تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. عبد الرحمن: أيضا في قوله (أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) والتعبير بالفعل المضارع فيه دلالة على أنهم يستحقون اللعن مرة بعد مرة كلما تجدد منهم الكتمان.

سبب تعظيم آية الكرسي:

د. عبد الرحمن: آية الكرسي هي أعظم آية في القرآن العظيم. والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال أيّ آية في كتاب الله أعظم؟ فقال معاذ هي آية الكرسي، فقال ليهنك العلم أبا المنذر. فما هو سبب تعظيم هذه الآية وسبب هذا التفضيل لها من النبي صلى الله عليه وسلم لها وكونها أعظم آية في القرآن الكريم كله. القرآن الكريم 6236 آية تقريباً هذه أعظم آية فيها أفلا تستحق وقفه؟

الدكتور مساعد: صحيح. لا شك أن هذه الآية كما ذكرت وكما ذكر لها فضائل والذي يظهر والله أعلم أننا إذا تأملنا موضوع الآية نجد أنه في توحيد الله سبحانه وتعالى وكل ما يتعلق بتوحيد الله يكون أشرف وأعظم وأشرف ما تكلم عن التوحيد هو هذه الآية لأن من مبدئها إلى خاتمتها كلها في التوحيد وخصوصاً ما يتعلق بأسماء الله الحسنى وصفاته ولهذا بُدئت باسم الله الأعظم (الله) (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) فنلاحظ أن فيها مجموعة من الأسماء التي ذكرت في هذه الآية. وأيضاً ذكرت أوصاف بين الإثبات والنفي مثل قوله (لا تأخذه سنة ولا نوم) هذه دلالة على كمال القيومية لأنه قال الحيّ القيوم فدلالة على كمال الحياة والقيومية في قوله الحي والقيوم. وكذلك لو تأملت الحي والقيوم وما يندرج تحتهما من آثار في حفظ السموات والأرض، حفظ الإنسان أيضاً القيام على الإنسان سواء قياماً دنيوياً أو دينياً بإقامة الشرائع له فستجد أشياء كثيرة كلها مندرجة تحت قوله (الحي القيوم). ولهذا مثل ابن القيم وغيره من العلماء لما تكلموا عن الحي القيوم أعادوا إليه جميع الأسماء أن جميع الأسماء تعود إلى معنى الحي القيوم.

التفضيل بين الآيات:

د. عبد الرحمن: هذا يا دكتور لعله يفتح لنا فكرة أخرى، نحن نتحدث في أول الجزء عن قوله تعالى (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) تكلمنا عن التفضيل بين الأنبياء. آية الكرسي عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم إنها أعظم آية في كتاب الله أليس هذا أيضاً تفضيلاً بين آيات القرآن؟

دكتور مساعد: وهذا أيضاً من التفضيل، والتفضيل أيضاً نرجع إليه من النص.

تفضيل بعض السور على بعض:

دكتور عبد الرحمن: أن النبي صلى الله عليه وسلم فضل بعض السور على بعض فسورة الفاتحة مفضلة على باقي السور وسورة الإخلاص (قل هو الله أحد) قال إنها تعدل ثلث القرآن.

_السيوطي رحمه الله ذكر مسألة لطيفة يعني ما هو المقياس أو الضابط الذي يضبط التفضيل بين الآيات أو بين السور؟ هل للمسلم أن يقول هذه السورة أفضل من هذه السورة أو هذه الآية أفضل من هذه الآية اجتهاداً دون أن يثبت النص في ذلك؟ فقال السيوطي إنني تأملت الآيات والسور التي جاء التفضيل لها سورة الفاتحة، آية الكرسي، سورة الإخلاص فوجدت أنها كلها تتكلم عن الله سبحانه وتعالى وعن تعظيمه (الله لا إله إلا هو) (قل هو الله أحد) (الرحمن الرحيم مالك يوم الدين) فقال كل هذه المعاني تدور على تعظيم الله سبحانه وتعالى ولذلك يمكننا أن نقول أن الآيات التي تتكلم عن الله وعن تعظيمه أفضل من الآيات التي لا تشتمل على هذه الموضوعات مثل (تبت يدا أبي لهب وتب) وهذا مستنبط من النص أليس هذا ضابطاً جيداً؟

د. مساعد: وهذا مستنبط من النص وهذا لا شك أنه ضابط جيد ولكن أيضاً يبقى عندنا أن أصل القاعدة كما قلنا النص. ولهذا العلماء لما تكلموا عن لماذا (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن؟ أشاروا إلى قضية أن القرآن ثلاثة أقسام فالقسم الأول هو قسم التوحيد فكأن ثلث القرآن في التوحيد فجاءت هذه السورة (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن لأنها تعدل ثلث موضوعات القرآن الكريم، هذا أحد توجيهات العلماء في قوله تعدل ثلث القرآن.

مالحكمة:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير