تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأيضاً النبي صلى الله عليه وسلم أقر أنها رقية وشافية حتى قال للصحابة "وما أدراه أنها رقية؟ " ولذلك هي شافية. وسنركز إن شاء الله إن يسر الأمر في قضية الشفاء وما هي أنوعه وأشكاله، هي تسمى الرقية وهي تسمى الشافية وتسمى سورة الصلاة كما ذكر صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي قوله تعالى "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي" والصلاة مقصود بها الفاتحة وليس مقصود بها الصلاة التي هي الركوع والسجود. وأيضاً جاء العكس (وقرآن الفجر) ليس المقصود بالقرآن وإنما المقصود الصلاة. فهنا سميت الصلاة بشيء من القرآن وهنا سميت الفاتحة التي هي هذه السورة التي هي من أهم ما يقرأ في الصلاة بقول الله عز وجل في الحديث القدسي "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل" وهذا الحديث من أهم الأحاديث المفسِّرة للمقصود والمعاني التي وردت في هذه السورة ولا يوجد له مثيل في القرآن، لا يوجد في القرآن تفصيل لمعاني السورة من النبي صلى الله عليه وسلم أو في حديث قدسي بهذه السورة التي معنا ولذلك نحن سننزل هذه المعاني التي معنا على السورة المذكورة.

بالنسبة لعدد آيات السورة متفق عليه أنها سبع آيات كما ثبت في الحديث وفي القرآن (آتيناك سبعا من المثاني) وفي الحديث "هي السبع المثاني" ما تحديد السبع؟ إن كانت البسملة معها فتعد هي الأولى والآية الأخيرة تكون مع بعضها. وإن كانت المسألة غير هذا بدلالة حديث النبي صلى الله عليه وسلم بدأ بـ (الحمد لله رب العالمين) لما فصّلها بدأ بالحمد لله رب العالمين، وهذا الذي سنمشي عليه اليوم فهي سبع. لكن لاحظنا أن كثير من الأبحاث قامت في تفسير الفاتحة على رقم سبعة وهذا حقيقة فيه تمحّلات كثيرة وتخرج عن الهدف المطلوب من هداية القرآن، المقصود من القرآن هدايته وليس أن نجمع أرقاماً ونضربها ببعضها وقد تختل فليس هذا هو المقصد الأعظم ولذلك لا نأخذ الرقم سبعة لنأخذ منه هذا المدلول لندخل في تفسير السورة.

سورة الفاتحة كونها جاءت في أول القرآن أولاً أنها سورة قصيرة في بداية سور طوال، ولذلك هي كالمفتاح أو كالفاتحة أو كالبادئة أو أن معانيها أشمل بكثير من هذه السور الطوال. فجاءت بالهداية العظمى المرادة من كل إنسان والمطلوب فيها (إهدنا الصراط المستقيم) وقبلها وصف لله سبحانه وتعالى أنه (رب العالمين) والمطلوب أن يهتدي الإنسان وأمامه ثلاث طرق إما أن يكون منعماً عليه وهو مهتدياً أو مغضوباً عليه أو ضال هذه أصناف الناس في كل تعاملاتهم مع الهداية فجاءت هذه لتبين الطريق للهداية والقرآن كله إيضاح طريق الهداية. يمكن أن نقول إن هذه السورة يمكن جمع موضوعها في قضية "نعمة الهداية" (أنعمت عليهم) و (إهدنا) نسأل كيف طريق الهداية؟ عبادة الله سبحانه وتعالى والاستعانة به ومعرفة أسمائه وصفاته هذه الطريق التي يوصل إليه وأيضاً الطريق الآخر المحذَّر منه ثم بعد ذلك تفصيلات الطريق نبدأ من سورة البقرة وننتهي بسورة الناس.

علاقة السورة بسورة الناس في آخر القرآن.

إذا وصلنا إلى سورة الناس نجد (قل أعوذ برب الناس) وهناك (الحمد لله رب العالمين) وكأن هذا القرآن ليس فقط هو للناس الذي أنزله رب العالمين وإنما الذي خوطب به هم الجنة والناس الموجودين في سورة الناس.

ذكر الدكتور محمد عبد الله دراز في سورة الفاتحة أنها بمثابة الاستدعاء الذي يقدم بين يدي الكتاب وأن سائر القرآن الكريم هو إجابة عن هذا الإستدعاء فلو سقطت سورة الفاتحة من القرآن الكريم لما كان له مبرر ولذلك يقول قوله سبحانه وتعالى (إهدنا الصراط المستقيم) كأنه هو الاستدعاء فجاء القرآن من أوله (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) إلى آخر سورة الناس، ذكر كلاماً جميلاً ويحتاج إلى تمحيص ويقول سورة الفاتحة هي السورة الوحيدة التي يتوجه الخطاب فيها من العبد إلى الرب في حين أن بقية القرآن الكريم من البقرة إلى الناس الخطاب متوجه من الربّ إلى العبد ولعل هذا يكون من أسرار تكرارها في كل ركعة وأنه لا تصح ركعة من الركوعات وحتى صلاة الجنازة إلا بقراءتها. هذا أمر يلفت النظر أولاً وجود الخطاب المباشر فيها وقد توجد في سور أخرى خطابات من البشر لربهم سبحانه وتعالى خاصة في سور النداء أو الدعاء لكن الخطاب هنا مختلف فهو على قصر السورة فيها خطاب من البشر إلى ربهم سبحانه وتعالى وجاء بصورة الجمع

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير