تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بمثلها لكن في هذه المرة في وقت واحد ومن شخص أمامهم فبالتالي قد يكون ضررها أعظم فقد يفتنون في دينهم وهي اعظم الفتن وهو أول ما يبدأ بفتنة الدين بعد ذلك يبدأ بفتنة المال ويأمر السماء فتمطر فالذي تربى طيلة هذه السنوات على سورة الكهف وينظر للمال هذه النظرة وأنه لله سبحانه وتعالى سيكون معصوماً بإذن الله أمام الدجال. وكذلك من يصبر نفسه مع المؤمنين. هناك ربط بين سورة الكهف وفتنة الدجال، هذا الربط ينبني على الحديث الوارد بأنها في عهد الدجال لكن هذا لا يجيب على السؤال لماذا نقرأها كل جمعة هذا يدل على أن لها أكثر من دلالة.

البعض يقول أن إسم السورة نفسها الكهف فيه نوع من الالتجاء فهي عصمة من الفتن فتنة المال وفتنة العلم وفتنة الملك.

ليس القصد أننا نقرأها ونحفظها ثم لما ياتي الدجال تعمنا منه. المقصود قرآءتها كل جمعة لأننا نتعرض يومياً لهذه الفتن وقد نفتن قبل الدجال، فقد يكون أحدهم ليس عنده مال ثم صار عنده مال ففتن به وصار طاغياً ظالماً وهذه الصورة ونحن نقرأها في هذه السورة تقع في اليوم عشرات المرات. البعض ممن فتن بالمال لا يؤدي الزكاة ولا يعرف حق الله فيه. بدل أن نقرأ السورة على عجل فكّر بها وركز على الخلل الذي عندك وذكرت السورة علاجه.

من الموضوعات التي يجب التركيز عليها في سورة الكهف مسالة الأخلاق بحكم أنني مسلم أتعرض للكثير في الحياة أحتاج لصفة التواضع التي تظهر كثيراً في السورة. بدءاً من الفتية يبدو أنهم كانوا من أشراف القوم كما تذكر الرويات ويدل على ذلك قولهم (فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا) لو كانوا فقراء أو مساكين لما سألوا أزكى الطعام ولاكتفوا بأي طعام متيسر، وتواضعهم يظهر أنهم تركوا بلاط القصور والتجأوا إلى الكهف ولو ربطوها بقضية المكان لما لجأوا إلى الكهف. وقضية المال هي القضية الوحيدة التي فيها تكبر وكانت نتيجتها سيئة وهي قصة صاحب الجنتين تكبر (أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا) وكان متبجحاً لدرجة أنه قال (وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا) وهذه تستدل بها على أنه مؤمن ليس ما يدل على إشراكه بالله لكنه كفر النعمة فهو متكبر غاية التكبر ونسب الفضل إلى غيره فكانت النتيجة سيئة. وكذلك العلم ابرز صفة موجودة هي التواضع ولذلك الله سبحانه وتعالى ما أرسل موسى إلا بعد أن قال أنا أعلم أهل الأرض فأرسله لمن هو أعلم منه فذهب وتعب وسافر وصاحب خادمه وجاع وجاء إلى الرجل يطلب أن يعلمه مما علمت رشداً (اختلف التعبير بين ما قاله في البداية وقوله هنا). وذو القرنين أعطاه الله كثير من القوة (وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا) ومع هذا من مظاهر التواضع العدل لأنه لو كان ظالماً تنظر للناس على أنهم لا شيء (وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى) كان عادلاً وجاء إلى ناس لا يفقهون بلهاء والبعض قال أنهم يتكلمون بلغة غير مفهومة ومع هذا استخدمهم واستفاد منهم (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ) لا يفعل هذا إلا من هو متواضع يستفيد من خبرات الناس.

هناك قضية أخرى ينبغي لنا أن نبحث عنها في قصص سورة الكهف وهي بذل الجهد وتغيير المكان إن لزم. ومن اللطائف أنه في ثلاث من القصص فيها خروج عن المكان وتغييره وقصة واحدة فيها دخول لمكان وهو صاحب الجنتين (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ) هي القصة الوحيدة التي فيها دخول وليس فيها خروج هذا من حرصه على الدنيا أما القصص الباقية ففيها خروج موسى خرج طالباً للعلم والفتية خرجوا إلى الكهف وذو القرنين خرج من شرق الأرض إلى غربها وهذا جزء مهم في التغيير إذا تعقدت الأمور في وجهك فينبغي أن تغيير المكان لأنه قد يكون له دور في تغيير حياة الإنسان، وهذه فكرة الهجرة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير