتقاد ذلك، ولا يهولني أمر عظيم في النفوس، لأن العمل على الدليل، وخصوصًا في معرفة الحق لا يجوز فيه التقليد). ا. هـ.

ولا أظن أن التوسع في الخلاف يجدي نفعا، فلنتعاون فيما اتفقنا عليه، وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه، فكلنا في الحقيقة نريد تعظيم الله -تعالى-، ولنتذكر حديث الشاك في البعث وكيف أن الله غفر له لخوفه منه تعالى.

فلا نتفرق، ولا نزيد الخلاف بين المسلمين، فكفى ما يحل بنا في فلسطين والعراق وأفغانستان والباكستان ووووو ....

[واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا]

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 Oct 2008, 12:44 م]ـ

فلا تدخلوا في مذهب هذا الرجل الصالح السلفي ما ليس فيه. ولقد كسيتم هذا المذهب شيئًا قبيحًا حتى لا يقال حنبلي إلا مجسم، ثم زينتم مذهبكم بالعصبية ليزيد بن معاوية، ولقد علمتم أن صاحب المذهب أجاز لعنته، وقد كان أبو محمد التميمي يقول في بعض أئمتكم: لقد شان هذا المذهب شينًا قبيحًا لا يغسل إلى يوم القيامة.

لا يهم إن لقبونا بالمجسمة فهذه علامة أهل البدع أن يسموا أهل السنة وأصحاب الحديث بالحشوية والمجسمة كما فعل الجهمية والمعتزلة وغيرهم.

327

......... - .. ----

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير