فكون الشيخ مساعد يعتقد أنها صفة لله تعالى على مقتضى مذهبه، شيء خاص به لأنه مسؤول على معتقداته أمام الله سبحانه وتعالى، أما أن يجزم جزما بأن ما جاء في الحديث لا يحتمل التأويل إطلاقا مطلقا، بحيث هو ناص نصا على أن "الساق" صفة لله تعالى، خلافا لما ورد في آية سورة القلم وتسليمه أنها تحتمل التأويل باعتبار أنها ليست من آيات الصفات، مع أن التفريق بين الآية والحديث محض تحكم، أقول: فجزمه بأن ما جاء في الحديث لا يحتمل التأويل مطلقا كما صرح بذلك فيه نظر، والحقيقة أن أدنى اطلاع على كتب شراح البخاري مثلا تبين أن حكم الشيخ مساعد بأن الحديث لا يحتمل التأويل حكم مخالف للواقع، وسأكتفي بنقل ما جاء في الكواكب الدراري للشيخ الكرماني لبيان ذلك:
.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
كيف التفريق بين الآية والحديث محض تحكم؟
وقد وجدت التصوص تثبت الفرق؟
عن عبدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ مَا هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي تُحَدِّثُ بِهِ تَقُولُ إِنَّ السَّاعَةَ تَقُومُ إِلَى كَذَا وَكَذَا .. (إلى أن قال:
ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَلَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلَّا أَصْغَى لِيتًا وَرَفَعَ لِيتًا قَالَ وَأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إِبِلِهِ قَالَ فَيَصْعَقُ وَيَصْعَقُ النَّاسُ ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ أَوْ قَالَ يُنْزِلُ اللَّهُ مَطَرًا كَأَنَّهُ الطَّلُّ أَوْ الظِّلُّ نُعْمَانُ الشَّاكُّ فَتَنْبُتُ مِنْهُ أَجْسَادُ النَّاسِ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ثُمَّ يُقَالُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ
{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}
قَالَ ثُمَّ يُقَالُ أَخْرِجُوا بَعْثَ النَّارِ فَيُقَالُ مِنْ كَمْ فَيُقَالُ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ قَالَ فَذَاكَ يَوْمَ
{يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا}
وَذَلِكَ
{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} (أخرجه مسلم في صحيحه)
فهذا اليوم له علامات أخرى كما يظهر إذا صح التعبير.
أليس كذلك؟
والله أعلم وأحكم
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[10 Oct 2008, 09:56 م]ـ
للفائدة:
هذا نقل من كتاب: مسالك أهل السنة فيما أشكل من نصوص العقيدة، للدكتور عبدالرزاق معاش، بإشراف الشيخ عبدالرحمن البراك – حفظه الله – (ج: 2/ ص: 387).
2 - قوله عز وجل: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم: 42]
وهذه الآية مما يجعل موارد النزاع بين المثبتة والنفاة قديما وحديثا؛ والموجب لذلك عدم إعطاء الألفاظ الواردة في النصوص حقها في المعاني التي تدل عليها في كل موضع كما سبق تقريره، وكذلك أوجبه ما جاء عن السلف في تفسيرها مما ظنه النفاة حجة في تأويلاتهم الباطلة.
فقال الإمام الطبري:
(قال جماعة من الصحابة والتابعيم من أهل التأويل:
يبدو عن أمر شديد)
ثم سرد أقوالهم تفصيلا من ذلك ......
وهذا التفسير من أعلام السلف لا يقتضي تأويل صفة الساق الثابتة لله تعالى بنصوص السنة، إذ لا تعد هذه الآية نصا صريحا في إثباتها، ولذلك تنازع السلف في دلالتها على الصفة، وهو الموضوع الوحيد – كما أشار شيخ الإسلام ابن تيمية – الذي تنازع فيه السلف.
وأؤكد هنا على أن التفسير المنقول آنفا عن السلف ليس تأويلا على مذهب أهل البدع، بل هو تفسير للآية بما ظهر من معناها في السياق، ودل عليه لسان العرب، بدليل إثباتهم لتلك الصفة بحديث أبي سعيد الخدري .. الحديث ... " أهـ
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[10 Oct 2008, 10:03 م]ـ
الأخ الكريم:
الإمام أحمد عن أبي بُردة عن أبي موسى قال حدّثني أبي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا كان يوم القيامة مُثِّل لكل قوم ما كانوا يعبدون في الدنيا فيذهب كلُّ قومٍ إلى ما كانوا يعبدون ويبقى أهل التوحيد فيقال لهم ما تنتظرون وقد ذهب الناس فيقولون إن لنا ربًّا كنا نعبده في الدنيا ولم نره ـ قال ـ وتعرفونه إذا رأيتموه فيقولون نعم فيقال فكيف تعرفونه ولم تروه قالوا إنه لا شبيه له فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله تعالى فيخرون له سجدًّا وتبقى أقوام ظهورهم مثل صَيَاصِي البقر فينظرون إلى الله تعالى فيريدون السجود فلا يستطيعون فذلك قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ
¥