تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إبراهيم واضح عنده توحيد الألوهية أما موسى فتوحيد الربوبية أوضح عنده. أتمنى من المختصين أن يعيدوا للقرآن منهجه في العقيدة. أي مكان فيه توحيد ألوهية ونفي للشريك تجد بعده أو قبله إشارة إلى قضية من قضايا الربوبية.

سورة الكهف:

دعونا نركز على قضية النعم وسجل النعم التي تمر عليك من خلال قرآءتك للسورة. فإذا قرأنا (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ) هذه أعظم نعمة إنزال الكتاب علينا. وإذا قرأنا (قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا) هذه نعمة. ثم الزينة عامة (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا) هي نعمة. ثم الحديث عن اصحاب الكهف (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)) ليس فقط آمنوا وإنما أنعم الله عليهم بأن زادهم هدى وربط على قلوبهم.

السورة تركز أن الإنسان مهما أوتي من قوة ومن قدرة لا يعتمد عليها، قضية تأييد الله مع فعل الأسباب لكن لا تتوقع أنك بفعل السباب قد ضمنت النجاح. مثلاً الدين بعض الناس وهو يدين لله ينسى ذلك ويستخدم الدين أداة يستخدمه لرفعته أو لحظوته عند الناس وهذا ينتكس لأنه ليس على هدى. الفتية يعجبون دائماً بأنفسهم إذا هداهم الله وهذا أمر ظاهر لما فيهم من اندفاع قال (وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) الهدى من الإيمان لكن هذه إشارة أنه إن لم يؤيدك الله فأنت تخسر.

قضية الإيمان، قضية المال يمكن أن يكون عندي مال مثل صاحب الجنتين وبلغ به الأمر من الكبر والبطر ورد الحق بسبب أن الله أعطاه مالاً (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33)) بينما هو ظلم. وأيضاً العلم قد يسبب إشكالية حتى أن الله عز وجل جعل موسى وهو من هو (وعتب الله عليه لما قال أنا أعلم أهل الأرض) وهذه فيها ملمحاً أن موسى لم يرد الحق لله سبحانه وتعالى وقبلها النبي صلى الله عليه وسلم لما لم يقل إن شاء الله كما تذكر الرواية تأخر الوحي عليه. كذلك موسى جعله الله تعالى يتعب وينصب ويتعلم ممن هو اعلم منه فيرد الأمر إلى أهله. كذلك ذو القرنين أعاد الأمر إلى الله فقال (قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ (95)) ولو أعاد الأمر لنفسه لما وصل إلى هذه النتيجة وقال (قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي (98)). يجب أن نبحث في السورة عن السبب المادي ثم السبب الإيماني الإتصال بالله. يجب أن نبذل السباب لكن يجب أن نعرف أن الأمر لله والله تعالى لا يحب من العبد أن يستقل بذاته ويستغني عن ربه وهذه من أعظم المصائب ولذلك قال (كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى (6) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى (7) العلق) رأى نفسه أنه استغنى ولذلك قد يكون العبد المذنب بسبب انكساره أحسن عند الله من شخص ظاهره الصلاح لكن مدلّ على ربه بما له من قدرة وعلم. بهذه الطريقة ننظر إلى سورة الكهف على أنها علاج لحياتنا فنحن لا نخرج من كوننا إما صاحب مال أو صاحب علم أو صاحب سلطان. عرفنا الآن لماذا نقرأها كل جمعة.

ما علاقة قراءة سورة الكهف يوم الجمعة بالعصمة من المسيح الدجال؟ من قرأ عشر آيات من أول سورة الكهف كانت له عصمة من الدجال أو من قرأ عشر آيات من آخر سورة لكهف كانت له عصمة من الدجال.

العلاقة واضحة لأنه إذا كانت هذه فتن الدنيا وهي التي تتسبب في انحرافنا إذا لم نحسن التعامل معها بمنهج الله حتى لو كان هذا الأمر دين. إذا لم يهتد الإنسان بهدى الله فقد يغلو أو ينحرف أو يطغى ولذلك ذكر الله سبحانه وتعالى الطريقة المناسبة (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ (28)) في قضية الصبر، وقضية التؤدة (وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ (27)) تلاوة الكتاب، معرفة الوضوح الكفار لهم كذا والمؤمنون لهم كذا (فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ (29)) إذا كان الطريق واضحاً أمامي أمشي في أمور ديني بوضوح. الذي مع الدجال هي تقريباً نفس هذه القضايا الأربعة التي يستخدمها الناس وهذا يشعرنا بما في السورة فإذن هذه هي فتن الحياةة وبما أنها مؤثرة في الناس فهو سيأتي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير