د. عبد الرحمن: البعض يا دكتور مساعد قد يفهم من هذه الآية يمكن الأخ محمد الله يحفظه يبين هذه الفكرة لمن يسأله فيما بعد أن (يسألونك عن الخمر والميسر) ليست هي الآية التي يمكن أن يؤخذ منها حكم الخمر الآن. لو سأل السائل الآن ما حكم شرب الخمر؟ يقول حرام، يقول ما هو الدليل؟ لا يقول الدليل هو قوله (يسألونك عن الخمر والميسر) لأن هذه كانت في الوسط لكن الدليل هو قوله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وهذا أمر يقتضي التحريم لكن الآية هذه كانت في مرحلة من مراحل التحريم وهذا أسلوب تربوي موجود في الشريعة الإسلامية كثيراً وأشرا إليه عائشة رضي الله عنها التدرج في التحريم ما جاء إليهم يحرم الخمر مباشرة وقد اعتادوا عليها فسيرفضونها وإنما أخذهم شيئاً فشيئاً بدأ يلمح إلى تحريمها.
د. مساعد: التدرج في النهي أحياناً أيضاً.
د. عبد الرحمن: وهذا أسلوب تربوي رائع جداً.
معنى " ازدادوا كفراً ":
سائل: يقول قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الضَّآلُّونَ (90) آل عمران) ما معنى ازدادوا كفراً الله يحفظكم؟
الدكتور مساعد: فكما أن الإيمان درجات أيضاً الكفر درجات الكافر الذي لا يعاديك ولا يسبب لك الأذى ليس كالكافر الذي يعاديك ويظهر لك الأذى فهذا إخبار عن طبقة من طبقات الكفار أنهم كفروا وأيضاً ازدادوا كفراً فإذاً كأنهم قد تمحصوا وتمحضوا في الكفر وكانت لهم من الأذيّة للمسلمين الشيء الكثير هذا معنى زيادة الكفر.
الكفر درجات:
د. عبد الرحمن: أيضاً فيه إثبات الحقيقة كما تفضلت أن الكفر درجات يزيد وينقص.
د. مساعد: يزيد وينقص
د. عبد الرحمن: والإيمان يزيد وينقص.
د. مساعد: لهذا عذابات الكفر على حسب أعمالهم ليسوا كلهم في مرتبة واحدة ولذا الله سبحانه وتعالى قال في عذابهم (جزاء وفاقا) أي موافقاً لأعمالهم فلا يمكن أن يكون الكافر الذي يعاديك ويشتمك ويسب دينك مثل كافر لا له ولا عليه هذا يفترق عن هذا والله سبحانه وتعالى قد أيضاً قسّم الكفار الكافر الحربي والكافر غير الحربي والكافر الحربي له أحكام غير الكافر غير الحربي.
د. عبد الرحمن: سبحان الله، والعجيب دكتور مساعد أنه وصف الذين يكفرون ويزدادون كفراً أنه بعد إيمانهم وهذا يدل أنه على علم أنه كفر وعناد وإصرار عن علم كما كان إبليس أبى واستكبر عن علم.
تفسير قوله تعالى (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا .... إلخ):
سائلة: قوله (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35)) يشير إلى خلاف بين الزوجين تأتي هذه الآية بعد آية القوامة (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ (34)) ثم قال (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا) أي بين الزوجين (فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ) يعني من أهل الزوجة (وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا) أم قدري تريد تفسير لهذه الآية.؟
الدكتور مساعد: إن خفتم هنا بمعنى علمتم الخوف هنا بمعنى العلم وهذا من غرائب اللغة أن يطلق الخوف ويراد به العلم مقلما أطلق الظن والمراد به اليقين (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ (46) البقرة) أي يوقنون ولهذا قد يكون جاء إليّ اللبس في التعبير بـ (إن خفتم) وهذا يدلك على أن القرآن فيه من المعاني ما يحتاج فيه إلى الرجوع إلى لغة العرب ولهذا نجد أن الخوف هنا المراد به العلم إذا لمتم أي إذا أيقنتم. وقوع الشقاق بينهم بعد أن أخبر الله سبحانه وتعالى (فعظوهن) إن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا لكن إن نشزن تدخل مرحلة الإصلاح إلى الآن كأن المرحلة الأولى تكون في البيت يعني الآن بين الزوج وزوجته محاولة الإصلاح بين الزوج وزوجته إن لم يستطع
¥