تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

سورة الإسراء من أول كلمة تواجهنا وهي (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً) كلمة سبحان كونها بدأت في أول السورة هذه ليست السورة الوحيدة ولكن جاءت في سور أخرى إلا أن سورة الإسراء هي الوحيد التي جاءت بالمصدر والمصدر هو الأصل وجاء بعد سبح، يسبح وسبح فجاءت كل اشتقاقات التسبيح في بدايات السور. وغذا جاءت كلمات التسبيح من دون ذكر ما يدل على ذلك اي ليس هناك ما يدعو إلى التسبيح كأن يوصف الله تعالى بوصف لا يليق أو ينسب إليه شيء يقال سبحان الله، لكن أحياناً تأتي سبحان الله بدون هذا كما في سورة الإسراء فدل ذلك على أن التنزيه ليس لأمر سابق بل لأمر لاحق فدل ذلك على أن الأمر الذي سيذكر بعدها أمر عظيم يستحق سبحانه وتعالى أن يسبح بسببه وذلك عسراء النبي صلى الله عليه وسلم وبعده المعراج وهذه تدل على قدرة الله سبحانه وتعالى. وورد في السورة نفسها (سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً (93)). وسورة الإسراء هي السورة الوحيدة التي جاء فيها التسبيح على أوسع نطاق ممكن (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ (44)) إذا كانت السموات والأرض تسبح لله فمن نحن حتى لا نسبح؟! (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)) ثم كل شيء يسبح بحمد الله لكن لا تفقهون تسبيحهم وهذه نقطة مهمة جداً في قضية ثبات الإنسان عندما يدعو إلى مبدأ صحيح، كون الناس لا ياخذون بكلامه يظن أن لا أحد يعبد الله، هذا غير صحيح فالكل يعبد الله وإنما قلة من الإنس والجن لا يعبدون الله فلا يشكلون شيئاً في خلق الله فبالتالي يرتاح الإنسان. ولهذا جاءت هذه السورة في عام الجزن لتدل على أن هذا الكون كله معك يا محمد ويسبح الله سبحانه وتعالى. ومن الآيات التي يسأل عنها دائماً في سورة الإسراء (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ (31)) مفتاح التعليل هنا هو (من إملاق) و (خشية إملاق) والإملاق هو الفقر الشديد فنتأمل في الآيات: خشية إملاق معناه أن الفقر غير واقع وأنه سيقع مستقبلاً والخوف على الأبناء لا على الآباء فقال (نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم) قدم رزق الأبناء لكن الآية الثانية وهذه طريقة أخرى للعرب بسببها كانوا يقتلون أبناءهم بسبب الفقر الحالي الموجود عندهم ليس عندهم شيء فيقتلون أولادهم فقال الله عز وجل (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ (151) الأنعام) الإملاق حاصل الآن للآباء وهم واقعون فيه وضمان رزق الآباء هو المقدَّم فقال (نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ). ذكر الله سبحانه وتعالى القول في القرآن وأتمنى على الناس في رمضان الذي يجب ان نحرص فيه على حسن الكلام أن نقرأ أوصاف القول في القرآن التي يمدحها الله سبحانه وتعالى ستجد أن الله وجهنا توجيهاً جميلاً في هذه القضية ومن ضمنها (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (53)) لم يقل الشيء الحسن وإنما الأحسن ثم قال (إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ) ما علاقة الشيطان بأن أقول كلاماً حسناً؟ لأن الشيطان ينزغ بينهم يجد مداخل بالكلمة السيئة فنقطع عليه الطريق بالكلمة الحسنة. فرصتنا في رمضان أن نعود أنفسنا على الكلمة الطيبة حتى لو سبه أو شتمه أحد يقول إني صائم فلنعود ألسنتنا على الكلمة الطيبة في هذا الشهر ونستمر بعده إن شاء الله. وكذلك قوله تعالى (وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا (23)) لم يرد وصف القول بالكرم إلا في هذا الموضع. والكرم إعطاء الإنسان أنفس ما لديه ليس بالضرورة أن يكون كثيراً ولذلك قالوا اختيار أنفس الأقوال لإعطاء الوالدين وهذا للأسف مفرط فيه هذه الايام.

وقفات بلاغية في سورة الكهف

نحن نحتاج للتوقف عند هذه السورة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نقرأها كل يوم جمعة والمفترض أن نسأل أنفسنا ما الذي في هذه السورة حتى يأمرنا بقراءتها؟ لا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما أمرنا أن نقرأها كل جمعة إلا لأن فيها شيئاً ثم ربطت بموعظة الجمعة وهي تصلح حال الإنسان إذا استفاد من التوجيهات الموجودة فيها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير